فيلا البوسكو من الداخل

صمّم الرسام والشاعر والنحّات المعماري الإيطالي المشهور مايكل أنجلو، فيلا البوسكو التي تعود للقرن السادس عشر المطلة على فلورنسا، ويحيطها كروم من العنب وبساتين من الزيتون، ويفخر كل سكان المنطقة بأن هذه الفيلا وأخرى غيرها في المنطقة من تصميم هذا الرجل العظيم.

وأكدّ وكيل العقارات المسؤول عن بيع الفيلا كون يونك "أنها ساحة بالفعل، ويبلغ سعرها 11 مليون يورو، وتمتلك دربًا جميلًا على قمة تلة ومحاطة بالبساتين وبالتالي فهي معزولة عن محيطها، في حين أن العقار يضم 20 فدانًا من كروم العنب و24 فدانًا من بساتين الزيتون."

وتبرز بصمات مايكل أنجلو من خلال النوافذ، والأرض الأصلية المصنوعة من الطين المطلية بالشمع المتألق، وأعيد تخطيط المنزل في القرن 18، وأضيف إليه سلسة غير عادية من اللوحات الجدارية والجص إلى الجدران والسقوف.

وبنيت الفيلا على مساحة 13 ألف قدم مربع، وتحتوي على 16 غرفة نوم ودار ضيافة منفصلة وحمام سباحة وحديقة إيطالية ومصلى خاص مع جدران الجص الملونة بالأزرق السماوي، وتقع في منطقة سنتي كلاسيكو نسبة إلى كروم العنب.

ويتوجب أن يكون صاحب الفيلا الجديد غنيًا جدًا ومحبًا للفن على حد سواء، فالرسوم الجدارية تغطي تقريبًا كل سطح من غرف الطابق الأرضي والأول، بما في ذلك غرفة النوم الرئيسية، من خلال خليط من المشاهد الكلاسيكية والرعوية والمعمارية، وتصوّر إحدى الجداريات الصيادة ديانا والتي ربما تشير إلى المستخدم الأصلي للفيلا ككوخ صيد للصيف لأحد الأثرياء للهروب من المدينة.

ويعتبر الرسم الكلاسيكي على الجدران ليس فقط سمة الفيلات الإيطالية القديمة، ولكنه ميزة للمنازل الفاخرة الحديقة، وتشير الفنانة لوسيندا أوكس " كان فترة 1700 هي ذروة اللوحات الزخرفية." ويكلف عملها بين 8 آلاف و 80 ألف جنيه استرليني اعتمادًا على الحجم والتعقيد، وأصبحت أكثر شعبية في العقارات الفخمة.

وتضيف " أول الهام عندما أبحث عن مشروع جديد هو رسومات القرن 18 من إيطاليا وفرنسا والسويد." وتنتمي أوكس لعائلة فنية، فوالدها جورج أوكس عمل كرسام جداري في استديو التصميم الداخلي الشهير كولفكس وفاولر.

وعملت على ترميم جزء من اللوحات في الفيلا وتشير أوكس" عملت على غرفة واحدة كانت مخصصة للمستكشف القطبي وظهر فيها الدب القطبي والرنة والزلاجات والهدايا، لقد أثرت الهندسة المعمارية وتخطيط كل غرفة بإبداعاتي كثيرًا."

وأضافت لوسيندا في عملها الكثير من التفاصيل الشخصية التي تعبر عنها، مثل النافورة في الحديقة، ويأخذ عملها فترات متباينة يتراوح بين اليومين والثمانية أشهر، وتعمل أحيانا في محترفها الخاص على طلاء لوحات ضخمة يتم شحنها وتثبيتها في الجدران، وهذا ما يسهل علمها أكثر وخصوصا مع الزبائن الدوليين، لذلك لم يكن مستحيلا أن أحدث الجدران الكلاسيكية المثبتة في توسكانا أو تكساس تم عملها في ساسكس.

وأصبح مالكو المنازل الفخمة يميلون إلى تزيين سقوف منازلهم أكثر، ويقول رئيس شركة تشيلسي لسافليس تشرلي بوبير " يعتبر بعض المصممين السقف بمثابة الجدار الخامس في الغرفة، وبالتالي فهو يستحق نفس الاهتمام، ويشمل تزيينه جداريات مفصّلة مرسومة باليد وأعمال فنية جميلة تزين قاعة الاستقبال الرئيسية في المنزل، والتي تأخذ مئات الساعات لإنتاجها في عملية شاقة ومفصلة، ولكنها تترك انطباعًا دائمًا في النهاية."

وتؤكد مؤسسة ستنسل لايببري هيلين موريس " تبيع الشركات نسخ من جداريات رسمت باليد ومطبوعة على ورق الحائط، رأيت مجموعة من اللوحات الجدارية وعلى السقف مصنوعة من أنماط تجريدية ورسومات معمارية ومفروشات تاريخية، وأصبحت اللوحات الجدارية التي تزين السقف أكثر شعبية، وهناك أنماط مختلفة منها استخدمت في القرون الماضية ويمكن الاستلهام بها."

وأصفت التكنولوجيا بصمتها على هذا الفن من خلال استخدام ملصقات عملاقة من الحيوانات والنباتات، ولكن يبدو أن مايكل أنجلو لم يأخذ هذه العناصر في عين الاعتبار، حيث أن أصحاب العقارات الفخمة في هذه الأيام يميلون الى جداريات الفن القديم  التي تروى قصصًا على الحائط.