وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان

استغلّ وزراء الحكومة الإسرائيلية، الأربعاء، مؤتمرًا إعلاميًا عقد في القدس لغايات انتخابية، من خلال توجيه تهديداتٍ إلى غزة وتنفيذ عمليات اغتيال تارةً، وإلى منظمات دولية تدعم القضية الفلسطينية تارةً أخرى.

وتحوّل المؤتمر السنوي لصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية الناطقة باللغة الانجليزية، إلى "بازار انتخابي" للوزراء في ظل الأوضاع السياسية التي تشهدها إسرائيل في الأيام الأخيرة.

وهدد وزير البناء والإسكان الإسرائيلي، يؤاف غالانت، باغتيال يحيى السنوار قائد حركة حماس في قطاع غزة.

وقال غالانت وهو وزير في الكابنيت وقائد المنطقة الجنوبية سابقًا، إن "وقت السنوار يضيق، وأصبح محدودًا بشكلٍ أكبر".

وأضاف: "لن ينهي السنوار شيخوخته كما كبار السن في منزله، وعليه أن يتخذ مسارًا جديدًا لمحاربتنا".

وأكّد غالانت أن إسرائيل تخطط لعمليةٍ عسكريةٍ جديدةٍ في غزة، ولكنها ستحدد في وقت وظروف مناسبة. مشيدًا بقوة الجيش الكبيرة أمام قوة حركة حماس، التي قال: "إنها أكبر بـ 1000 مرة".

وادعى الوزير الإسرائيلي أنه لا يوجد شريك فلسطيني للسلام ويقبل بالمفاوضات. وقال: "منذ 100 عام لم نجد زعيمًا فلسطينيًا يمكن أن يتفاوض مع إسرائيل، فلم يوافق الفلسطينيون على أية خطة، ولا يقبلون بحقيقة وجود إسرائيل".

وقال غالانت: "لا يمكننا إعطاء سنتميترًا واحدًا للفلسطينيين من الضفة الغربية، لا يوجد مكان لجيشين، لا يوجد أي خيار سوى إبقاء السيطرة العسكرية الكاملة لجيشنا".

وأشار وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، جلعاد أردان، إلى أن اجتياح قطاع غزة بات قريبًا، في الوقت الذي شن فيه الوزير الإسرائيلي هجومًا حادًا على حركة المقاطعة الدولية (BDS)؛ بسبب نشاطاتها ضد إسرائيل.

وقال أردان "نحن أقرب من أي وقت مضى لاجتياح قطاع غزة، واستعادته في حال كان ذلك يضمن سلامة مواطنينا، وهذا ما سنقوم به حينها".

و ادعى أردان خلال المؤتمر السنوي لصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية الناطقة باللغة الانجليزية، أن منظمات دولية مثل هيومن رايتس ووتش تحاول تخويف شركات عالمية بالعمل في إسرائيل ومقاطعتها. مشيرًا إلى أن قرار شركة إير بي إن بي (Airbnb) بوقف إعلانات الشقق في المستوطنات، جاء ضمن هذه المحاولات من قبل تلك المنظمات.

وأشار الوزير الإسرائيلي إلى أن قرار الشركة كان صادمًا ومنافقًا. منوهًا إلى أنه يدرس مع وزارات أخرى اتخاذ قرارات صارمة ضد الشركة بعد قرارها الأخير.

وألقى أردان اللوم على قرار مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة الذي أعد قائمة سوداء للشركات التي تعمل في المستوطنات الإسرائيلية, داعيًا دول العالم لوقف تمويل المجلس، ودعم قراراته في حال نشرت القائمة.

وقال أردان: "إسرائيل اليوم بحاجة إلى الانتقال من الدفاع إلى الهجوم", مشيرًا إلى الخطوات التي اتخذتها دول عالمية مختلفة لمواجهة حركة المقاطعة الدولية بإصدار قوانين تمنع تمويلها أو أي نشاطات لها.

وقال "إنه سيطلب من المسؤولين الأميركيين الاستفادة من قوانين صدرت ضد حركة المقاطعة الدولية لمعاقبة شركة (Airbnb)".

ولم يكتف غالانت وأردان بالهجوم على غزة، فقد هاجم وزير النقل والاستخبارات "يسرائيل كاتس" قطاع غزة، وقال: "نحن قريبون من حرب لا خيار لها في قطاع غزة".

وأضاف "يجب علينا أن نضرب حماس بشدة للقضاء على التطرّف واستعادة الردع، لا توجد فرصة للتوصل إلى تسوية مستقرة وحل سياسي في غزة".

وتطرق الوزير الإسرائيلي للملف النووي الإيراني، قائلًا: "لا يمكن لدول أوروبا أن تتجاوز العقوبات المفروضة على إيران". داعيًا الولايات المتحدة لمزيد من الإجراءات العقابية ضدها.

من جانبها، قالت وزيرة القضاء إيليت شاكيد: إن "وقف إطلاق النار في غزة سيبقى صامدًا لأشهر ثم ينكسر، وحينها سنصبح أمام جولة جديدة".

ودعت شاكيد إلى توجيه ضربات قوية لحركة حماس. كما دعت رئيس حكومة الاحتلال ينيامين نتنياهو بصفته وزيرًا للجيش لتغيير نهجه الأمني.