مصباح من ليفنغ أيس

أتاحت ثورة الإنترنت وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي سُبلًا جديدة لتفقد كل ما هو جديد في عالم الديكور، وبدلًا من اقتناء الكثير من المجلات الضخمة يمكن الآن مشاهدة ملايين الصور وجولات الفيديو المتاحة بسهولة عبر الشبكة العنكبوتية، وأصبح يتوجب الآن على مجلات الديكور الداخلية تجاوز الشكل المطبوع التقليدي لتدخل عالم المنافسة.

واستطاعت بعض المجلات أن تجد طريقة في ظل ارتفاع المشاريع وأن توفر لنفسها مصدر دخل جديدًا ومريحًا، فارتبطت بمصانع الأثاث لإنتاج مجموعات من القطع التي تعكس جمالية الصور التي تقدمها، ومن بينها مجلتي كونتر ليفنغ وهاوس بيتيفول المشهورتان بالآرائك المميزة التي يصنعها مصنع "دي أف أس".

وأطلقت العلامة التجارية "ليفنغ أتس" غرفة معيشة بأثاث الصيف الماضي لموقع "ماد دوت كوم" بأسعار تتراوح بين 28 جنيه إسترليني و999 إسترليني للأريكة المخملية ذات الثلاثة مقاعد، ولاقت رواجًا كبيرًا، بحيث وسَّعت نطاق بيعها ليشمل غرفة نوم وأثاث لغرفة الطعام، وأشارت مؤسسة الموقع، أنبيل كلينر، بقولها: لقد حظينا بتعاون مثمر مع العلامة "ليفنغ أتس" لطرح الكثير من التصاميم، ويدل هذا على الاتجاه المتزايد لعقد الصفقات بين الشركة التجارية وشركة المحتوى، ودلينا الكثير من التصاميم التي سنطرحها للجمهور الأثرياء.

واتخذت "ليفنغ أتس" خطوة أكثر طموحًا بإطلاق منصة تجارية إلكترونية في يوليو/تموز الماضي بالتعاون مع مجلة "والبببير" التي تعرض من خلالها قطعًا من 150 علامة تجارية ومصممين اختيروا من قِبل فريق التصميم الخاص بهم، وأوضح مدير "والبيبير"، توني تشامبر: لقد عرضنا أفضل تصاميم عالمية على مدى 18 عامًا، واليوم نعرض للقراء الفرصة لشرائها، فالنشر هو العمل الأكثر مرونة على هذا الكوكب.

ويقدم موقع "والبيبر" مجموعة من الأدوات المنزلية والمصابيح والمنسوجات وملحقات السفر والإلكترونيات الشخصية، وبالتحديد كل شيء يحتاجه الإنسان لتصوير الحياة التي ترسمها المجلات عبر صفحاتها، وأضافت تشامبر: كان علينا أن نقوم بهذا الشيء من عامين أو ثلاثة أعوام، ولكن الشيء الجديد دائمًا مميز لذلك فقد أخذ الكثير من التحضيرات.

واستطاعت رئيس التحرير في مجلة "أيل للديكور"، ميشيل أوغاندين، أن تطلق قسم التصميم الخاص بهذه العلامة التجارية بهدف ترجمة الصور عبر صفحات المجلة إلى قطع حية، وتبين بقولها: أريد لأسلوب الاستشارات أن يصبح حقيقة من خلال صناعة القطع التي تظهر في الصور في مجلتنا وجعلها حقيقة في يد المشاهد، وشعرت أكثر أن هذا المشروع يمكن أن يكون ملهماً كثيرًا، وبالتالي أطلقت قسم التصميم في المجلة.

واستطاعت ميشيل التي درست الهندسة وبموهبتها وخبرتها التي دامت 20 عامًا مع المجلة، أن تقدم مجموعة من التصاميم الداخلية المعاصرة المغرية بشكل كبير بفضل لوحة الألوان الهادئة والمواد المستخدمة، وعرفت خلال فترة عملها بدعمها النظرة الكلاسيكية للديكور وعكست هذا من خلال مشاريعها، وتابعت: الأمر يتعلق دائمًا بالتصميم الكلاسيكي، والخلط بين القطع القديمة والجديدة والجودة والراحة وعناصر غاية في الأهمية مثل اللون والملمس، والتصميم الجيد دائم الشباب بالنسبة إليّ، وهي قطع تبقى مع أصحابها ويتردد صداها دائمًا.

وتأمل ميشيل بأن يرغب الناس في الدفع مقابل مبادرتها للتصميم، وتكلف سعر الشقة مثل تلك التي قامت بتصميمها أخيرًا بين 450 ألف و2.1 مليون جنيه إسترليني إضافة إلى تكاليف تصميم مجلة "أيل"، كما تسعى إلى الحصول على المزيد من المشاريع التجارية للمجلة، ولكها ستكون سعيدة إذا استطاعت أن تنتج مجموعات مختلفة، والتي تأخذ كبسولة على شكل 50 قطعة يجب أن تكون في كل منزل.