الرباط ـ مصر اليوم
احتفلت مجموعة "رينو" لصناعة السيارات بتصدير سيارتها المليون المصنعة في المغرب، انطلاقًا من ميناء طنجة المتوسط، مشيرة إلى أن سياراتها التي تصدر إلى 73 بلدًا عبر العالم، أصبحت تشكل 10 في المائة من إجمالي مبيعاتها عبر العالم.
وقال وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي المغربي، مولاي حفيظ العلمي، في كلمة ألقاها، الإثنين، خلال الاحتفال بتصدير السيارة المليون لـ"رينو" من المغرب، إن "نموذج رينو الصناعي في طنجة والدار البيضاء أصبح يشكل قصة نجاح نسعى لتكرارها في قطاعات صناعية أخرى".
وأشار العلمي إلى أن صادرات "رينو" انطلاقًا من ميناء طنجة المتوسط جعلت من قطاع صناعة السيارات أول قطاع مصدر في البلاد، وهي مرتبة لم يكن أحد يتوقعها قبل أعوام، مبرزًا أن المنظومة الصناعية التي تشكلت في المغرب حول مشروع "رينو"، تزدهر يومًا بعد يوم وتحمل آفاقًا واعدة لتنمية صناعة السيارات المغربية، مسجلًا أن حجم الاستثمارات بهذا القطاع ناهزت 868 مليون يورو، كما مكن من خلق 50 ألف منصب شغل مباشر جديد، فيما ستصل قيمة صادرات المغرب من قطع وأجزاء السيارات المصنعة محليًا 1.5 مليار يورو سنويًا في أفق 2023، حسب الاتفاقيات المبرمة مع صناعيين دوليين كبار.
من جانبه، أبرز وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك في المغرب، عبد القادر عمارة، أن هذا الأداء الجيد كان ثمرة إستراتيجية محكمة لجعل صناعة السيارات محركًا حقيقيًا للاقتصاد المغربي، بالإضافة إلى عمل جماعي على مستوى البنيات التحتية والهندسة المالية ونقل التكنولوجيا وثقة متبادلة بين المغرب ومجموعة "رينو".
وأضاف عمارة: "نحن اليوم نحتل موقعًا بارزًا على الصعيد الدولي في مجال صناعة السيارات، ونحتاج إلى بذل مجهود أكبر في الأعوام المقبلة من أجل زيادة الاندماج المحلي، بغية ألا نكون فقط أرض استقبال، ولكن جزءًا فاعلًا على الدوام في هذا القطاع".
وبالنسبة للمدير العام لمجموعة "رينو" المغرب، مارك ناصيف، بيَّن أن المغرب يضطلع بدور جوهري في منظومة الصناعة العالمية لمجموعة "رينو"، موضحَا أنه بتصدير أكثر من 95 في المائة من إنتاج مصنع "رينو" في طنجة وما يفوق 70 في المائة من إنتاج مصنعها في الدار البيضاء، الذي كان في الأصل مخصصًا لتزويد السوق المحلية، فإن سيارات "رينو" التي تحمل علامة "صنع في المغرب" أصبحت تمثل أكثر من 10 في المائة من مجموع السيارات التي تبيعها المجموعة عبر العالم.
وأشار ناصيف، إلى أن الإنتاج المغربي أصبح موجهًا إلى أكثر من 73 بلدًا، معظمها في أوروبا وبلدان اتفاقيات التجارة الحرة العربية، ومع فتح خطوط بحرية جديدة انطلاقًا من ميناء طنجة المتوسط، خصوصًا نحو جزر الأنتيل وبلدان مجلس التعاون الخليجي، سيتسع النطاق الجغرافي لصادرات صناعة السيارات المغربية.
ونوه ناصيف، أنه منذ 2012 شارك في عمليات تصدير السيارات المصنعة من طرف المجموعة في المغرب، 1560 سفينة، وأكثر من4 آلاف و200 قطار انطلاقًا من مصنع طنجة، وزهاء 19 ألف شاحنة انطلاقًا من مصنع الدار البيضاء، مشيرًا إلى أن أكثر من 46 ألف عربة مصنعة في مصانع دولية تابعة للمجموعة تم تفريغها من السفن في ميناء طنجة المتوسط وإعادة تحميلها إلى اتجاهات أخرى منها على الخصوص إلى جنوب أفريقيا.
وتصدر مجموعة "رينو" أيضًا قطعًا وأجزاء مصنعة في المصانع المغربية نحو مصانع أخرى تابعة للمجموعة في الهند ورومانيا والأرجنتين والبرازيل وكولومبيا، وأوضح ناصيف أن بينها ما لا يقل عن 195 ألفًا و600 متر مربع من القطع التي تم إنتاجها من قبل المصانع ومزودي المغرب التي تم إرسالها إلى مصانع المجموعة على الصعيد الدولي منذ بداية هذا النشاط في 2013.
وتشكل المنطقة الصناعية المخصصة لصناعة السيارات في طنجة، حسب فؤاد بريني، رئيس ميناء طنجة المتوسط، قطبًا حقيقيًا للوجيستيك والصناعة يمتد على نحو 800 هكتار مخصصة للسيارات، وأكثر من 30 ألف منصب شغل وربط دولي مع أكثر من 170 ميناء وصادرات سنوية لمنتوجات صناعية مغربية تناهز 85 مليار درهم "850 مليون دولار".
وفضلًا عن الصادرات، تعمل مجموعة "رينو" المغرب وطنجة المتوسط في إطار تعاون وثيق من أجل تطوير قطاع السيارات في منطقة الشمال مع إحداث وحدات جديدة لتجهيز السيارات في المناطق الحرة مخصصة وطورت من قبل طنجة المتوسط، في أفق الارتقاء بتطوير قطاع السيارات.