عدن ـ عبدالغني يحيى
انتهز جناح حزب «المؤتمر الشعبي» الموالي للرئيس الراحل علي عبد الله صالح الذكرى الثانية لمقتل مؤسسه على يد الميليشيات الحوثية، ليدعو إلى استكمال تحرير الحديدة من قبضة الجماعة، بعد نحو عام من توقف العمليات العسكرية بفعل اتفاق «استوكهولم» المعاق عن التنفيذ.
وفي حين حرص أنصار صالح وكبار قيادات حزبه الموجودين خارج سيطرة مناطق الجماعة على إحياء المناسبة، باعتبارها تشكل «نقطة تحول جوهرية في مواجهة الانقلاب الحوثي»، لزمت القيادات الخاضعة في صنعاء الصمت، في ظل قبضة قمعية حوثية متربصة وتشديد أمني غير مسبوق.
من جانبها، لم تشأ الجماعة الحوثية أن تفوت المناسبة هي الأخرى عبر ناشطيها أو كبار قيادتها للتعليق عليها، ضمن ما درجت عليه من محاولة «شيطنة» الرئيس السابق واتهامه بـ«التآمر والخيانة» كما جاء في تغريدات للقيادي والرجل الثالث فيها، محمد علي الحوثي.
أقرأ أيضًا:
القوات الحكومية اليمنية تشكك في انسحاب الحوثيين من ميناء الحديدة
تغريدات الحوثي على «تويتر» كان لافتاً أنه سبقتها بأيام تغريدة حملت تهديداً مبطناً لقيادات حزب «المؤتمر» في صنعاء بحلّ الحزب، استباقاً منه لأي خطوة، ولو كانت رمزية، لتذكر الانتفاضة التي كادت تعصف بسلطة جماعته الانقلابية.
وجاء في تغريدة «الحوثي» السابقة قوله إن «بعض الأحزاب والميليشيات الإرهابية التي وقفت ضد الوطن، قريباً ستغادر المشهد بمسمياتها».
ووصف القيادي الحوثي الانتفاضة التي اندلعت في 2 ديسمبر (كانون الأول) 2017 في صنعاء ومعظم مناطق سيطرة الجماعة، بقيادة صالح، بأنها «ليست فتنة» كما يحاول أن يصفها بعض الحوثيين أو المؤتمريين في صنعاء.
وقال، «الفتنة هي التي لا يعرف أين الحق فيها، وما حصل من أحداث في ديسمبر ليس فتنة، بل مؤامرة، بإعداد مسبق وعلى تواصل مباشر مع دول» تحالف دعم الشرعية، كما لمح القيادي الحوثي إلى أن جماعته كانت مخترقة لقيادات حزب «المؤتمر» المحيطين بصالح، وزعماء القبائل الذين كان يراهن عليهم.
وزعم الحوثي أنه كان هناك مخطط لصالح، عرضه على 14 قيادياً من قيادات حزبه، دون أن يبين أسماءهم، أو أدوارهم في الانتفاضة، أو فيما تلاها من أحداث.
في غضون ذلك، حشد أنصار الحزب الموالون لصالح، وتحت نظر ابن شقيقه العميد طارق صالح، الذي يقود ألوية «حراس الجمهورية»، الآلاف في الساحل الغربي، في مهرجان شهدته مدينة الخوخة (الأربعاء).
ودعت قيادات الحزب في بيان صادر عن المهرجان القوات المشتركة لاستكمال تحرير محافظة الحديدة، بما فيها مدينة الحديدة وموانئها الثلاثة، من ميليشيات الحوثي، الموالية لإيران، مؤكدين استمرار «انتفاضة ديسمبر» حتى تحرير كل الأراضي اليمنية من الميليشيات، إنقاذاً للشعب، وتنفيذاً لوصايا الرئيس الراحل.
واتهمت قيادات الحزب، في بيانهم، الميليشيات الحوثية بأنها «اتخذت من أبناء الساحل الغربي دروعاً بشرية، مستغلة اتفاق استوكهولم لمزيد من جلب المآسي لسكان الساحل، واتخاذه ذريعة لارتكاب مزيد من جرائم الحرب ضد المدنيين العزل».
كما دعوا «شباب اليمن إلى مقارعة ما وصفوه بـ(الكهنوت الحوثي)، وحذروا القوى الوطنية من محاولات شق الصف، وحضّوهم على توجيه بنادقهم نحو عدو اليمن الأول، المتمثل في ميليشيات الحوثي».
