القاهرة – مصر اليوم
أكدت مستندات رسمية عدم صلاحية العبارة "اليوسفية" التي تنقل حاليا الحجاج بين ميناء بورتوفيق في مصر وضباء في المملكة، مما قد يهدد بكارثة إنسانية جديدة بعد كارثتي 1998 و2006 والتي راح ضحيتهما أكثر من ألف راكب.
وكانت صحيفة المدينة السعودية نشرت صورا من هذه المستندات التي تبين أن العبارة التي تعمل على الخط حاليا منذ حزيران/ يونيو الماضي، صادر لها قرار بالإيقاف عن العمل منذ آذار/مارس الماضي.
وأكدت الهيئة العامة للسلامة البحرية في مصر أنها خاطبت الجهات المعنية والشركة المالكة والمشغلة للعبارة المذكورة بإيقاف العبارة اعتبارا من 26/3/2014 لحين إعادة تجربة نظام الإطفاء الثابت «بالفوم» واجتيازه بنجاح وفقا للمعدل المسجل لشهادات العبارة المذكورة والصادرة من هيئة الإشراف الإيطالية، إلا أنها فوجئت في اليوم التالي 27/3/2014، بقيام المهندس م – ر بإرسال إشارة إلى هيئة موانئ البحر الأحمر بالسماح للعبارة السفر بناء على تعليمات اللواء إبراهيم يوسف مستشار وزير النقل في ذلك الوقت، دون الرجوع للمختصين.
ووفقا للمستندات أيضا فإن الموظف الذي أعطى إشارة التشغيل تعرض لضغوط من مستشاريين بوزارة النقل ولم يجد حلا غير إرسال إشارة السماح للعبارة بالعمل، رغم تشديدات هيئة الإشراف البريطانية بالتمسك بإيقاف العبارة لأغراض فنية، كما أن لجنة الوزارة للتفتيش على العبارة لم تراع الأصول الفنية في المعاينة وإجراء تجربة إطفاء الحريق الثابت «بالفوم».
من جهته، صرح محمد شحاتة رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للنقل، إن العبارة اليوسفية تمثل خطرًا وشيكًا يهدد سلامة الركاب، مشيرا إلى أن الخطأ حاليًا يرتكبه مهندسون مصريون من مصلحتهم سير العبارة وإعطائها رخصة الإبحار على غير الواقع، وأشار إلى أنه أرسل مذكرة إلى وزارة النقل للتحقيق في تلك الواقعة، وللحيلول دون وقوع كارثة قد تودى بحياة مئات الركاب على متنها، على غرار ما حدث في عبارة السلام 98.
وأوضح شحاتة، أن مستشاري الجمعية تأكدوا بالفعل من مخالفة العبارة اليوسفية لشروط السلامة الدولية، وأنه طالب هيئة السلامة البحرية المصرية ومجلس الوزارء المصري، وكل الجهات المسؤولة عن تشغيل العبارة بالرد الفوري والرسمي على تقارير المخالفات الخاصة بالعبارة والتي تشمل مخالفات في نظام الإطفاء والأجهزة الفنية.
وأكدت مصادر مقربة من المهندس هاني ضاحي وزير النقل المصري أن الوزير أصدر تعليمات مشددة إلى هيئة السلامة البحرية والموانئ لمتابعة الواقعة والوقوف على مدى خطورة تشغيل العبارة بشل فوري.
وأوضحت أن الوزارة ستصدر بيانًا خلال الأيام المقبلة توضح فيه حقيقة موقف العبارة للرأي العام بالإضافة إلى بيان صلاحيتها للعمل من عدمه.
من جانبه، أشار عبدالرحيم مصطفى المتحدث الرسمي باسم هيئة موانئ البحر الأحمر: إن العبارة مازالت تعمل حاليا في نقل الحجاج والركاب، مشيرا إلى أن هيئة السلامة البحرية هي المختصة بالتفتيش على صلاحية العبارات، وقال: إن هيئته ليس لها علاقة بدواعي السلامة، ولم تتلق قرارا من الجهات الرسمية بوقف عمل العبارة اليوسفية. وكان الخط الملاحي الذي يربط بين مينائي بور توفيق وجدة توقف منذ سنوات بسبب غرق العبارة «السلام 98»، ويعود قرار تشغيل الميناء إلى شهر يونيو الماضي، حيث افتتحت الحكومة بحضور المهندس «إبراهيم محلب» رئيس الوزراء، والمهندس هاني ضاحي وزير النقل، الميناء من جديد، وغادرت أولى الرحلات على متن العبارة «اليوسفية « من ميناء بور توفيق إلى ميناء ضبا، وذلك رغم صدور قرار هيئة السلامة البحرية بوقفها عن العمل في مارس الماضي. حيب تصريحات نشرتها جريدة المدينة السعودية اليوم الأربعاء.