الدراجات النارية

في شوارع جوبا، عاصمة دولة جنوب السودان، تنتشر وسيلة نقل مواصلات غير تقليدية بالنسبة للكثيرين وهي "البودا بودا"، لكن الجنوبيين وبصورة خاصة العاصمة، يعتبرونها وسيلة الانتقال الرئيسية من أعمالهم إلى منازلهم.وتنفرد دولة جنوب السودان التي انفصلت عن شمال السودان في عام 2011، بالعديد من العادات والتقاليد الخاصة، إذ تختلف طبيعة الحياة بصورة كبيرة عن الشمال، ولها أسلوبها الخاص في الحياة، ومنها أيضا التنقل بين الأماكن.

وقال جنوبيون ، إن وسيلة الانتقال الأكثر انتشارا في دولة جنوب السودان هي "البودا بودا"، خاصة في العاصمة، موضحين أنها الدراجة النارية أو "الموتوسيكل"، واستخدامها شائع جدا بين المواطنين كوسيلة انتقال عامة أو أيضا شخصية.وتؤكد "أقوم مارويل"، وهي معلمة من دولة جنوب السودان، إن هذه الفكرة دخلت جنوب السودان وانتشرت من دول الجوار، خاصة دولتي أوغندا وكينيا، مشيرة إلى أن أغلب الدول الإفريقية تستخدم "البودا" في الانتقال من مكان لآخر كوسيلة مواصلات أساسية.

وأضافت، أن انتشار استخدام هذه الوسيلة يعود إلى سرعتها في الانتقال، خاصة في ظل طبيعة الشوارع الغير مستوية وبها ارتفاعات وانخفاضات كبيرة، مضيفة "الشوارع عندنا طالع نازل وأيضا الشوارع الداخلية الطرق وحشة جدا (سيئة للغاية)".وحسب "أقوم" أيضا، فإن هذه الوسيلة أرخص بكثير عن غيرها من الوسائل الأخرى كـ"التاكسي"، وهو ما يدفع الكثيرين إلى استخدامها، لكنها أشارت إلى عدم وجود تعريفة محددة لها ولكن تعتمد على المسافات التي تقطعها الدراجة النارية.

ولا يقتصر، حسب ما ذكر جنوبيون، استخدام البودا كوسيلة مواصلات في دولة جنوب السودان على الرجال، بل أيضا تستخدمها السيدات وتستقل الدراجة النارية خلف السائق دون أي مشكلة، إذ يعتبرون هذه الوسيلة هي الأسهل والأسرع بالنسبة لهن، خاصة عند التسوق، بل أيضا هناك نساء يقدن "البودا" دون مشكلة.وذكرت "أقوم" أن إطلاق اسم "بودا" على الدراجات النارية في الجنوب يعود إلى كلمة إنجليزية تعني الحدود، موضحة أن الحدود تشير إلى أن السائق والراكب يتفقان على التسعيرة فيما بينهما قبل التحرك.

وأشارت إلى أنها تعد وسيلة أساسية مثلها مثل "الركشة" أي "التوك توك"، بالإضافة إلى أنها وسيلة مواصلات داخل الأحياء، لافتة إلى أن التسعيرة تبدأ من 300 جنيه جنوب سوداني إلى أعلى، كما أنه أيضا يمكن أن تستأجر "البودا" ليوم كامل بـ 5 آلاف جنيه جنوب سوداني.
وتعتبر العاصمة جوبا، هي الأكثر نشاطا في دولة جنوب السودان، حيث إنها تضم كافة الجهات الحكومية وعلى رأسها حي الوزارات، بالإضافة إلى أنها تشهد حالة أيضا من التعمير والبناء منذ توقيع اتفاق السلام.

ويقول "واني لينو"، مواطن جنوب سوداني ويعمل كسائق لسيارة أجرة في العاصمة جوبا، إن 80 في المئة من المنازل تمتلك "بودا" بصورة أكبر بكثير من أعداد السيارات، موضحًا أنها تعتبر مصدر دخل يومي للجنوبيين.وأضاف "واني" ، أن سائقي البودا يقفون على نواصي الشوارع الرئيسية والفرعية في العاصمة والأحياء في انتظار الركاب، كما يحدث بالنسبة لسيارات الأجرة، لكن بأعداد أكبر بكثير.

وتابع المواطن الجنوب سوادني أن هناك بعض الأسر تستخدم البودا في نقل الطلاب إلى المدارس بدلا من الحافلات المدرسية لأنه أرخص وأسرع، موضحا أن هناك الكثيرين من الشباب يعتمدون في دخلهم على البودا.وأكد "واني" أن أصحاب البودا يهتمون بها بصورة كبيرة من خلال غسلها مرات متعددة والحفاظ عليها، مشيرا إلى أن غسل البودا أو السيارات يكون من خلال ملء "برميل" بالمياه وتوصيله بـ "ماتور وخرطوم" لدفع المياه، لعدم وجود غسيل آلي بصورة كبيرة.

وتتراوح أسعار البودا حسب ما أكد واني ما بين 400 ألف جنيه جنوب سوداني إلى أكثر من 500 ألف جنيه جنوب سوداني، ما يعادل ألف إلى 1200 دولار.وأشار "واني" إلى أن هناك نوعين منتشرين بصورة كبيرة وهما بجاج وهي مرتفعة السعر تصل إلى 1200 دولار، بينما الثانية تُدعى "سانكيي" بأسعار تصل إلى ألف دولار، موضحا أنه يتم استيراد البودا من دولتي الصين والهند بصورة أكبر من غيرهما.

قد يهمك ايضا

التحالف العربي يُعلن تدمير واعتراض صاروخ باليستي استهدف جازان السعودية

وزارة الطاقة السعودية تؤكد اندلاع حريق في محطة توزيع المنتجات البترولية في جازان نتيجة هجوم للحوثيين