وأدان البيان ممارسات القمع الحوثية في حق اليمنيين، وأعمال القرصنة والإرهاب في جنوب البحر الأحمر، كما طالب المجتمع الدولي، ومجلس الأمن بإصدار إدانات صريحة للقصف الحوثي بالصواريخ والطائرات المفخخة على مدينة المخا وحيس والتحيتا وغيرها من مناطق الساحل، وكذا بالضغط لإطلاق المعتقلين كافة، بمن فيهم معتقلو «انتفاضة ديسمبر من رجال ونساء»، وكذا رفع العقوبات الأممية عن نجل صالح الأكبر أحمد علي.
وبينما امتدت الفعاليات «المؤتمرية» إلى عواصم مثل القاهرة، تذكيراً بالمناسبة، قال من جهته وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني إن «انتفاضة ديسمبر» جاءت لتعزز حالة العزلة التي تعيشها الميليشيات الحوثية وتؤكد الإجماع السياسي والوطني في مواجهتها، وتؤكد الرفض العارم وحالة الغليان التي يعيشها الشعب اليمني في انتظار الانتفاضة الكبرى التي ستكون حاسمة في معركة استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب.
واعتبر الإرياني، في سلسلة تغريدات على «تويتر»، أن جرائم الميليشيات الحوثية بحق «المؤتمر» وقياداته بعد انتفاضة ديسمبر، وفي مقدمها تصفية الرئيس السابق علي عبد الله صالح، ورفيقه الأمين العام للحزب عارف الزوكا، إضافة إلى أعمال التصفية والاختطاف وتفجير المنازل واقتحام ومصادرة المقارّ والوسائل الإعلامية، «أعمال إرهابية تكشف عن قبح وإجرام ودموية هذه الميليشيات» على حد تعبيره.
وقال الإرياني، «هذه الذكرى تعكس الموقف الحقيقي للميليشيات الحوثية الإيرانية من السلم الاجتماعي والشراكة السياسية والوطنية واستحالة التعايش معها تحت أي ظرف، ونهجها القائم على الغدر، حتى بحلفائها، ونكثها بجميع الاتفاقات والعهود والمواثيق، وتنصلها من كل القيم والمعتقدات الدينية والإنسانية والأخلاقية».
وتابع بالقول، «هذه الذكرى مناسبة للتذكير بالخطر الداهم الذي تمثله الميليشيات الحوثية على حاضر ومستقبل البلد، ودعوة كل القوى الوطنية لتجاوز خلافاتهم والتوحد خلف الشرعية الدستورية، بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، في معركة الخلاص واستعادة اليمن دوره البناء في محيطه الإقليمي والدولي».
في السياق الاحتفائي نفسه بالمناسبة، أعلن العميد طارق صالح في خطاب أمام مجموعة من جنوده في الساحل الغربي أنهم «قادمون على مهام كبيرة وجليلة، وستسند إليهم مهام ستقلب موازين المعركة في المستقبل». كاشفاً عن اختيارهم «لأخذ دورات نوعية على أسلحة نوعية ستدخل في الخدمة قريباً».
وأشار نجل شقيق صالح، الذي شكلت نجاته بعد مقتل عمه تحولاً ميدانياً محورياً في الساحل الغربي، إلى أن «اتفاق استوكهولم أوقف تقدم القوات المشتركة، غير أنه أتاح لها مزيداً من الاستعداد»، وقال: «كانت المقاومة الوطنية لحظة دخول (استوكهولم) حيز التنفيذ ما بين 3 و4 ألوية عسكرية، فيما هي حالياً في صدد تشكيل لواء تاسع، وعاشر».
وأضاف، «القوات المشركة كانت تعتمد كلياً لدى انتصاراتها قبل (استوكهولم) على الإسناد المدفعي والطيران، في حين أنها على مدى عام تكبد هجمات الحوثيين هزائم بإمكانات ذاتية».
وحمّل طارق صالح الميليشيات الحوثية مسؤولية سفك دماء اليمنيين منذ 2004. وقال: «استولت إيران على العراق في 2004 وبدأت تصدير الثورة الخمينية إلى مختلف أرجاء الوطن العربي، وكان اليمن من أهم المحطات التي استخدموها».
وأشار في تهكم إلى زيف الشعارات الحوثية نفسها، بقوله: «حسين الحوثي (مؤسس الجماعة) وأتباعه خرجوا على اليمنيين بصرخة الموت، في الوقت الذي يلتقون فيه مسؤولاً أميركياً ويخفضون له جناح الذل من الرحمة».
وأكد نجل شقيق صالح أن «اليمنيين سيلفظون المشروع الإيراني في اليمن، كما لفظه العراقيون واللبنانيون». واصفاً الحوثيين بأنهم «هم العدوان، وهم المرض على الشعب اليمني، وهم الموت نفسه».
قد يهمك أيضًا:
ناشطون يمنيون يقودون حملة لمعرفة مصير المساعدات الإنسانية المليارية
الحوثيون يعلنون سيطرتهم على أكثر من 20 موقعا عسكريا جنوبي السعودية