الطراز الأفريقي والأوروبي

لم يكن كريس باين ينوي العودة إلى كينيا، وطنه، ولكنه بعد أن تخصص كمصمّم جرافيك في كلية الفنون والتصميم في جامعة ميدلسكس في منتصف التسعينات، وبعد أن عمل كمصمّم حرّ لبضع سنوات، وجد أنه اكتشف مقدار حبّه لعمله في  التصميم، وأن لديه فرصة أفضل لجعلها مهنة مثيرة للاهتمام في أفريقيا، وهذا ما قام به . بعد مرور أكثر من 20 عاما يدير باين الآن، مع  ايما كامبل، شركة تصميم تدعى أنتريور أيديا، والتي تتخصص في المنازل المريحة الانتقائية،  وتجمع في تصميمها بين اللمحات الأوروبية والأفريقية. وينعكس هذا النمط على منازل الثلاثينات قبالة ممر كارين (في ضواحي نيروبي) حيث عاش باين على مدى السنوات ال 10 الماضية.

كان توقيت عودته إلى أفريقيا موفقا، حيث كان هناك حاجة متزايدة للتصميمات، فوجد باين نفسه مطلوبا لتصميم العديد من ديكور المنازل على الفور،  وكانت تلك الفترة هي أوج صناعة السياحة في كينيا، مع الفنادق المبتكرة والمخيمات والخلوات الساحلية التي أخذت في الظهور، وأنشأ باين شركة تصميم متخصصة في الكتيبات ومواد العلاقات العامة للمنتجعات السياحية المترفة في شرق افريقيا.

وبعد حوالي ثمان سنوات، اندمجت شركته مع شركة عالمية TBWA لتصبح TBWA الإبداعية، وكان باين المدير الإبداعي فيها مع أكثر من 40 موظفا تحت إمرته. ولكن لم يكن ذلك نهاية المطاف، حيث يقول: " لقد مللت من الإعلانات الرخيصة وعدم وجود فرصة للتنافس في كينيا، لذلك ذهبت أنا وشريك سابق إلى الهند من أجل التسوّق، وفور عودتنا افتتحنا محل أيديا، أول متجر للمنازل في البلاد، وبدأ العملاء في التوافد للحصول على استشارة لتزيين منازلهم".

المزج بين ذوق باين المعاصر مع موهبة كامبل الأنيقة، خلق شخصية فريدة تطفو على تصميماتهما، إلى جانب المساحات الوافرة التي لم يهملها باين. خلال البحث في منزل باين نفسه، يمكن للمرء أن يرى على الفور هذا المزيج المريح، وكان يعيش في مكان قريب في الممتلكات التي تم استخدامها كموقع لمزرعة كارين بليكسين في فيلم خارج أفريقيا عندما أصبح هذا البيت متاحا، على الرغم من أنه كان صغيرا للغاية، اقتنص الفرصة واشتراه، حيث يسير كل شيء وفقا للنظام، مع جميع الغرف على نفس المستوى. ويحتوي على منطقة تناول الطعام وغرفة النوم في الطابق الأول، إلى جانب العديد من الأثاث والتحف الفنية التي جمعها خلال السفر إلى اندونيسيا والهند واليمن.

وفي زيارة إلى بريطانيا، اتضح له أن هناك بيوتا" تباع في المزادات المحلية أسبوعيا، مع مئات من الأثاث المعقول جدا،  ما دفع باين وكامبل إلى البحث في تلك الأسواق مرة واحدة أو مرتين في السنة، حيث يشحنان بعضا" من  الأثاث البريطاني  والفرنسي والألماني إلى كينيا،  ويقومان  بتجديدها وبيعها لراغبي تجديد منازلهم على الطراز الأوروبي.