أبوظبي - مصر اليوم
تضم أبوظبي العديد من المعالم السياحية الطبيعية، التي تتضمن نماذج لظواهر طبيعية وتكوينات جغرافية تعكس تنوّع المنطقة وغناها، ومن هذه التكوينات بحيرة الملح، التي باتت تمثل واحدة من أبرز المعالم السياحية في منطقة الوثبة، بعد أن استطاعت في الفترة الأخيرة أن تستقطب زواراً من مختلف الجنسيات، باعتبارها وجهة تتمتع بجمال أخاذ، إذ تبدو كتل الملح المحيطة بتجمعات المياه مثل قطع الجليد التي تتوسطها تجمعات مائية مختلفة الحجم، أما لون المياه فيتدرج فيها بين الأزرق والأخضر. بحيرة الملح، التي تبدو مثل لوحة بلون الجليد في قلب الصحراء وتبعد عن العاصمة أبوظبي ما يقرب من 50 كلم، وقد يحتاج الوصول إليها فترة من البحث للتعرف إلى موقعها بالتحديد، تشكلت في الفترة الأخيرة نتيجة لعمليات الحفر بالمنطقة، لأنها تقع في منطقة منخفضة من السبخة الملحية في المنطقة، مع ارتفاع معدلات التبخر في المناخ الجاف، ما أدى إلى تجمع فائض مياه الأمطار، إضافة إلى المياه المتسربة من مناطق الزراعة المجاورة، وتتأثر مياهها بمنسوب المياه الجوفية وحركة المد والجزر.
تُعرف البحيرات المالحة بأنها مسطح غير ساحلي من الماء يحتوي على تركيز من الأملاح (كلوريد الصوديوم عادة)، وغيرها من المعادن الذائبة بنسبة أعلى بكثير من معظم البحيرات، وتحتوي البحيرات المالحة في بعض الأحيان على تركيز أعلى من الملح مقارنةً بمياه البحر. وفي حالات معينة، تتشكل البحيرات المالحة عندما تتراكم المياه المتدفقة التي تحتوي على الملح أو المعادن إلى البحيرة، ثم يتبخر بعض الماء تاركاً وراءه الأملاح المذابة، وبالتالي تزداد ملوحة المياه، ما يجعل البحيرة المالحة مكاناً ممتازاً لإنتاج الملح. وفي أحيانٍ أخرى، تتشكّل البحيرات المالحة نتيجة لارتفاع معدلات التبخر في مناخ جاف مع عدم وجود منفذ إلى المحيط، وقد يأتي المحتوى العالي من الملح في هذه المسطحات المائية من المعادن المودعة من الأرض المحيطة، كما وقد يكون هناك مصدر آخر للملح، كأن تكون البحيرة متصلة سابقاً بالبحر أو بالمحيط. وقد تؤدي الملوحة العالية إلى وجود نباتات وحيوانات فريدة من نوعها، ولكن في معظم الأحيان نجد غياب الحياة بالقرب من البحيرة المالحة. إذا كانت كمية المياه المتدفقة إلى البحيرة أقل من الكمية التي تم تبخيرها، فستختفي البحيرة في النهاية وتترك بحيرة جافة.
ترتبط بحيرات الملح في الطبيعة بظاهرة جغرافية أخرى تُعرف في المنطقة بـ«السبخات»، وهي عبارة عن مناطق ينخفض مستواها عن سطح البحر، لذلك تتجمع فيها المياه، ونظراً إلى ارتفاع درجة الحرارة في تلك المناطق، يتبخر الماء بصورة كبيرة من سطح التربة تاركاً وراءه الأملاح على سطح التربة، ومع تكرار هذه العملية يحدث تراكم تدريجي للأملاح، فيتكون غطاء يُعرف باسم القشرة الملحية، وهي قشرة بيضاء من البلورات الملحية، وغالباً تكون هذه القشرة هشة ضعيفة. وتظهر السبخات بوضوح في المنطقة الغربية على حدود أبوظبي والمملكة العربية السعودية، إذ يتبع الساحل إلى حدود أبوظبي - دبي. وتوجد المنطقة الأكبر والأكثر استمراراً من السبخات في المنطقة الممتدة من البر الرئيس لمدينة أبوظبي إلى المرفأ.
يوجد في أبوظبي نوعان من السبخات، وهما السبخات الساحلية والسبخات المالحة، أو السبخات الملحية التي تُعرف بأنها مساحات تسيطر عليها نباتات عشبية ملحية ظاهرة وشجيرات، وتتوزع ضمن الإمارة على مساحة تمتد من الشرق إلى الغرب على طول الساحل والجزر من ميناء خليفة إلى حدود السعودية، وتزداد كثافة هذا الموئل حول الجزر باتجاه شرق وغرب جزيرة أبوظبي.
أما السبخة الساحلية فعبارة عن صحراء مغطاة بالملح قريبة من الساحل تغطي مساحات شاسعة، وهي خالية من الغطاء النباتي بسبب ارتفاع ملوحة الطبقة السفلية، ومع ذلك، قد تظهر النباتات الملحية في الأماكن التي يوجد بها سجاد رقيق من الرمال على السطح. تعدّ السبخة الساحلية في أبوظبي من أفضل السبخات الموثقة في العالم، إذ تمثل السبخة الواقعة جنوب جزر الضبعية وأبوالأبيض، السبخة الكاملة الوحيدة في العالم، التي تتضمن أربع طبقات رئيسة بارزة من المسطحات موجودة جميعها في موقع واحد. تبدو كتل الملح مثل قطع الجليد التي تتوسطها تجمعات مائية مختلفة الحجم، أما لون المياه فيتدرج بين الأزرق والأخضر. البحيرة تبعد عن العاصمة ما يقرب من 50 كم، وقد يحتاج الوصول إليها فترة من البحث للتعرف إلى موقعها بالتحديد.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :