ظهرت في أسبوع ميلانو للأزياء مجموعة من التصاميم المثيرة للإعجاب

سيطر الإيطاليون على عالم الأثاث المعاصر لأكثر من 60 عامًا، ولكن أسبوع ميلانو للتصاميم لهذا العام، شهد انقلابًا بريطانيًا أنيقًا على هذا المفهوم، إذ شارك في المعرض صالون إنتر ديل موبايل في عامه الـ55، والذي بدأ بوصفه متجرًا صغيرًا وأصبح اليوم يضم أكثر من 2000 مصمم وأكثر من 300 ألف زائر من مختلف أنحاء العالم.

وفي حين أن الماركات الإيطالية الكبرى ما تزال تهيمن من خلال تصاميمها الضخمة المزينة بشكل مذهل، فإن 500 ألف جنيه إسترليني ليست ثمنًا غير عادي لبقعة في المعرض الرئيسي في ميلانو، واستطاع المصممون البريطانيون أن يقدموا المزيد من التألق مع عروض صغيرة حدثت في جميع أنحاء مدينة ميلانو.

وذكر مستشار العلامات التجارية والكاتب دانكان ريشز، بقوله "قبل عشرين عامًا، كان الجميع ينظر إلى صناعة التصاميم الإيطالية على أنها مصدر للإلهام، وكان هذا ما يحدث طوال العقد الماضي، ولكن بعد ذلك ظهر تحرك نحو شمال أوروبا، حيث أصبح تأثير المصممين الذين يجلبون أفكار ومنتجات جديدة أكثر قوة، ومن بينهم المصممون البريطانيون الذين قدموا إلى ميلانو هذا العام مع مزيد من الثقة والنضوج والعمل المصقول".

واستطاع المصمم البريطاني لي بوم أن يوقف حرفيًا حركة المرور في معرضه الذي أقيم في شاحنة وأطلق عليه اسم "صالون ديل أتوموبيل" وزاره الناس على مدار أسبوع من تصميم البصري في الفضاء المؤقت الذي يشبه أي قصر إيطالي كبير، وأشار بقوله "أردت القيام بمعرض متحرك والذي يمكن أن يحمل إلى الناس؛ لأن الكثير من الأشياء تحدث في ميلانو ولا يمكن رؤيتها جميعًا، وفي كل عام نمزح مع بعضنا لمجرد الذهاب إلى بار باسو؛ لأنه المكان الذي يذهب إليه الجميع عندما يريدون تناول الكحول، وتمكنا أخيرًا هذا العام من زيارته".

ويمتلك بوم رؤيته الخاصة عندما يتعلق الأمر بخلق المساحات، ففي العام الماضي عرض منتجاته داخل متجر وهمي مع طاقم من الموظفين بملابس رسمية، وتابع "لا يخاف البريطانيون من المخاطرة، وتأتي إلى الأمور من زاوية مختلفة، أنا لا أخذ نفسي على محمل الجد، ولكني أحاول أن أخلق أشياءً شكلية ومرحة في نفس الوقت"، ويصطف السياح للرؤية تصاميم توم ديكسون داخل كنيسة سابقة من العصور الوسطى بينت بالتزامن مع شركة الرخام الصناعة سيسارستون، وتتميز بمساحة متجانسة ومنطقة للجلوس وأربعة مطابخ مفاهيمية مستوحاة من العصر تشكل مطعمًا واحدًا، ويتضح من خلال عمله استخدامه التكنولوجيا وأجهزة الكتورلوكس الكبيرة في المطبخ الذي يعمل فيه نوادل بملابس مسلية يطهون الخضروات المجمدة، وتلعب تصاميم ديكسون الدور الثاني في جميع أنحاء الكنسية في هذه التجربة.

