موسكو ـ، مصر اليوم
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت مبكر اليوم (السبت)، إن سكان المناطق التي تسيطر عليها موسكو في أوكرانيا عبروا عن رغبتهم في أن يكونوا جزءاً من روسيا في الانتخابات المحلية التي أجريت في الآونة الأخيرة، مؤكدين مجدداً الاستفتاءات التي أجريت العام الماضي والتي نددت بها الدول الغربية ووصفتها بأنها غير قانونية. وفي خطاب مصور صدر في الذكرى السنوية الأولى لإعلان روسيا المثير للجدل عن ضم أربعة أجزاء من أوكرانيا، قال بوتين إن خيار الانضمام إلى روسيا تعزز من خلال الانتخابات المحلية التي جرت هذا الشهر والتي أعادت مسؤولين يدعمون الانضمام إلى روسيا.
وأضاف: «تماماً كما حدث قبل عام في الاستفتاءات التاريخية، عبر الناس وأكدوا مرة أخرى عن رغبتهم في أن يكونوا مع روسيا ودعموا مواطنيهم الذين أثبتوا، من خلال عملهم وأفعالهم الحقيقية، أنهم يستحقون ثقة الشعب».
وكرر بوتين موقفه بأن الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، أنقذ الناس من الزعماء القوميين في كييف الذين أطلقوا العنان «لحرب أهلية واسعة النطاق» و«الإرهاب ضد أولئك الذين يفكرون بشكل مختلف».
وفي 30 سبتمبر (أيلول) 2022، تم دمج أجزاء من أربع مناطق أوكرانية، هي دونيتسك ولوجانسك وخيرسون وزابوريجيا، رسمياً في روسيا بعد الاستفتاءات التي قالت موسكو إنها أسفرت عن أغلبية ساحقة في صالحها.
ورفضت الدول الغربية النتائج باعتبارها ضماً لا معنى له وغير قانوني، مدعوماً بالترهيب الجماعي للناخبين. ولا تسيطر القوات الروسية على أي من هذه المناطق بشكل كامل.
وصمدت القوات الأوكرانية، بمساعدة الأسلحة الغربية، في وجه المحاولات الروسية الأولية للتقدم نحو كييف، وانتقلت الحرب إلى المناطق التي تسيطر عليها روسيا في الشرق والجنوب. وشنت القوات الأوكرانية في يونيو (حزيران) هجوماً مضاداً لاستعادة تلك المناطق.
في ظل تأكيدات استخباراتية غربية على عودة مقاتلي جماعة «فاغنر» إلى جبهات القتال في أوكرانيا، تحديداً إلى باخموت، كلّف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس الأركان السابق في هذه الجماعة، أندريه تروشيف، الإشراف على تشكيل «وحدات المتطوعين» لتنفيذ مهام في إطار ما تسميه موسكو «العملية العسكرية الخاصة» في أوكرانيا.
ويعطي هذا التكليف انطباعاً بأن «نسخة مدجنة» من «فاغنر» مرتبطة مباشرة بوزارة الدفاع الروسية، ستباشر الانخراط في الحرب ولكن بحلّة جديدة مختلفة عن تلك التي قادها زعيم الجماعة السابق يفغيني بريغوجين. وقاد الأخير تمرداً ضد وزارة الدفاع في الصيف، قبل أن يُقتل بتحطم طائرته. وكان بريغوجين يرفض وضع مقاتليه تحت إمرة وزارة الدفاع.
وقال بوتين في اجتماعه مع تروشيف أول من أمس: «تحدثنا في الاجتماع الأخير عن حقيقة أنكم ستشاركون في تشكيل وحدات تطوعية يمكنها القيام بمهام قتالية مختلفة، وبالدرجة الأولى في منطقة العمليات العسكرية الخاصة» بأوكرانيا. وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، إن تروشيف «يعمل الآن بوزارة الدفاع». وشارك في الاجتماع نائب وزير الدفاع يونس بيك إيفكوروف الذي يبدو أنه بات مشرفاً على نشاط «فاغنر» في مناطق انتشارها حول العالم.
وذاع صيت «فاغنر»، التي ضمت في صفوفها في وقت من الأوقات عشرات الآلاف من المقاتلين، عندما تمكنت في مايو (أيار) من السيطرة على مدينة باخموت بعد شهور من المعارك وُصفت بأنها كانت عبارة عن «مفرمة لحم». وأفادت تقارير أمس بأن مقاتلي الجماعة عاودوا الانتشار في باخموت، وسط توقعات بأن القوات الأوكرانية تحاول التقدم في اتجاهها بعد سيطرتها على قريتين مهمتين بقربها؛ هما أندرييفكا وكليشيفكا.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية، أمس، إن الوضع المحدد لأفراد «فاغنر» بعد إعادة الانتشار غير واضح، لكنهم انتقلوا على الأرجح إلى وحدات من قوات وزارة الدفاع الروسية ووحدات أخرى من مجموعات عسكرية خاصة استباقاً لهجوم أوكراني على الجبهة الشرقية.
من جهة أخرى، ألقت مسيّرة أوكرانية أمس (الجمعة)، متفجرات على محطة توزيع كهرباء في بلدة روسية قريبة من الحدود الأوكرانية. وقال حاكم منطقة كورسك رومان ستاروفويت عبر «تلغرام»: «اندلعت النيران في أحد المحولات. وقد حرمت 5 بلدات ومستشفى من التيار الكهربائي».