مطروح - إلهام سلمى
يطلق اسم "جبل الموتى" على تلة مخروطية الشكل، تتجه قليلا نحو شمال قلعة شالي، وهو يزخر بمقابر تعود إلى عهد الأسرة الـ 26 وتمتد حتى نهاية العصر البطلمي واليوناني، ولا تزال العديد من هذه القبور محفوظة إلى حد جيد.
ويمكن من أعلى جبل الموتى مشاهدة مناظر مذهلة ورائعة لواحة سيوة حيث تظهر مباني الواحة القديمة الطينية جنبا إلى جنب مع مبانيها الحديثة الأسمنتية، بطرقاتها الترابية التي تحتويها البساتين تخفيها عن العيون، وإلى الشرق نرى أميالا من أشجار النخيل تمتد حتى الصحراء كبحر أخضر مترامي الأطراف.
وتقع منطقة "جبل الموتى" على بعد 2 كيلو متر من منطقة سيوة التابعة لمحافظة مرسى مطروح، وتم اكتشافه عن طريق الصدفة عام 1944 أثناء الحرب العالمية الثانية، عندما لجأ أهالي سيوة للاحتماء بالجبل فاكتشفوا المقابر به، ويبلغ ارتفاع الجبل 50 مترا، ويتكون من تربة جيرية ويعد بمثابة جبانة أثرية، وفي طريق الهبوط يوجد باب حديدي على إحدى المقابر المميزة في جبل الموتى، ويقول سكان الواحة إنها مقبرة فرعونية وضعت عليها الأقفال والأبواب الحديدية للحفاظ عليها من عبث العابثين.
وتجد نفسك حال دخول إحدى مقابر الجبل، تمشي في ممر ضيق يؤدي إلى حجرة صغيرة منخفضة السقف مزخرفة برسومات فرعونية جذابة يتفرع منها مجموعة من الفتحات المخصصة لوضع أجسام الموتى بنظام .
وتنتشر الكثير من الأساطير حول "جبل الموتى"، فالكثير من أهالي المنطقة يقومون بالحج في أيام معينة من السنة بين الفصول إلى الجبل ويقيمون بين المقابر لمدة سبعة أيام لا يتناولون فيها أي طعام إلا ثوم، ظنًا منهم أنه يمنحهم الصحة ويقيهم من الأمراض حتى الفصل المقبل.
وتشير أشهر الأساطير أيضًا، إلى أن ما رواه هيرودوت في كتاباته، أن الجيش الذي أرسله الإمبراطور قمبيز بهدف هدم معبد آمون والقضاء على جميع الكهنة فيه، خرج من طيبة متوجهًا إلى المعبد في سيوة ولكن الإله آمون انتقم منهم وأرسل رياحًا عاتية دفنتهم أحياءً تحت الرمال .
وتوجد في منطقة جبل الموتى عدة مقابر منحوتة في الصخر، أربعة منها تحوى مناظر ملونة هي مقابر س آمون- ني برباتحوتو إيزيس ومقبرة التمساح، وأغناها بالرسوم مقبرة س آمون وهو يوناني عاش في سيوة ودفن بها طبقا للديانة المصرية القديمة .
وتحتم مقبرة سى أمون مشاهدتها، والتي أحياناً يشار إليها بأنها أجمل الصحراء الغربية، وهي تنتمي إلى أحد أثرياء الإغريق الذي كان يتبع الديانة المصرية القديمة، وتم الحفاظ على المقبرة بشكل جيد فهي تتمتع بمجموعة من النقوش البارزة الرائعة وتظهر صورته على جدران المقبرة المزينة بنقوش بارزة رائعة تمثل صاحب القبر والإلهة نيت تقف تحت شجرة الجميز .
ويوجد أيضًا مقبرة التمساح، سميت بهذا الاسم لوجود نقش لتمساح أصفر مميز يمثل الإله سوبك، تشكل المقبرة هيكل أشبه بكهف مكون من ثلاث حجرات، وثمة مقبرة أخرى لابد من زيارتها وهى "مقبرة نيبرباثوت" ،المزينة بنقوش ساحرة مرسومة بالصبغة الحمراء المستخدمة في الأواني الفخارية السيوية وهى مقبرة ضخمة يرقد فيها التابوت الحجري على أرضية غرفة الدفن .