نيويورك- مادلين سعادة
سينطلق الأسبوع المقبل المسلسل التلفزيوني فينيل، الذي تعاون فيه المخرج مارتن سكورسيزي وميك جاغر، ويعدان بأن يقدما لصناعة الموسيقى شيء يشبه ما قدمه مسلسل ماد مين لصناعة الدعاية، عاكسين من خلاله جمالية التصميم والحياة في السبعينات ويتحدث المسلسل عن مدينة نيويورك في عام 1973، ويسلط الضوء على حقبة الموسيقى والملابس والمخدرات والعنف والتي بدت جميعها أكثر قوة مما هي عليه اليوم، وأكثر ما يعكس روح تلك الفترة هي اسم المسلسل المستوحى من مسجل الفينيل مع همساته وقرقعته وأصواته الغنية.
صورة 1/2/3 طاقم تصوير فيتيل ويعرض المسلسل أشكال رجال العصابات والقيثارات الصاخبة والتلابيب الضخمة من ذلك العصر، ويتمتع بينها كلها مسجل فينيل بعودة ملحوظة، حيث تم بيع السنة الماضية مليون ألبوم من فينيل في بريطانيا، وهو أعلى عدد منذ عام 1995، عندما كان البوب البريطاني هو المسيطر، وارتفعت ميبيعاته بشكل ملحوظ بحوالي 205 ألف قبل عقد من الزمن أي في ذروة ازدهار الموسيقى الرقمية عندما كان يتوقع الجميع أن مشغلات MP3 ستقضي على الاسطوانات، وستصبح المسجلات من كتب التاريخ.
ولم يعد الفينيل حكرًا على محبي موسيقى الجاز القديمة، فمحلات تيسكو أعلنت أنها ستبيع هذه التقنية في محلات السوبر ماركت التابعة لها كإحياء للفينل، وأنتج العديد من الفنانين ألبوماتهم على أسطوانات الفينيل بسبب الطلب الشعبي الكبير عليها مثل ديفيد باوي وستون روز وفليتوود ماك وأديل وجاستن بيبر.
وصرح مدير شركة الموسيقى BPI جينارو كاستالدو: "يعتبر الطلب أكثر على أسطوانات الفينيل بين الأشخاص الذين ولدوا في أواخر فترة ازدهارها، ولكن الشباب من الجيل الجديد يطلبوها أيضا ليستقوا منها تراث الموسيقى وجاذبيتها العاطفية."
وتعرض الكثير من المحلات التجارية مصل اتسي وايكا الكثير من المنتجات القديمة والتي تعتبر إسطوانات فينيل أكثرها وتتكدس في المحل صناديق وصناديق منها وتحظي بشعبية كبيرة بين هواة جمع هذه الاسطوانات، الذين يحب الكثير منهم التقاط صور لمجموعاتهم ومشاركتها على انستغرام.
ويمكن شراء 1500 ألبوم مقابل 150 جنيه استرليني، ولكن اتسي تعرض اسطوانات مكلفة أكثر بكثير، وعلى عكس الاقراص المدمجة والأشرطة، فاسطوانات الفينيل تأتي مع أعمال رائعة يمكن عرضها أيضا، أشهرها رسومات ومطبوعات أندي وارهول من الموز لمقدمة ألبوم فيلفت أندرغراوند.
ويقضي الكثير من عشاق الفينيل بالبحث على أجمل التصاميم في غلافات الألبومات، وبعض المحلات تبيع الاسطوانات بخيارات تتكون من 15 مطبوعة يستطيع الشاري الاختيار بينها، ويبيع مديرمتجر بلاند بوكس ديفيد ويلسون صناديق لتخزين الاسطوانات من خلال تصاميم خشبية عتيقة الطراز تتسع لحوالي 70 ألبوم، ويشير " جامعي الفنينل الأكثر جدية هم عادة من الرجال، الذين يميلون الى الماضي، ويبحثون عن مكان لتحزين ألبوماتهم، وما تزال المرأة تميل الى ما اذا كانت القطع مناسبة لديكور غرفة الجلوس الخاص بها."
وأصبح العديد من الناس يميلون الى قطع الأثاث من تلك الحقبة من الستينات وتشير بائعة الاثاث ريبيكا ديفيز " نحن نرى اقبال على تصميمات منتصف القرن في مبيعات الأثاث، التي تجمع بين الشكل والوظيفة وغالبية زبائننا من النساء اللواتي يرغبن في طرق مبتكرة وجذابة بعرض السجلات الخاصة بهن لتتناسب مع شكل التصميم الداخلي لمنزلهن."
ويتزايد الطلب على استخدام الفينينل كديكور في الغرف لملئ الجدران الفارعة الى جانب صفوف الكتب، ويؤكد متجر جون لويس أن العقد الماضي من التكنولوجيا ساعد في تكوين نظرة في التصميم الداخلي من خلال أجهزة التلفزيون والكمبيوتر والموسيقى وأصبح مسجل الموسيقى لاعب محوريا في ديكورات الغرف، فالناس مستعدة لأن تنفق 300 جنيه استرليني على تصميم تستطيع عرضه.