القاهرة -مصر اليوم
يؤثّر لون طلاء الجدران تأثيرات حاسمة على الديكور الداخلي، فالجدران تشغل مساحات كبيرة في المنزل، وهي تُمثّل خلفيات لعناصر الديكور، من أثاث، وإكسسوارات، ولوحات، ومعلّقات، ما يتطلّب حسن اختيار ألوان طلاء الجدران. اطلعي، في السطور الآتية، على اتجاهات ألوان الجدران لعام 2024، علمًا أن إعادة طلاء جدران الغرف يُحدث تغييرًا كبيرًا في مظهر المنزل، وأن بعض الألوان سيظل دارجًا في العام المقبل (2025).
بعد أن ساد استخدام طلاء الجدران رماديّ اللون لوقت طويل، ها هو الأخير يتراجع، ويفسح المجال لألوان أخرى أكثر جرأةً، ومنها: الأسود لديكور معاصر وفخم. صحيحٌ أن بعض الملّاك قد لا يستسيغ طلاء جدران غرف منازلهم بطلاء أسود اللون، إلا أن الأخير يستحقّ التجربة، فهو يُمثّل صيحةً جديدةً، في إطار ألوان الجدران الداخلية، ويمكن أن يحوّل المساحة، بشكل كلّي.
تشمل إيجابيات طلاء جدران الغرف المنزلية، بلون داكن، ولا سيّما الأسود، التعبير عن الجرأة، والمُفاجأة، والتميّز، كما سيشيع الطلاء الأسود، عندما يحلّ على جدران المساحات الداخلية، أجواءً دافئةً وحميميةً. وإذا كانت القارئة من هواة تصوير ديكورات منزلها، أو تصوير يوميّاتها في المنزل، والنشر على وسائل التواصل الاجتماعي، ستبدو الصور أفضل، عندما تكون الخلفية سوداء، ما يبرز الأثاث والإكسسوارات.
بالمقابل، يصل البعض بين الطلاء أسود اللون، وبعض السلبيات، مثل: قلة الإضاءة في الغرفة المطلية جدرانها بطلاء أسود اللون، الأمر الذي يتطلّب مضاعفة الإضاءة الاصطناعية لتبدو الغرفة مُشرقة. أضيفي إلى ذلك، "الغرفة السوداء" مناسبة للاسترخاء والنوم، وليس للدراسة، وغيرها من الأنشطة الإبداعية. ومن جهة ثانية، ستصعب إعادة طلاء الغرفة ذات الطلاء الأسود، بلون آخر، عند الملل منها. و"سيبتلع" الطلاء أسود اللون معظم المساحة، ويجعلها تبدو أصغر مما هي عليه، في الواقع. لكن، ما تقدّم لا يلغي فكرة تحوّل الطلاء أسود اللون إلى اتجاه في ديكور المنزل، خصوصًا أن الأخير أمسى واسطة للتعبير عن شخصيّة المالك(ة)، وذوقه، وتفضيلاته.
ولا يمكن القفز عن جاذبية الألوان الداكنة، بما في ذلك الأسود، في خلق أجواء لا يمكن أن تضاهيها الألوان الفاتحة. ومع ذلك، تتطلّب الخطوة دراسةً متأنيةً، تشمل: حجم الغرفة، وإضاءتها، ووظيفتها. مثلًا: يمكن أن يحوّل طلاء الجدران الأسود غرفة النوم إلى ملاذٍ مريحٍ ومثاليّ للاسترخاء والغفو. أضيفي إلى ذلك، الطبيعة المغلفة للون الأسود قد تجعل الغرف المنزلية الكبيرة أكثر حميميةً، وراحةً. لكن، طلاء جدران غرفة صغيرة بلون داكن، قد لا يبدو موفّقًا، إذ يمتصّ اللون الأسود الضوء، ولو أنه يضفي طابعًا دراماتيكيًا، ورُقيًا، بالمقابل.
في منطقة المعيشة، يمكن أن يقود طلاء جدران غرفة المعيشة بالأسود إلى إعداد خلفية رائعة للأعمال الفنّية والأثاث، ما يسمح للقطع المذكورة، بالبروز، لتصبح نقاطًا محورية. مفتاح النجاح في طلاء الغرف بطلاء أسود هو التوازن. يمكن دمج عناصر، مثل: المرايا، وطلاء الأسقف بألوان فاتحة، وكذا الأمر لناحية الأرضيات، ما "يقاوم" إمكانية أن تبدو المساحة أصغر.
