رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو مع مؤيديه في كاراكاس الاربعاء

اعتبرت صحيفة بريطانية، أن ما شهدته فنزويلا خلال اليومين الماضيين، من أحداث وتحولات كبرى، يثير الكثير من التساؤلات بشأن مستقبل البلاد التي من المحتمل أن تواجه أزمة سياسية، وتعاني من فوضى وعدم استقرار لفترة غير معلومة مدتها.

ونشرت الـ"غارديان" أمس الخميس، تحليلاً عن الأزمة في فنزويلا التي بلغت ذروتها أمس الأول الأربعاء، عندما أعلنت قوى كبرى إعترافها بزعيم المعارضة خوان غوايدو كرئيس مؤقت للدولة الواقعة في أميركا الجنوبية، على الرغم من إصرار الرئيس نيكولاس مادورو على أنه "الحاكم الوحيد والشرعي" لفنزويلا، ويحظى بدعم بعض دول المنطقة وخاصة المكسيك.

ولفتت الصحيفة الى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعرب عن دعمه للشعب الفنزويلي، مغرداً عبر "تويتر": "لقد عانى مواطنو فنزويلا لفترة طويلة جدًا خلال حكم نظام مادورو غير الشرعي". ولحقته في ذلك كل من كندا والبرازيل وكولومبيا وشيلي وبيرو والإكوادور والأرجنتين وباراغواي وكوستاريكا في الاعتراف برئيس المعارضة غوايدو حاكمًا مؤقتًا للبلاد.

وأكد الرئيس البرازيلي غايير بولسونارو دعم بلاده السياسي والاقتصادي للعملية الانتقالية في فنزويلا، مشددا على مساندتها حتى تستعيد الديمقراطية والسلام الاجتماعي.

 

 

أقرأ أيضاً :  اشتباكات عنيفة تندلع في "كاراكاس" بعد الإنقلاب على مادورو وسقوط 16 قتيلاً

ونقلت الغارديان عن مسؤول بارز في الإدارة الأميركية قوله إن "مادورو وأعوانه يحتاجون الآن إلى معرفة أنه ليس لديهم مستقبل في البلاد، كما أنهم ليس لديهم خيار سوى قبول الانتقال السلمي للسلطة وترك مناصبهم إلى أشخاص آخرين". وفي الوقت نفسه، قال المراقبون الدوليون والخبراء بالشأن الفنزويلي إنه حتى هذه اللحظة لا يوجد أي شيء يؤكد أن مادورو سوف يقبل بمغادرة الرئاسة.

وأكد إيريك فارنسورث، وهو دبلوماسي أميركي سابق ونائب رئيس "مجلس الأميركتين"، إن تحرك غوايدو واعتراف ترامب به رئيسًا للبلاد جاء كالصفعة على وجه مادورو، والذي ربما يشعر الآن بأن نظامه بات محاصراً. ولكن فارنسورث رأى أنه من "المبكر جدًا التكهن بمستقبل مادورو السياسي"، معتبراً أن ما حدث أمس "أكبر تهديد يواجهه مادورو منذ توليه السلطة".

وبحسب "الغارديان" يتوقع كثيرون، أن يأمر مادورو باعتقال غوايدو أو غيره من زعماء المعارضة. ويقول فارنسورث إن "الرئيس الفنزويلي قد يحاول أيضًا نشر الفوضى وخلق حالة من الخوف والهلع بين المتظاهرين من أجل إجبارهم على العودة إلى بيوتهم، وفي حال حدوث ذلك، فإنه سيتعين على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي التدخل بشكل مباشر"، موضحًا أن "كل الخيارات باتت مطروحة على الطاولة الآن".

وتعتقد الصحيفة قيام المجتمع الدولي بإعادة فرض العقوبات على النفط في محاولة للتضيق على نظام مادورو الاقتصادي. وأشارت إلى تحذير بعض الخبراء والمراقبين الدوليين، ، من فرض العقوبات على النفط، موضحين أن هذا الأمر من شأنه دفع المواطنين إلى مغادرة أراضيهم، وربما قد يتسبب في حدوث أزمة انسانية بالنظر إلى نقص الموارد الغذائية وبعض الأدوية الأساسية.

أما ديفيد سميلد، الخبير في الشؤون الفنزويلية فقال: إن "الولايات المتحدة لديها مجموعة من الخيارات الجيدة التي قد تلجأ إليها لمعاقبة مادورو على العنف والقمع السياسي". وأشار سميلد إلى ما حدث بعد التدخل في شأن بعض البلدان مثل الصومال وأفغانستان والعراق. وقال: "كان من المفترض أن يكون الدور الأميركي محدودًا وأن ينتهي في فترة قصيرة، ولكن في نهاية المطاف وجدت الولايات المتحدة نفسها متورطة في حروب لا تستطيع الخروج منها".

ويحذر سياسيون من تدخل الولايات المتحدة العسكري في فنزويلا، والذي قد يتسبب في ازهاق أرواح الكثير من الأبرياء وتدمير البنية التحتية في البلاد، كما أنه سيكلف واشنطن الكثير من الخسائر.

قد يهمك أيضاً :

مادورو يعتمد على الجيش في مواجهة دعم دولي لرئيس البرلمان الفنزويلي

وزارة الخارجية الأميركية تدعو إلي تشكيل حكومة جديدة فى فنزويلا