تظاهرات العراق

أكد رئيس أركان الجيش، الفريق الأول الركن عثمان الغانمي، خلال كلمة له في بغداد، أن قوات الجيش موجودة لتأمين المتظاهرين لحين تحقيق مطالبهم المشروعة التي كفلها الدستور، تأتي كلمة الغانمي لمناسبة الذكرى السنوية الثانية لإعلان النصر على تنظيم "داعش" وتصادف 10 ديسمبر.

وأضاف الغانمي أنه "في كل شبر وزاوية ومناسبة نرى المواطن العراقي يشيد بدور الجيش في التعامل مع الأحداث والتحديات التي تواجهها البلاد ليكون صمام أمان وسور الوطن المنيع ودرعه الحصين وضامن وحدته وحامي شعبه"، مؤكدا أن "التظاهرات أعادت الصورة الناصعة والمشرقة التي كسبها الجيش العراقي خلال معارك التحرير عندما نرى التلاحم الكبير بين المتظاهرين المطالبين بحقوقهم وإخوانهم من الجيش الذين يقدمون لهم الحماية".

وتابع الغانمي: "اعلموا أن جيشكم وقواتكم الأمنية متواجدة لحمايتكم لحين تحقيق مطالبكم المشروعة التي كفلها لكم الدستور"، منوهًا إلى أنه "لا يفوتني إلا أن أعبر عن مدى حزني العميق باستشهاد أبنائي من القوات الأمنية والمتظاهرين، وندعو لجرحانا بالشفاء العاجل".

وأعلنت بغداد، في 10 ديسمبر 2017، استعادة الأراضي التي سيطر عليها ”داعش“، صيف 2014، لكن لا يزال التنظيم يحتفظ بخلايا نائمة متوزعة في أرجاء البلاد، وبدأ يعود تدريجيًا إلى أسلوبه القديم في شن هجمات خاطفة على طريقة حرب العصابات.

ووصل مئات المحتجين من محافظات وسط وجنوبي البلاد إلى ساحة التحرير بالعاصمة استجابة لدعوات ناشطين بتنظيم احتجاجات حاشدة وصفوها بـ"المليونية"، وقال محمد إقبال، أحد ناشطي الاحتجاجات في بغداد، إن "ساحة التحرير تغص بآلاف المحتجين، ومن المقرر أن تشهد الثلاثاء أكبر تظاهرة ضد الفاسدين، وقتلة المتظاهرين في بغداد والمحافظات".

تأتي هذه الدعوات إثر اغتيال أحد الناشطين في الاحتجاجات واستهداف اثنين آخرين في كربلاء ومقتل 25 متظاهرًا في بغداد منذ يوم الجمعة الماضي.

واستبق زعيم فصيل "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، المقرب من إيران، احتجاجات الثلاثاء بالقول إنها طتكون تخريبية، وستؤدي إلى سقوط العديد من القتلى"، وأضاف في كلمة نشرها عبر "تويتر": "هناك معلومات بوجود تخطيط مخابراتي تريد منه جهات متعددة (لم يحددها) الشر لهذا البلد، وتريد أن تستثمر هذه الأوضاع لإحداث الفوضى في بغداد"، كان الخزعلي، إلى جانب مسؤولين آخرين في "الحشد الشعبي"، وُضعوا على قائمة عقوبات أمريكية صدرت مؤخرًا لـ"صلاتهم بقتل المتظاهرين".

ومنذ بدء الاحتجاجات في العراق مطلع أكتوبر الماضي، سقط 486 قتيلاً وأكثر من 17 ألف جريح، وفق إحصائية أعدتها وكالة الأناضول استنادًا إلى أرقام مفوضية حقوق الإنسان الرسمية المرتبطة بالبرلمان ومصادر طبية وأمنية.

وسقطت الغالبية العظمى من الضحايا في مواجهات مع قوات الأمن ومسلحين من فصائل "الحشد الشعبي" لهم صلات مع إيران، بحسب المتظاهرين وتقارير حقوقية دولية. لكن "الحشد الشعبي" ينفي أي دور له في قتل المحتجين.

ورغم استقالة حكومة عادل عبدالمهدي، وهي مطلب رئيسي للمحتجين إلا أن التظاهرات لا تزال متواصلة وتطالب برحيل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، والتي تحكم البلاد منذ إسقاط نظام صدام حسين عام 2003.
وتحدثت مصادر خاصة الثلاثاء، 10 كانون الأول، 2019 في تطابق مع تأكیدات شھود عیان عن نزول قوات أميركیة في مطار بغداد.

وقال شھود العیان إن أفرادا من الجیش الأميركي شوھدوا في مطار بغداد، وھو ينزلون آلیات عسكرية في المطار، وتحدثت أنباء متداولة على مدى الأسابیع الماضیة عن وصول قوات أميركیة خاصة إلى المنطقة الخضراء، وسط العاصمة بغداد، مرجحة في أن الغرض منھا حماية السفارة الأميركیة.

وأفادت مصادر بوصول تعزيزات عسكرية أميركیة في دلالة على آنیة انتشارھا في مناطق معینة من بغداد، فضلا عن توافد أميركي كبیر جدا على القواعد التي توجد فیھا القوات الأميركیة، تأتي ھذه التطورات تزامنا مع احتمال تظاھرات واسعة تشھدھا بغداد الثلاثاء، وفق دعوات متظاھرين وجھات تدعو إلى تحشید ملیوني.

قد يهمك أيضًا

الحكومة العراقية تُسلح العشرات من القرى النائية في محافظة "نينوي"

رئيس أركان الجيش العراقي يعلن أن "داعش" لم يعد يسيطر على أي شبر داخل البلاد