بهدف كبح جماح الممارسات العنيفة ضد المرأة التي تصاعدت بشكل غير مسبوق مؤخرا، دشنت الحكومة المصرية المبادرة القومية لمواجهة العنف ضد المرأة في المواصلات العامة، والمصنفة حتى الآن أنها أول وأكبر مبادرة من نوعها في مصر والمنطقة العربية تجمع شركاء محليين ودوليين، المبادرة، برعاية وزارات الاستثمار والتعاون الدولي، والنقل، والشباب والرياضة، والمجلس القومي للمرأة، وبرنامج الأمم المتحدة للمرأة، والاتحاد الأوروبي، والوكالة الفرنسية للتنمية، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي.

ودعت المبادرة إلى محاربة التحرش الجنسي في المواصلات العامة بمصر، وطالبت المواطنين لدعم جهود الدولة المبذولة لمحاربة التحرش الجنسي، وذلك عن طريق مشاركة فيديو الحملة على منصات التواصل الاجتماعي، ونشر دعوة الحملة لمناهضة التحرش الجنسي وصور العنف الأخرى ضد المرأة، خاصة في المواصلات العامة، حيث تتم معظم حالات التحرش الجنسي بحسب آخر الدراسات، كما تقدم الحملة معلومات ونصائح لزيادة معدل الأمان في محطات المترو والأماكن العامة.

وقالت د. سحر نصر، أن الوزارة سعيدة بتدشين المبادرة القومية لمكافحة العنف ضد المرأة بالتعاون مع وزارتي النقل والشباب والمجلس القومي للمرأة والشركاء في التنمية، والتي تأتى في إطار منظومة متكاملة لتمكين المرأة في إطار تنفيذ توجيهات القيادة السياسية بدعمها.

وأكدت الوزيرة، دعم الوزارة للمرأة، موضحة أن المرأة تستفيد تقريبًا من نصف التمويل الذي تنجح الوزارة في الاتفاق عليه مع المؤسسات الدولية، كما ينص قانون الاستثمار على المساواة في الفرص بين الذكور والإناث.

وذكرت الوزيرة، أن هناك تعاون مستمر بين وزارة الاستثمار والتعاون الدولي والمجلس القومي للمرأة لدعم مشروعات المرأة، وإنشاء شباك مخصص للمرأة في مركز خدمات المستثمرين.

وقالت د. مايا مرسي، رئيس المجلس القومي للمرأة، إن الدولة تكفل الحماية للمرأة من كافة أشكال العنف الموجه ضدها، وفقاً لما نص عليه الدستور المصري، كما تعد قضية حماية  المرأة المصرية من كافة أشكال العنف في الأماكن العامة إحدى المحاور الرئيسية لاستراتيجية تمكين المرأة 2030، والتي تأتى ضمن محور "الحماية" بالاستراتيجية، مقدمة شكرها لوزيرة الاستثمار والتعاون الدولي على دعمها لهذه المبادرة

وأضافت أن الدولة قامت بالفعل في 2014 بتعديل القانون الجنائي ليعيد تعريف التحرش الجنسي كجريمة، ويسهل على ضحايا هذه الجريمة رفع الدعاوي القانونية.

وأكدت رئيس المجلس القومي للمرأة على إيمان المجلس بأن قضية العنف ضد المرأة هي  قضية مجتمعية يتطلب مواجهتها تكاتف جميع  أفراد المجتمع والمؤسسات من أجل التصدي لها، لذا يسعد المجلس بالتعاون مع الشركاء من الجهات الحكومية وغير الحكومية، من خلال هذه الحملة، للتأكيد على الوقوف ضد جميع أشكال العنف المُمارس ضد  المرأة في الأماكن العامة، ولخلق مجتمع مساند للمرأة، لتكون قادرة على المشاركة في تنمية المجتمع والنهوض به.

وأكد د. عمرو شعث، نائب وزير النقل، أن هذه الحملة تنتهجها الحكومة المصرية لمقاومة العنف ضد المرأة، مشيرا إلى أن وزارة النقل تتعامل مع جمهور كبير مع الركاب يوميا، ولذلك بدأت بعمل حملات توعية في مترو الأنفاق من مخاطر التحرش الجنسي.

وذكرت د. دينا فؤاد، وكيل وزارة الشباب، أن الوزارة تعاونت مع جميع الوزارات لتنفيذ حملات ضد التحرش الجنسي، مشيرا إلى أنه تم التعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي في هذا المجال، وتدريب الفتيات في مراكز الشباب على الدفاع عن النفس ضد التحرش الجنسي.

وأكدت بلرتا أليكو، ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة بمصر، أن اليوم هو العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، يمثل إطلاق حملة ضد التحرش الجنسي في وسائل المواصلات العامة، ولتشجيع كل عضو في المجتمع على محاربة العنف ضد المرأة، وهو ما تقوم به الأمم المتحدة في كافة أنحاء العالم.

وأوضحت أن الهدف رقم 5 الخاص بالتنمية المستدامة، يطالب المجتمع العالمي لمحاربة كل أشكال العنف ضد المرأة، مشيرة إلى أنه بحلول عام 2020 نعمل على تحرير المرأة من العنف على مستوى العالم.

وقال السفير إيفان سوركوش، سفير الاتحاد الأوروبي لدى القاهرة، إن الاتحاد الأوروبي ملتزم بضمان السلامة البدنية والنفسية للمرأة من خلال تعزيز حقوقها الاقتصادية والاجتماعية، وتمكين المرأة في مصر، مشيرا إلى أن تمكين المرأة يتصدر اهتمامات الاتحاد الأوروبي، لذلك فإن الاتحاد سعيد بالمشاركة في هذه المبادرة من أجل تعزيز مكانة المرأة ومشاركتها في الحياة العامة من خلال دعم عدد من المشروعات حتى 2030، ويتجاوز الدعم الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي نحو 20 مليون يورو لدعم مشروعات المرأة.

وذكرت ياسمين حمدان، مديرة مشروع مكافحة التحرش بالوكالة الألمانية للتعاون الدولي، أنه سيتم عرض بانرات في مراكز الشباب لمحاربة التحرش الجنسي.