القدس - مصر اليوم
أطلقت "كتائب القسام" التابعة لحركة حماس، تحقيقات داخلية واسعة، وأجرت تغييرات على خطط ميدانية وعملية، وأخضعت أشخاصًا للتدقيق، وغيّرت مسؤوليين في ملفات حساسة، وبدأت مراجعة تتعلق بخرائط الأنفاق وآلية عمل الصواريخ، وذلك بعد اعتقال أحد العناصر المهمة المتورّط بعلاقة مع المخابرات الإسرائيلية كشفه هروب آخَر من القطاع إلى إسرائيل.
وقالت مصادر فلسطينية قريبة من "حماس" إن هروب مسؤول في منظومة الدفاع الجوي بمنطقة جباليا إلى إسرائيل، نهاية الشهر الماضي، دقّ ناقوس الخطر لدى "القسام"، وأدى إلى بدء الذراع العسكرية لـ"حماس" التي تُعرف بقوتها وصرامتها، تحقيقات دقيقة وموسعة حول أسباب هروبه وعلاقاته، وهو ما قاد في قضية منفصلة، إلى اعتقال مسؤول في المنظومة الإلكترونية لـ«القسام» في حي الشجاعية على علاقة بالعمل الخاص لـ«القسام»، واتضح أنه مرتبط مع إسرائيل منذ عام 2009. وأضافت المصادر أن أحد المسؤوليين الميدانيين فرّ عبر البحر إلى شاطئ زكيم، وقالت إسرائيل إنها اعتقلته. لكن تفاصيل القضية ما زالت قيد التحقيق. هذا الشخص كان اعتقل لدى استخبارات «القسام» على قضية أخرى ثم أُفرج عنه. وبعد يومين فقط فرّ».
وتابعت المصادر "هذه القضية كانت كفيلة بإعلان الاستنفار، كون الشخص مطلعاً ومسؤولًا في منظومة الدفاع الجوي، وكذلك على اطلاع بمهام العمل الصاروخي في جباليا. وقد فتحت (القسام) عينيها فورًا، وتم اعتقال شخص آخَر لا يقل أهمية، بعدما تم اكتشاف أموال كبيرة مع شقيقه. وبالتحقيق، اتضح أن هذا الشخص، وهو مسؤول عن المنظومة الإلكترونية في حي الشجاعية، مرتبط منذ عام 2009 مع إسرائيل.
وهذه ليست المرة الأولى التي تنجح فيها إسرائيل باختراق فصائل فلسطينية، فقد نجحت بذلك على مدى عقود طويلة، وضربت في أماكن مختلفة في فلسطين وخارجها. ويعمل «الشاباك» الإسرائيلي على تجنيد الفلسطينيين في الداخل، فيما يعمل «الموساد» الذي يُوصَف بذراع إسرائيل الطولى، على متابعة العمل خارج الحدود. وتملك إسرائيل تقنيات متقدمة للغاية وإمكانيات كبيرة وتدريبات فائقة، لكن «القسام» شكّل عدوًا لدودًا لها على الرغم من كل ذلك.
ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية عن الاختراق، وقالت "إن قائدًا عسكريًا كبيراً في (كتائب عز الدين القسام)، الذراع العسكرية لحركة (حماس)، تعاون مع إسرائيل، وهرب من قطاع غزة وبحوزته معلومات». كما نشرت عن «اعتقال قائد عسكري كبير آخر في (حماس)، للاشتباه في تعاونه مع إسرائيل»، مضيفة أن القائد الذي عُرف باسم محمود فقط»، كان مسؤولاً عن شبكات الاتصال في حي الشجاعية في غزة، ودرب أعضاء «حماس» على تقنيات جمع المعلومات والتجسس. ودفع الحادثان حركة "حماس" إلى اتخاذ سلسلة من الخطوات، بما في ذلك استدعاء بعض أعضائها للاستجواب وتغيير شبكات الاتصال وأرقام هواتف العديد من كبار المسؤولين.
ووصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن ما حدث جعل "كتائب القسام" في حالة "هستيريا أمنية" قادت أيضًا إلى وضع اليد على ما يقرب من 500 ألف دولار نقداً، بالإضافة إلى كثير من الأجهزة الإلكترونية المخصصة للتجسس والتنصت. وأكدت مصادر توسع تحقيقات "القسام"، وحاولت التقليل مما جرى، قائلة إن «(القسام) تتخذ تدابير أمنية مشددة، وتعمل وفق منطق أن إسرائيل تريد اختراقها بكل الطرق، لذلك فإن كل شخص مهما علت رتبته العسكرية أو الأمنية داخل (القسام) يضطلع بمسؤوليات محددة فقط فيما تجري مراقبة وتغيير الخطط باستمرار».
وأضافت: «حاولت إسرائيل لسنوات طويلة الوصول إلى الجندي الأسير الذي أُفرج عنه بصفقة تبادل، جلعاد شاليط، ولم تنجح أبداً، وتحاول الآن الوصول إلى أسراها الأربعة أو حتى أي معلومات عنهم، ولم تنجح». وتابعت أن «الاختراق لم يصل إلى مستويات خطيرة أو يهدد الصف الأول أو معلومات بالغة السرية. التحقيقات مستمرة والأمر تحت السيطرة». وتحارب «حماس» ضد المتخابرين مع إسرائيل منذ سنوات طويلة، وأطلقت حملات أمنية كثيرة من أجل دفعهم للتوبة، وأسقطت شبكات كذلك.
والأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الداخلية والأمن الوطني التابعان لـ«حماس»، اعتقال مجموعة كانت تخطط لتنفيذ «هجمات إرهابية» في قطاع غزة، وقالت الوزارة: «في إطار واجبها في الحفاظ على استقرار الوضع الأمني في قطاع غزة ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي ومحاولات وكلائه التسلل إلى الجبهة الداخلية، تمكنت الأجهزة الأمنية من اكتشاف خلية بقيادة إسرائيلية أثناء تخريبها للمقاومة».
ولا يوجد أي ترابط بين هذه الخلية والأشخاص الذي اعتقلتهم «القسام» وتجري تحقيقات معهم. ويتولى جهاز الاستخبارات في «القسام»، التحقيق في أي قضية تابعة للجهاز. وليس للداخلية في غزة أي سلطة على القسام الذي يُعدّ جناحاً مسلحاً مهيباً في القطاع. وفتحت التحقيقات الحالية تحقيقات أخرى داخل الجهاز حول أي عناصر اعتنقت أفكاراً متشددة، وهي ظاهرة تحاربها «القسام» بكل قوة بعدما عانت من هروب بعض عناصرها إلى سيناء وليبيا وسوريا ومناطق أخرى
قد يهمك أيضا :