بارك وزير الخارجية السوداني المكلف عمر قمر الدين للشعب السوداني، رفع اسم بلاده من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وفقا للقرار الذي اصدره الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة، مشيرًا في تصريحات للتلفزيون الرسمي، إلى "نقاش واسع استمر لنحو عام حتى وصلنا لهذا الإنجاز التاريخي"، مؤكدا أن السودان سيشهد خلال الأيام المقبلة زيارة شخصيات من مختلف دول العالم، مؤكدًا أن السودان "أصبح حرا طليقا من الإرهاب. فقط يتبقى عمل قانوني بهذا الشأن".

وبشأن علاقة السودان بإسرائيل، أوضح الوزير أن الذي تم هو المصادقة فقط على إقامة العلاقة، و"ستتم إجراءاتها بعد اكتمال البناء الدستوري من خلال المجلس التشريعي الذي سيصادق على ذلك"، قائلًا: "سوف نستفيد من هذه العلاقة في التكنلوجيا المتقدمة، وإنهاء حالة العداء مع إسرائيل، ومن ثم سيبدأ عمل اقتصادي واستثمار في الري والطاقة والبنى التحتية"، مؤكدا أن إسرائيل متقدمة في هذه المجالات، مؤكدًا: "كثير من الأمور ستكون مرهونة بقيام المجلس التشريعي، والمهم أننا بدأنا هذه الخطوة".

نتانياهو (عهد جديد)
ومن جانبه قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إن الاتفاق مع السودان على إقامة علاقات دبلوماسية يعد تقدما كبيرا للسلام وبداية لعهد جديد، موضحًا أن اجتماع وفود إسرائيلية وسودانية سيكون قريبا لمناقشة التعاون التجاري والزراعي، واصفا إقامة علاقات مع السودان بأنه "تحوّل استثنائي".

وكان قد أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، عن اتفاق بين السودان وإسرائيل على بدء العلاقات الدبلوماسية، مؤكدا أن البلدين أرسيا "السلام" بينهما، وغرد المتحدث باسم البيت الأبيض جود ديري في موقع تويتر: "أعلن الرئيس أنّ السودان وإسرائيل توافقا على إقامة العلاقات بينهما، في خطوة كبيرة جديدة نحو السلام في الشرق الأوسط".
وأكد ترامب أن "العديد والعديد" من الاتفاقات الأخرى قادمة. وجاء إعلان الجمعة عقب توقيع اتفاقيات لإقامة علاقات دبلوماسية مؤخرا بين إسرائيل والإمارات والبحرين، وفي هذا الصدد رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بالإعلان، وقال متوجها إلى ترامب: "نوسّع دائرة السلام بهذه السرعة بفضل قيادتك"، وقبيل التصريح حول بدء العلاقات، كشفت الإدارة الأميركية نيّة ترامب شطب الخرطوم من قائمة الدول الراعية للإرهاب، كما شكر رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك الرئيس الأميركي خلال المكالمة الهاتفية على هذا القرار، وأشاد بالأثر الهام لهذا الإجراء على الاقتصاد السوداني.        

مصر تُهنئ
وهنأت وزارة الخارجية المصرية، الجمعة، السودان بالتطورات الأخيرة الهامة والتي تدفع نحو رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب تمهيدا للتصديق عليه خلال المرحلة المقبلة، مُعربة عن تطلعها إلى أن يدشن القرار الأميركي الأخير بدء مرحلة جديدة في العلاقات البناءة بين السودان والولايات المتحدة بما يحقق مصالح الجانبين.
وقدمت الوزارة كذلك خالص تهنئتها للشعب السوداني الشقيق والسلطات السودانية بمناسبة تلك التطورات الهامة، وعبرت عن تطلعها إلى أن تطوي هذه التطورات "سنوات طويلة من العزلة السياسية والاقتصادية التي تعرض لها السودان الشقيق جراء إدراجه على قائمة الدول الراعية للإرهاب"، مؤكدة ثقتها في أن يشكل التطور الأخير "بداية أفق جديد نحو التقدم والازدهار، وبما يمهد لعودة السودان للاضطلاع بدوره الفاعل والمستحق على الساحتين العربية والأفريقية، وبما يحقق آمال وطموحات الشعب السوداني الشقيق نحو السلام والتنمية".
وجاء قرار رفع الولايات المتحدة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، بعد أن حولت الخرطوم 335 مليون دولار في حساب لضحايا هجمات على سفارتي أميركا في كينيا وتنزانيا وعائلاتهم، حيث يُذكر أن مبلغ التعويضات تم إيداعه في حساب مشترك وفق اتفاقية ثلاثية تضم ممثلا عن كل من السودان وأميركا وبنك التسويات العالمي، الذي أودع فيه المبلغ، حيث نص الاتفاق الثلاثي على تسلُّم التعويضات بواسطة أسر الضحايا الأميركيين بعد رفع اسم السودان من القائمة ويتحقق السودان من أن جميع العمليات المتعلقة بعملية رفع اسمه قد انتهت.

ترحيب إماراتي
ومن جانبها أعلنت الإمارات، ترحيبها بقرار السودان مباشرة العلاقات مع إسرائيل، حسبما أفادت وكالة أنباء الإمارات (وام)، وأشادت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان بجهود الولايات المتحدة والسودان وإسرائيل، للوصول إلى هذا الاتفاق التاريخي، معربة عن أملها في أن يكون لهذه الخطوة أثر إيجابي على مناخ السلام والتعاون الإقليمي والدولي.
وقالت الوزارة إن قرار السودان في مباشرة العلاقات مع إسرائيل يعد خطوة مهمة لتعزيز الأمن والازدهار في المنطقة، مؤكدة أن هذا الإنجاز من شأنه توسيع نطاق التعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والدبلوماسي.واتفقت إسرائيل والسودان، الجمعة، على اتخاذ خطوات لإقامة العلاقات في اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة، وقال مسؤولون أميركيون كبار إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبرم الاتفاق، في اتصال هاتفي مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو ورئيس وزراء السودان عبد الله حمدوك ورئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان.

وقرر ترامب هذا الأسبوع رفع السودان من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب، مما مهد الطريق أمام الاتفاق مع إسرائيل، وقال بيان مشترك أصدرته الدول الثلاث: "اتفق الزعماء على إقامة العلاقات بين السودان وإسرائيل وإنهاء حالة العداء بين البلدين"، وتعهدت الدول الثلاث أيضا بمساعدة الولايات المتحدة للخرطوم على الحصول على تخفيف لعبء الديون، موضحًا أن السودان وإسرائيل تعتزمان البدء بعلاقات اقتصادية وتجارية مع التركيز في البداية على الزراعة.

وقد يهمك أيضًا:

الرئيس المصري السيسي يُشيد باتفاق التطبيع بين السودان وإسرائيل

رئيس حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي يعلن أن قرار العلاقات مع إسرائيل أمر حتمي لا بد من اتخاذه