وأوضح دكسون بقوله "لم يكن لدي خيار آخر، فلم أستطع أن أقوم بشيء أبسط، فالمخاطر كبيرة وكان يجب عليّ أن أغامر، وميلان تصبح أكبر كل عام، وأصبحت ميلانو بالأساس ككرنفال التصاميم، وتساهم في تحول العالم والإحساس"، وازدحم أسبوع التصاميم بالكثير من العلامات التجارية منها مايكروسفت، وإيربنب، ونايكي، وأصبح أكثر تنافسية والكثير من الناس يحاولون السيطرة على كل شيء، وتابع دكسون "يحاول المطعم أن يقدم تجربة جميلة، ويعطي الناس مساحة من الراحة والتأمل، فقد عرفت منذ وقت طويل أن الإيطاليين لديهم أفضل فكرة عن العيش، لدى المصممين البريطانيين القدرة على فعل الأشياء بشكل جيد، ولكن ليس حد الصراخ، فعندما يكون الإنسان في بريطانيا، لا يستطيع أن يكون متبجحًا جدًا فهي ليست من طبيعتنا، وهناك حساسية جديدة ناشئة، ولكننا نضبط أنفسنا ومتوازنين أكثر".

ويقع محترف بنش للأثاث في لندن، ويعرض أربعة من تصاميمه الجديدة في ميلانو بما في ذلك طاولة للقهوة مصنوعة من مواد مائية مركبة قائمة، تسمى جسمونيت مع النحاس، مع مزيج من الألوان على جانبي القطعة، واستطاع ستة مصممين أن ينتجوا أريكة بناءً على طلب متاجر الاثاث والتجزئة أي سي بيه، فاستطاع المصمم مايكل ناستاسيادس أن يخلق أريكة مثيرة، مثل الشرنقة، في حين قدم ماثيو هيلتون أريكة مسطحة، وصمم هيلتون أيضًا مجموعة من المقاعد المتطورة وأثاث المكاتب المنزلية للعلامة التجارية اركول.

واسترسل دكسون "يفتقد الإبداع البريطاني إلى القوة الصناعية لدعمه، ليس لدينا صناعة أثاث محلية يمكن الحديث عنها، فاضطر المصممون للبحث عن فرصة خارج بريطانيا، ونحتاج في بلادنا المزيد من روح المبادرة"، وكثفت شركات التصميم الدولية مثل سواروفسكي جهودها لملئ هذا الفراغ ودعم المصممين البريطانيين لخلق منتجاتهم الخاصة بهم، فعادت الشركة الأسترالية إلى صالون بعد انقطاع دام خمسة أعوام مع ذارع الإكسسوارات المنزلية الجديدة لأعمالها.

ويعمل مع سوارفسكي الكثير من المصممين مثل رون أراد، وفريدريكسون ستالرد، وماركة راو ايدج، التي صممت مجموعة من المزهريات مع أنماط هندسية ملونة ومطبوعة على شكل قطع كرستاليه، وكشف مصمما الشعلة الأولومبية اإوارد باربر وجاي أوسجيربي النقاب عن مجموعة جديدة لشركة السيراميك الإيطالية ميوتينا، للاستخدام في الأماكن المغلقة والهواء الطلق، والتي ضمت تصاميم هندسية ملونة لمجموعات لا حصر لها.

وأنتجت الشركة السويدية عبر الإنترنت "هيم للأثاث" منتجات جديدة بالتعاون مع عدد من المصممين الشباب، بمن في ذلك فيليب ماليون، وكان أبرزها طاولة طعام مصنوعة من مقاطع لألواح من الخشب ومصممة لتناسب أي حجم من الشقق، وقدم ستديو ديفورم رفوف خشب البلوط المتعرج، الذي لا يتطلب تثبيته أي مسامير، وعرض المصممين في معرض جيلاتيريا ريغوليتو تيارًا متحمسًا للزوار في مجال صناعة الأثاث، واختتم ديكسون "إنه وقت عظيم يستطيع فيه المصممون الشباب العمل مع الكثير من الشركات التي تنتج أعمال مثيرة للاهتمام، ولدينا خصوصية تجعل من التصميم البريطاني يقدم واحدة من أقوى وأكثر المنتجات إثارة، ونحن نفخر جدًا بذلك".