الغرف تتصل مع بعضها في المنزل البرتقالي

يقع في شيبرد بوش منزل يبدو مثل الأكواخ الإفريقية باللون البرتقالي، ويبدأ المنزل من بوابة منقسمة باللون البرتقالي أيضا والمغلفة بمادة البولي يوريثين فوق سبائك الحديد والقصدير، ثم يأتي بيت الصفيح الذي يعود للمهندس هنينغ ستومل وزوجته اليس داوسون وبناتهم غوستين وايشا وداسون بالإضافة الى قطهم اوردي, ويرى الداخل مكتب هينينغ أمامه بعد العبور من باب صغير، ولأول وهلة لا يبدو المبنى وكأنه منزل، فالإنسان يدخل الى فناء واسع مرصوف بالغرانيت مع بركة سباحة عميقة، وحول هذه الواحة تقع الأكواخ التي ترتبط مع بضعها على شكل حدوة حصان.

ويمتلك كل كوخ الذي يعتبر غرفة واحدة نوافذ أفقية، وتفتح كل المساحات على بعضها البعض من الداخل، ويربط بين الاكواخ الجدران المزدوجة محافظة على مساحة مرتبة فيبدو في النهاية كل الاكواخ وكأنه مجمع، وفي نهاية هذا المجمع يقع اثنتين من فرق النوم ومطبخ وغرفة استخدام، ويمكن فصل هذا الجزء من المنزل من خلال اغلاقه لإفساح باقي المنزل كي يكون بيت صغير للضيوف.

ويرتفع من قلب المجمع مدخنة طويلة فوق موقد من الخشب في غرفة المعيشة التي تضيف لها لمسة من الفخامة وتبقيها دافئة في الأيام الباردة، ويمتد اللون البرتقالي من الخارج الى الداخل مع مقابض المطبخ والأبواب، وصنعت الأرضيات من الخرسانة في جميع أناء المنزل بينما الجدران والسقوف صنعت من الجص الطبيعي مع الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة في الزوايا وسد الثغرات حول الابواب.

ويتكون المنزل من الكثير من التفاصيل الذكية، خلف غرفة النوم الرئيسية تمتد خزائن الكتب وحمام، ويقع في غرفة الدراسة مكتب برتقالي طويل يطل على الفناء والبركة، ويتشارك غرفتي النوم الرئيسيتين والمطبخ وغرفة الجلوس طريق واسعة مطليه باللون البرتقالي ايضا وتستخدم العائلة هذه المساحة للتخزين.

وتعود أصول هينينغ إلى ألمانيا ولكنه قضى كل حياته في بريطانيا، وانشأ مكتبه الخاص في مارليون بعد أن عمل لشركات مرموقة مثل فوستر وشركاه وديفيد شيبرفيلد، فيما الس منتجة أفلام لديها نظرة جمالية، وكانت بحاجة الى مربية أطفال اثناء عملها وعثرت على واحدة عن طريق ابن هينينغ، وتم زواجهما في عام 2008.

واشتريا مساحة صغيرة من مزاد علني في كادمن، وكانت ورشة عمل قديمة بنو عليها المنزل المستوحى من نفس ورشة العمل، ثم باعاها الى الفنان المشهور راشيل ايتريد وتقول اليس " هينينغ ممتاز في ايجاد المواقع والمساحات."

وأراد بعدها الزوجان الانتقال الى الغرب من أجل المدارس، وفي عام 2011 عثرا على موقع منزلهما هذا في شيبرد بوش مقابل 450 ألف جنيه استرليني، وشرعا بعدها بتنظيف ما في المكان  بتكلفة 50 ألف جنيه استرليني، وكلف ببناء المنزل 800 ألف جنيه استرليني ليصبح تكلفته النهائية 1.3 مليون جنيه استرليني، ولكن تقدر قيمة الملكية اليوم بحوالي 3.1 مليون.

وأحب الزوجان الانارة العلوية للمكان، لذلك صمما مناور في التصميم الرئيسي، فذهبا الى ستوكهولم كي يعرفا كيف صممت المنازل التقليدية لتستفيد من الضوء العلوي وطوراه قليلا، ولكن مخططو المنطقة رفضوا اعطائهما الاذن في البناء في البداية نظرًا لاعتراض السكان الملحين فتفاوض الزوجان مع الجميع حتى استطاعا أن يقنعوهم بالبناء.

وبدأ البناء بالفعل في عام 2013، وخلال العمل استأجرت الأسرة منزل بناه هينينغ لجارتهم، وكان بناء جدران المنزل سهلا، ولكن الجدران خلقت بعض المشكلات للبناه فكان السقف يسقط مما يضطرهم لإعادة بناؤه من جديد، وبالرغم من أن الزوجين كانا يأملان أن يسكنا منزلهما بعد 15 شهرًا من بداية البناء الا أن الأمر استغرق ثلاث سنوات.

ويعتبر هذا وقت طويل ولكن نظرًا الى النتيجة الحالية فان الانتظار كان يستحق، وفاز هذا المنزل بلقب منزل العام الذي يمنحه المعهد الملكي للمهندسين المعماريين البريطانيين ريبا، في مساحة امتدت على 2420 قدم مربع في مكان هادئ وبتشطيبات استثنائية.

ويعتبر كل ما في المنزل استثنائي ومميز من الأسقف الى الفراغات الى الاطار الهندسي العام والجدران، وفي البداية ظن الأطفال أنهم سيكرهون اللون البرتقالي ولكن ما ان رأوه حتى احبوه كثيرًا، وكان هينينغ يريد ان يطلوه باللون الرمادي ولكن اليس هي من اختارت البرتقالي، ويقول هو " منذ أن التقيتها أصبحت حياتي ملونة باستمرار."