الجزائر - سميرة عوام
أكَّدت الفنانة المُتخصِّصة في الزخرفة على الزجاج والفخار، إيناس عدوم، في حديث خاص إلى "مصر اليوم"، أنها "مولعة بهذا الفن؛ لأنها أخذت الحرفة عن عائلتها، والتي تعشق هي الأخرى الزخرفة ومختلف الفنون التشكيلية، ولاسيما الرسم، وعليه تكونت لديها رغبة قوية في الرسم على الزجاج، من خلال أخذ فكرة العمل الحرفي عن والدها الرسام، والذي يُوجِّهها للإبداع في ورشة منزلها، والتي أنشأتها منذ 4 سنوات بعد استحداث زاوية تتوفر على مختلف التجهيزات المتعلقة بالنشاط الحرفي".
وأضافت إيناس، أن "احتكاكها بالحرفيين خلق لديها خيالًا واسعًا للبحث عن تصميمات وموديلات تتماشى والعصر في صناعة تشكيلات رائعة من طواقم الشاي والقهوة، وكذلك بعض الأواني المنزلية، والتي تمكنت من خلال مداعبة أناملها للريشة أن تُقدِّم منتجًا حرفيًّا مميزًا"، موضحة أنها "تجد صعوبة رغم أنها تشتغل مع شقيقتها في الزخرفة على الطين والخشب والزجاج، بسبب غلاء المواد الأولية، وندرتها في غالبية الأحيان، بالإضافة إلى انعدام القالب الذي يعطي الشكل العام للأواني، وكذلك بعض الإكسسوارات التي توضع كزينة في غرفة النوم وشرفات البيت، ورغم الصعوبات التي تعرقل نشاطها، إلا أن ذلك زاد من عزيمتها لتطوير ورشتها، والبحث عن موديلات أخرى، تُعرِّف من خلالها السياح الأجانب والزوار على التراث العنابي".
وأوضحت الفنانة إيناس عدوم، أن "نشاطها الحرفي لا يتوقف فقط على التعامل مع العائلات، بل حتى العرائس، يجدن ما يبحثن عنه من إكسسوارات تعطي لبيت العروس شكلًا جديدًا مع استحداث الألوان التي تتلاءم مع المناسبات والأفراح، وأهماه الأعراس، والحفلات، حيث تُقدِّم بعض الرسومات على الفخار، منها صناعة الخلالة، والتي تدخل في صناعة الحلي لدى المرأة الجزائرية"، مضيفة أن "إبداعها لا يتوقف فقط على أخذ بعض الموديلات من المجالات العالمية، بل تجسد بعض معالم الآثار المستوحاة من بونة على الفخار، ولاسيما منها تلك المتعلقة باللباس التقليدي".
وعن قندورة الفرقاني ذات اللون العنابي، والتي طغت على بعض الإكسسوارات المعروضة للبيع، أكَّدت إيناس، أنها "المفضلة لدى السائح الأجنبي، والذي يرى في القندورة العنابية التراث الحقيقي لتلك المنطقة المفضلة خلال فصل الصيف".
وعن ترويج سلعتها، أشارت إلى أن "المعارض الوطنية غير كافية للتعريف بنشاطها الإبداعي، لأنها موسمية، بالإضافة إلى أنه بعد انتهاء تلك المعارض، تجد نفسها مجبرة على البحث عن زبائن لبيع سلعتها، حيث اتخذت مكانًا في منزلها كورشة مفتوحة على الرسم على الزجاج والخشب، وكذلك الطين"، معتبرة أن "فصل الصيف مناسبة جميلة للمشاركة بإبداعاتها في الشواطئ، وذلك لتقديم أعمالها أمام السياح باعتبار أن غالبية المدن الساحلية في الجزائر قبلة مفتوحة على موسم الاصطياف، والترويج للسياحة التقليدية".
وطالبت إيناس، بـ"توفير محلات للنهوض بالصناعة التقليدية مع إشراك مختلف الفاعلين في الصناعات الحرفية، لأن هذا النوع من الأنشطة يُعرِّف الزوار بما تتوفر عليه الجزائر من منتج وموروث ثقافي".