جزيرة هييرو

تعتبر جزيرة هييرو أصغر جزر الكناري وأكثر الأماكن واعدة في مجال السياحة في منطقتها، فهي تضم مجموعة من المشاريع التطويرية للازدهار بسياحتها مثل مشروعين لإنتاج الطاقة، أحدهما يعود إلى الدولة ويستخدم التربينات لتسخير قوة المياه والرياح.

وتهدف خطة الحكومة إلى جعل الجزيرة مكتفية ذاتيًا من الطاقة بسكانها، الذين يبلغ عددهم 10 آلاف نسمة، وتهدف أيضًا إلى تمكين الجميع من قيادة السيارات الكهربائية، لذلك تنتشر في الجزيرة محطات الشحن الكهربائية، وما تزال تحافظ على طابعها الزراعي والرعوي لاسيما في الجبال.

وزودت الحكومة الجزيرة بشبكة إنترنت لاسلكي مجانية تغطي كل أرجائها حتى المرتفعة منها، وتحافظ الجزيرة على سحرها التقليدي من خلال موقعها النائي، وبقيت تقريبًا بعيدة عن السياح، وانخفض عددهم أكثر العام 2011 بعد انفجار بركاني، وتستقبل نحو 20 ألف سائح في العام معظمهم من سكان جزر الكناري.

وتمتلك الجزيرة مجموعة من المرافق الخلابة مثل الحانات والمطاعم وأجملها هو مطعم فرونتيرا، الذي يتكون من 3 طاولات منصوبة في فناء مزرعة تقع على سفح الجبل ويحيط بها مناظر خلابة باتجاه الخليج، ويعتبر الجبن والطماطم من أشهر المقبلات في الجزيرة.

وتحتوي بالقرب من الميناء الرئيسي على طريق طويل مغطى بأشجار الغار والسراخس والحزازيات الجنينية التي دفعت اليونسكو لاعتبارها من المحميات الطبيعية، وتمتلك أيضًا جملة من التضاريس المتنوعة مثل المنحدرات والغابات الكثيفة، وتعتبر قرية لا ريستنجا من أشهر قرى الأسماك الملونة.

ويتجول السكان المحليون والغواصون للتمتع بمشاهدة الأسماك الملونة، وبعد الانتهاء يجلسون على طاولات منصوبة على جانب الطريق ويتناولون كأسًا من البيرة مع الاستمتاع بصوت المحيط وقوارب الصيد الزرقاء والحمراء.

وتقع كروم لوس لوموس في آل بينار في جنوب الجزيرة، وهي مثالية لمن يرغبون في تجربة النبيذ المحلي للجزيرة وأخذ عينات منه، ويرحب سكان الكروم وعمالها بالزوار كثيرًا ويجيبون على كل الأسئلة ويعرضون أنفسهم للمساعدة والنصحية على الفور، وترتاح على الطريق شجرة زيتون معمرة تمتد جذورها على سطح الأرض.

وتمتاز الجزيرة بكرم أهلها وبأمانها، فالناس يتركون أبواب بيوتهم مفتوحة حتى في الليل، لاسيما سكان قرية سابينوسا الجبلية صاحبة الشوارع الملونة، النابضة بالحياة والتي تحتفل في هذه الأثناء بمهرجان سان سيمون، وهو فرصة مناسبة لتناول الطعام المحلي وشرب النبيذ، والتمتع بالفنون المحلية لأصحاب المنطقة.