البيج، هو أحد أبرز الألوان التي تحلّ محلّ الرمادي، في إطار طلاء الجدران؛ يشتهر هذا اللون، مُتعدّد الاستخدامات، بقدرته على إضفاء الإشراق على المساحات، مع استحضار إحساس بالهدوء، والخلود. وعلى عكس الرمادي، يوفّر اللون البيج في الديكور المعاصر إحساسًا أكثر دفئًا وعضويةً، ما يجعل الطلاء البيج يعدّ خلفيّةً مثاليّةً لمجموعة منوّعة من عناصر التصميم. يُمكن إقران البيج مع الأعمال الفنّية المُلوّنة، والمفروشات المزخرفة، والمواد الطبيعية، مثل: الخشب، والحجر، لخلق مساحة مُتعدّدة الطبقات، ومُثيرة للاهتمام.
البيج مُناسب لطلاء جدران المطبخ، وغرفة المعيشة، وغرفة النوم، وهو يوفّر أساسًا مُحايدًا، ومريحًا، وقابلًا للتحديث، كلما مرّ الوقت. وهو يتكيّف، بسلاسة، مع أي طراز، بما في ذلك العصري البسيط، والديكور الريفي المريح. لذلك، يُضفي استخدام البيج كلون أساسي، في إطار طلاء الجدران، إلى إضفاء شعور بالانفتاح، والرحابة، في غرفة المعيشة أو غرفة النوم.
من جهةٍ ثانيةٍ، يمكن من خلال الطلاء بيج اللون، المُطبّق على جدار واحد في غرفة محددة، أن يتحوّل إلى نقطة محورية.
يوفّر اللون الأخضر، بدوره، تنوّعًا مُذهلًا في التصميم الداخلي، إذ هو يربط بين القديم والجديد، بسلاسة. في العموم، طلاء الجدران بلون أخضر، يُمثّل خيارًا رائعًا لأي مساحة، إلا أن درجة الأخضر المُنتقاة تُحدث فرقًا كبيرًا. والواضح أن درجتي الأخضر الزيتوني، والأخضر الداكن، ستحافظان على شعبيتهما إلى ما بعد العام الجاري (2024)، نتيجة لثراؤهما، وارتباطهما بالطبيعة.
عند إقران الأخضر الزيتوني، مع الأخشاب الدافئة، والمنسوجات الطبيعيّة، سيضفي الظلّ المذكور أجواءً عضوية ومتوسّطية. أمّا صحبة المفروشات والمعادن الحديثة، يأخذ اللون الأخضر الداكن طابعًا أنيقًا، وهو يستحضر طراز الآرت ديكو.
في غرفة المعيشة، يُضفي الأخضر الزيتوني الإشراق على المساحة، ولكنّه يُحافظ أيضًا، على دفء المكان، ورقيّه. الظلّ اللوني المذكور فريد من نوعه، بمعنى أنه نابض بالحياة، لكنّه لا يزال يمدّ الناظر إليه بذلك الشعور الدافئ والمريح. لكن، إذا كانت القارئة غير مُستعدّة تمامًا لجعل خلفيات غرف منزلها مطلية بالأخضر الزيتوني، بالكامل، لا بأس بذلك! لا يزال بإمكانها طلاء حائط واحد بالأخضر الزيتوني. في معظم الحالات، سترغب في الحفاظ على الجدران الأخرى بلون محايد أكثر نعومة، مثل: البيج، أو الأبيض الكريمي، أو البني.
من جهة ثانية، يعدّ طلاء الجدران باللون الأخضر الداكن، راقيًا على الدوام، وهو يتناسب مع الديكورات الداخلية المعاصرة والتقليدية. وهو على غرار أي طلاء داكن آخر، يُمثّل خلفية رائعة لتعليق اللوحات الفنية، إذ يتناغم، مع الإطارات المذهبة أو تلك البيض، بشكل مثالي. أضيفي إلى ذلك، يُختار طلاء الجدران باللون الأخضر الداكن لوحدات المطبخ، أو لجدار واحد في الحيز المذكور. وفي غرفة النوم، هو أنيق بشكل لا يصدق، مع لمسة نهائية شبه عاكسة تعكس الضوء في أرجاء الغرفة.
قد يهمك أيضــــاً: