ريستيفال

لا تقلق إذا كنت لم تحصل على تذكرة غلاستنبري لأنك لم تفوت بعد تجربة أحدث اتجاهات المهرجانات, فإذا لم تكن من عشاق الزحام والضوضاء التي تكون مصاحبة عادة لجو المهرجانات، فقد ظهر اتجاه جديد للمهرجانات التي تشبه الديتوكس, ويدعى هذا الاتجاه "ريستيفال" أي مهرجان الراحة، والذي يعمل على مواجهة حشود غلاستونبري ورواد ملاهي بيتسفال بالراحة، حيث يهدف ريستيفال إلى إعادة التوازن الإلكتروني والتوازن الجسدي والعقلي من خلال إعادة الاتصال مع نفسك بقطع الاتصال عن العالم.

ويشكل هذا النوع من الحياة الخالية من الانترنت ليست لضعاف القلوب، فإنها تتطلب الخروج تماما عن الشبكة والتعمق في الطبيعة, فبدلا من مطاردة الصور والتطورات على انستغرام وسناب شات، يصبح عليك التواصل بالقوى المحيطة والانغماس في الطبيعة، على الرغم من أن مؤسسة المهرجات كارولين جونز تؤكد أنها ليست من شرطة التكنولوجيا، ولا تجبر أحد على مقاطعتها, وقالت كارولين: "إذا كان الناس يريدون استخدام هواتفهم لالتقاط الصور، فلهم الحرية المطلقة، نحن لا نمنعهم من ذلك".

وفي إشارة إلى رحلة الصحراء أضافت: "ليس هناك إشارة في الصحراء، لذلك يكون الناس أكثر استعدادا لترك هواتفهم النقالة وراءهم، فإنها لن يفوتوا لحظة من المتعة التي تنتظرهم", وأضافت: "ريستيفسال هو أكثر متعة من متابعة حساب "الفيسبوك" الخاص بك، مع الشعور بالراحة والهدوء عندما تكون في منتصف واحدة من أجمل الأماكن في العالم، مع مجموعة متنوعة من الناس الذين يعشقون المغامرة الثقافية".

وأوضحت أن صنع الديتوكس الرقمي شأن مشترك في ريستيفال، حيث يعكف الضيوف على الجلوس بعيدا في مكان غريب، حيث الصوت الوحيد الذي يأتيك هو الهمهمة النابعة من المشاركين في صفوف اليوغا اليومية التي تجري في الأماكن النائية مثل صحراء نافاغو في ولاية أريزونا, وبأسعار تبدأ من 1500 استرليني، تعيش هذا الترف لمدة خمسة أيام، حيث أن هناك مياه جارية، وهدوء تام مع أسرة مريحة مع شراشف بيضاء من الكتان والألحفة والبطانيات والوسائد الناعمة داخل الخيام المخصصة للنوم خلال أيام المهرجان.

وأعلنت كارولين: "نريد أن نضمن للجميع الراحة قدر الإمكان، نظرا لأن رحلة الوصول تكون طويلة ومرهقة، لذا يستحقون أن يحصلوا على الراحة في نهاية المطاف", وتتكون المجموعة عادة من 100 شخص، والذين يتاح لهم فرصة الانضمام لمعسكر حول علم التنجيم. ولا توجد مجموعة قوائم أو خط واضح، حيث أن الجدول الزمني لريستيفال حر ليسمح بممارسة كافة النشاطات المقترحة من جلسات العلاج السليمة، والتأمل، واليوغا عند شروق الشمس ورواية القصص حول المعسكر.

وأتت فكرة المهرجان لمؤسسته كارولين، أثناء جلوسها في قطار الأنفاق في لندن, وتتذكر: "لقد لاحظت فجأة كيف يبدو الجميع متعب وغير سعيد، وأدركت أيضا أنني متعبة وأريد الحصول على فرصة للاستجمام لا يكون بها جمهور كبير لمهرجانات الموسيقى، ومن هنا جاءت فكرة مهرجان الراحة", وقد تم دمج الثقافة المحلية في تجربة حميمة لمنظمي ريستيفال، حيث تتم دعوة البربر أو قبائل نافاغو إلى المخيم للمشاركة بالخبز وبيع الحرف اليدوية الحرفية التقليدية.