طرابلس ـ فاطمة السعداوي
توعّد “الجيش الوطني” الليبي، الذي يقوده المشير خليفة حفتر، بمواصلة تصعيد هجماته ضد القوات الموالية لحكومة “الوفاق” برئاسة فائز السرّاج في العاصمة طرابلس ومدينتي سرت ومصراتة بوسط وغرب البلاد، بينما ساد هدوء نسي أمس الخميس، معظم المحاور القتالية.
وقال اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم الجيش وقائده خلال مؤتمر صحافي، عقده مساء أول من أمس في مدينة بنغازي (شرق)، إن “الجيش لن يوقف عملياته العسكرية التي تستهدف التنظيمات الإرهابية والعصابات الإجرامية في كل ربوع ليبيا”، مشيرا إلى أن قوات الجيش شنت غارة جوية على مقر القوة الثامنة، المعروفة باسم ميليشيات النواصي، أحد أكبر الجماعات الداعمة لحكومة السراج في العاصمة طرابلس.
كما تحدث المسماري عن الوضع في جنوب البلاد، ومقتل 43 متطرفا في أربع ضربات لقيادة القوات الأميركية العسكرية في أفريقيا “أفريكوم”، لعدة مواقع لتنظيم داعش في ضواحي مدينة مرزق، وفي محيط مطار سبها بجنوب البلاد، لافتا إلى أن وحدات “الجيش الوطني” قتلت 26 مرتزقا وإرهابيا في ضواحي مدينة مرزق جنوب غربي البلاد، بعد هروبهم عقب هذا القصف.
اقرأ أيضًا:
أحمد المسماري يُؤكِّد على أنّ خسائر أنقرة في ليبيا ستكون كبيرة
ميدانيا، تحدث بيان لغرفة “عمليات الكرامة”، التابعة للجيش، أمس عما وصفه ببدء هروب ميداني للميليشيات، مشيرا إلى رصد شهود عيان لعدد من عناصر الميلشيات وهي تهم بمغادرة المحاور واستبدال ملابسهم، لافتا إلى تزايد قوة ضربات قوات الجيش.
وأضاف البيان أن “الضربات تشتد، والانهيارات تظهر على الميليشيات في محاور القتال، والقوة الجوية الضاربة تضرب بقوة في محاور خلة الفرجان ومعسكر حمزة وطريق المطار، وقواتنا تسيطر على مواقع للميليشيات”. كما اتهمت الغرفة الميليشيات بالتنسيق مع وزارة العدل في حكومة السراج لإخراج المساجين المحكومين جنائيا، والعفو عنهم مقابل القتال في صفوفهم. وقالت شعبة الإعلام الحربي، التابعة للجيش الوطني، إن قواته خاضت أول من أمس ما وصفته باشتباكات عنيفة في كافة محاور العاصمة ضد الميليشيات المسلحة، الموالية لحكومة السراج. لكن دون أن تذكر أي تفاصيل.
في المقابل، نقلت عملية “بركان الغضب”، التي تشنها قوات السراج، عن الناطق باسم وزارة الصحة فوزي أونيس، وفاة امرأة وابنتها، وإصابة 8 مدنيين آخرين أول من أمس جراء قصف استهدف ضاحية سكنية.
وشهدت معظم المحاور هدوءا نسبيا، أمس، بعد يومين من المعارك العنيفة، التي شنتها قوات “الجيش الوطني” عبر ستة محاور في توقيت متزامن، وذلك بهدف اختراق الدفاعات المستحكمة لميلشيات حكومة السراج على تخوم العاصمة، خاصة في الضواحي الجنوبية.
وكان مسؤول عسكري بارز في “الجيش الوطني” قد قال لـ”الشرق الأوسط” إن الميلشيات المسلحة فقدت قدرتها على مقاومة قوات الجيش، معتبرا أن “الضربات التي وجهها الجيش للميلشيات قد حرمتها من القدرة على المقاومة، ووجود أي ردة فعل بعد استيلاء الجيش على مواقعهم، خاصة في جنوب العاصمة طرابلس”.
إلى ذلك، أعلنت قوات البحرية، الموالية لحكومة السراج، أنها أنقذت قرابة سبعة آلاف مهاجر قبالة سواحل البلاد خلال الأشهر التسعة الماضية.
وقال العميد أيوب قاسم، المتحدث باسم هذه القوات، في تصريحات صحافية له أمس إن “دوريات خفر السواحل بالبحرية الليبية تمكنت خلال الأشهر التسعة الماضية من إنقاذ 6835 مهاجرا من جنسيات مختلفة، في حين وصل عدد المفقودين إلى 190 مهاجرا”.
وبعدما لفت إلى انخفاض عدد الذين أنقذتهم البحرية الليبية في عرض البحر المتوسط بنسبة 42.8 في المائة خلال العام الماضي، وعدد المفقودين بنسبة 41.5 في المائة خلال الفترة نفسها، اعتبر أن هذه الإحصائيات “تبرز الجهود الكبيرة التي يقوم بها عناصر حرس السواحل في إنقاذ المهاجرين، ما أدى إلى انخفاض ملحوظ في عدد الغرقى والمفقودين في منطقة البحث والإنقاذ الليبية وداخل مياهنا البحرية”.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ
القوات المسلحة المغربية تُجري مناورات عسكرية بالقرب من الحدود مع الجزائر