السياحة فى مصر


قدَّم خبراء السياحة في مصر، لائحة مطالب عاجلة، لإنقاذ السياحة الروسية الوافدة من الانهيار، وذلك بعد إلغاء الشركات الجالبة للسياحة الروسية نحو 50% من رحلاتها بعد الأزمة الروسية الأميركية التي تسببت في تدهور العملة الروسية "الروبل".

وأكدوا في تصريحات إلى "مصر اليوم" أنَّ من أولى النقاط في هذه اللائحة، إطلاق حملات ترويجية من جانب السياحة المصرية في روسيا، إلى جانب مساعدة القطاع الخاص بتحمل 50% من رسوم هبوط الطائرة في مقابل إشغالات محددة، فضلًا عن ضرورة إطلاق مبادرة سياسية مصرية روسية، بالتبادل التجاري مع السياحة.

وأوضح الخبير السياحي ومدير التسويق في إحدى شركات السياحة ريمون نجيب، أنَّ الرؤية لتفادي انهيار السياحة الروسية الوافدة بشكل كامل، تتمثل في، ضرورة مساعدة شركات السياحة الروسية وذلك بتقديم دعم على الرحلات من قبل الفنادق، وتقديم غرف مجانية مقابل حجوزات، والعودة إلى نظام دعم المقاعد الشاغرة للطائرات حتى نتخطى الأزمة، ثم البدء في حملة لترويج مصر "دولة الدفء والاسترخاء"، والغرض من الحملة هو توجيه السائح إلى أنَّ الإقامة في مصر أرخص من الحياة اليومية في روسيا بدعم من غرف رجال الأعمال.

وبيّن نجيب، أنَّه ينبغي أيضًا مساعدة القطاع الخاص بتحمل 50% من رسوم هبوط الطائرة في مقابل إشغالات محددة، فضلًا عن ضرورة إطلاق مبادرة سياسية مصرية روسية، بالتبادل التجاري "سياحة مقابل حديد، سلاح وغيرها"  والتعاقد بالروبل مقابل الجنيه المصري وبالتالي سيستفيد كلا الطرفين ومن ثم سيتم تثبيت سعر الرحلة السياحية دون معوقات تذبذب أسعار العملة وتأثيرها على القوة الشرائية للعميل.

وأضاف أنَّه ينبغي على الفنادق أن تبدأ بدراسة عمل "إقامات طويلة" تتخطى 21 يومًا بأسعار منافسة لتشجيع الروس للسفر خلال فترات البرد القارس، وأن تقوم الفنادق بعرض أسعار الغرف بالإفطار أو الإفطار والعشاء لتقليل السعر، حتى يضمن استمرار جذب السياح من خلال عرض رخيص.

وأشار نجيب إلى أنه منذ أشهر عدة بدأت العملة الروسية "الروبل" في الهبوط حتى وصلت أدنى مستوياتها عند 52 روبل، مقابل الدولار خلال الفترة الراهنة وهو أعظم هبوط لهذه العملة، مما أثر سلبًا على الطلب السياحي، وهو ما دفع شركات السياحة الجالبة للروس إلى إلغاء 50% من رحلاتها إلى مصر، وإذا استمر نزيف الخسائر التي تقدر بملايين الدولارات ستضطر الشركات إلى إلغاء كل رحلاتها إلى مصر حتى تتحسن الأوضاع الاقتصادية.

وتابع أنَّ السياحة الروسية تمثل 25- 28% من إجمالي السياحة المستجلبة وبالتالي هبوط الطلب الحالي بنسبة 50% يعني فقدان 12- 15% من موارد السياحة وستزداد النسبة إذا تفاقمت الأوضاع الاقتصادية في روسيا.

ومن جانبه، شدّد الخبير السياحي ومدير إحدى الشركات محمد السعيد، على أنَّ الترويج إلى السوق الروسي أصبح ضرورة لا مفر منها من أجل تفادي الأزمة الراهنة، إلا أنَّ هناك حلًا أخر يتمثل في أهمية فتح أسواق جديدة وعدم الاقتصار على سوق واحد, وهو أمر يجب أن نبدأ فيه بشكل عاجل؛ لأنَّه يحتاج إلى وقت ودراسة ومصروفات تسويقية للتعريف بالمنتج.

ولفت السعيد في تصريح إلى "مصر اليوم"، إلى أنَّه ينبغي أن يتم التركيز في الوقت ذاته على السوق الروسي، لأنه يعد أهم الأسواق السياحية المغذية للمقاصد الشاطئية وفقدانها يمثل كارثة على السياحة المصرية، خصوصًا أنَّ معظم الفنادق تعتمد على السياحة الروسية والأوكرانية وإن تقلصت الأعداد يتسبب ذلك في تقليص الدخل وبالتالي ترتفع المصاريف الثابتة، ما يتسبب في دخول الفنادق في أزمة مجددًا.

وأبرز أنه من الممكن أن يساهم أصحاب الفنادق بدعم السياحة الروسية بنحو 5-10% من دخولهم حتى يضمن نحو 60-70% من إيراداته، مشيرًا إلى أنَّ إضافة أسواق جديدة، هي الأمل ولكن في ضوء الظروف الحالية عدد من الأسواق لن تأتي إلى مصر، بسبب بعض الوصول إلى مرحلة الاستقرار التام.