القدس المحتلة - مصر اليوم
تُوفّي فلسطيني الجمعة، متأثرا بجروحه التي أصيب بها، خلال مشاركته في "مسيرة العودة وكسر الحصار" في قطاع غزة، وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن الشاب بدر الدين نبيل موسى (25 عاما)، قضى جراء إصابته برصاص قوات الجيش الإسرائيلي شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، على الحدود الشرقية.
وقالت الوزارة إن "75 فلسطينيا جرحوا بينهم 42 أصيبوا بالرصاص خلال المواجهات" في احتجاجات الجمعة الـ72 لـ"مسيرة العودة" قرب السياج الحدودي. وبوفاة هذا الشاب يرتفع عدد الفلسطينيين الذين قتلوا منذ بدء الاحتجاجات قرب الحدود مع إسرائيل في مارس/ آذار من العام الماضي إلى 306، معظمهم في صدامات خلال المظاهرات، كما قتل آخرون في ضربات إسرائيلية ردا على عمليات جرت انطلاقاً من قطاع غزة. وتجري مظاهرات أسبوعية منذ ذلك الحين، على طول الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل للمطالبة برفع الحصار الإسرائيلي المفروض منذ أكثر من عشر سنوات على القطاع وبحق العودة للاجئين.
وتتخلل «مسيرات العودة» هذه مواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية قرب السياج الفاصل الخاضع لحراسة مشددة من الجيش.
وتظاهر فلسطينيون الجمعة، ضمن المظاهرات الأسبوعية التي تنظمها الفصائل الفلسطينية على حدود القطاع مع إسرائيل. وتخلل المظاهرات استخدام قنابل يدوية ألقيت على آليات للجيش الإسرائيلي الذي اعتقل 4 فلسطينيين، قال إنهم كانوا مُسلحين بسكاكين وقنابل واخترقوا الحدود من قطاع غزة إلى إسرائيل.
اقرأ أيضًا:
الجيش الإسرائيلي يقول إن صافارات الإنذار انطلقت في منطقة الجليل الأعلى قرب الحدود اللبنانية
وبلغ عدد المشاركين في المظاهرات نحو 6000 فلسطيني، تجمّعوا في 5 نقاط تماس على طول الحدود، بدءاً من رفح وخان يونس جنوب قطاع غزة، مروراً بالبريج وسط القطاع، ووصولاً إلى غزة وجباليا شمال القطاع.
واستخدام قنابل يدوية جاء رغم اتفاق بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بعدم استخدام وسائل خشنة أو تنفيذ هجمات، وذلك مقابل تقديم تسهيلات تشكل تخفيف الحصار، لكن الفصائل تقول إن إسرائيل لا تلتزم بالاتفاق.
وتحاول القاهرة دفع اتفاق التهدئة إلى الأمام، ومن أجل ذلك التقت الأسبوع الماضي بوفد من حماس في القاهرة من أجل مراجعة الترتيبات الأمنية. واستدعت مصر الوفد الحمساوي من أجل الحصول على تفسيرات أكثر دقة حول إطلاق الصواريخ الأخيرة ومدى سيطرة حماس على الوضع.
ويدور الحديث عن هجمات بالصواريخ نفذت من غزة خلال الأسبوعين يعتقد أن حركة الجهاد الإسلامي تقف خلفها، مما يجعل السيطرة على الأمر معقدة بعض الشيء. وكانت إسرائيل اتهمت حركة الجهاد الإسلامي بتصعيد التوتر على جبهة قطاع غزة، خدمة لإيران. وتعتبر «الجهاد الإسلامي» ثاني أكبر قوة في قطاع غزة، بعد حركة «حماس». ويفترض أن يذهب وفد من الجهاد إلى القاهرة للغرض نفسه. وتجد إسرائيل صعوبة في لجم الصواريخ المنطلقة من القطاع.
وكشفت صحيفة «إسرائيل اليوم»، في عددها عن حصيلة الصواريخ والقذائف التي أطلقت من قطاع غزة تجاه إسرائيل، خلال الـ14 عاماً الماضية، موضحة أن أكثر من 13 ألف صاروخ وقذيفة أطلقت على البلدات الإسرائيلية من قطاع غزة منذ الانسحاب الإسرائيلي قبل 14 عاماً. وقالت الصحيفة إن إسرائيل فقدت الردع والأمن أمام غزة. ونوّهت الصحيفة إلى أن ثمة 3 تواريخ مهمة تتعلق بهذا الأمر، وهي: الأول: يونيو (حزيران) 1967 - احتلال الجيش الإسرائيلي لقطاع غزة خلال حرب الأيام الستة وفي تلك الفترة لم يكن هناك إطلاق صواريخ أو قذائف. الثاني: في مايو (أيار) 1994 حين نقلت إسرائيل 80 في المائة من قطاع غزة لسيطرة السلطة الفلسطينية، وخلال هذه الفترة بدأت عملية تخزين وتصنيع القذائف الصاروخية وتهريبها. الثالث: هو أغسطس (آب) 2005 حين تمت خطوة فك الارتباط والانسحاب الإسرائيلي من غزة، وحتى هذا التاريخ كان قد أطلق من قطاع غزة نحو 5000 صاروخ وقذيفة.
وأضافت الصحيفة، أن مدينة عسقلان دخلت نطاق إطلاق الصواريخ قبل فك الارتباط، ثم بعد ذلك أشدود وبئر السبع على الفور، ومنذ ذلك الحين استمر التطوير حتى وصلت الصواريخ إلى مدن يفنة وكريات جات ورحوفوت وكريات ملاخي ومنطقة الشارون ومطار بن غوريون والقدس وتل أبيب وحتى حيفا. وتابعت الصحيفة أنه في الضفة الغربية، وعلى مدار 52 عاماً تم إطلاق 13 صاروخاً وقذيفة فقط، أي ما يعادل 0.1 في المائة من الكمية التي تم إطلاقها من غزة خلال 14 عاماً منذ فك الارتباط، مشيرة إلى أن هذا لا يعني أن الفلسطينيين في الضفة الغربية لم يحاولوا ذلك، ولكن كان الجيش الإسرائيلي يتمتع بحرية الحركة في الضفة ويمنع هذه المحاولات، على حد قول الصحيفة.
وجاء في التقرير: «كانت الضفة الغربية بعكس غزة عندما يتعلق الأمر بالحرية العملياتية والاستخباراتية، لا يوجد مكان للجيش الإسرائيلي يحظر عليه الدخول إليه، عند الحاجة بمساعدة السلطة الفلسطينية أو من دونها. لكن توجد حقيقة معاكسة في غزة حيث يتمتع منفذو العمليات بحصانة مثل العشرات من المفرج عنهم في صفقة شاليط». هذه حصانة بحكم الواقع، في غزة لا يمكن اليوم اغتيال أو اعتقال مثلما يقوم «الشاباك» والجيش الإسرائيلي بانتظام في الخليل ونابلس وفي جميع أنحاء الضفة الغربية.
قد يهمك أيضًا: