كابول ـ أعظم خان
أعلن المتحدث الرسمي باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، اليوم الخميس، أن الحركة ستعلن الإماراة الإسلامية بالذكرى الـ102 لاستقلال أفغانستان عن الإنكليز.واللافت أن هذه الذكرى تأتي اليوم الموافق 19 آب/ أغسطس الجاري، فيما كشف مسؤول كبير في "طالبان"، شكل الحكم الذي ستشهده البلاد في قادم الأيام، وكذلك اعتزام الحركة تشكيل قوة وطنية تضم حتى عناصر الحكومة السابقة في كابولجاء ذلك بحسب تغريدة لذبيح الله على "تويتر" في حسابه الرسمي.وفي تغريدة أخرى، قال المتحدث باسم طالبان، إن "الإمارة الإسلامية تريد علاقات دبلوماسية وتجارية جيدة مع جميع الدول".وأضاف: "لم نتحدث عن التجارة مع أي دولة بعد. نحن نرفض أي إشاعات غير صحيحة".
وكشف مسؤول كبير في طالبان، شكل الحكم الذي ستشهده البلاد في قادم الأيام، وكذلك اعتزام الحركة تشكيل قوة وطنية تضم حتى عناصر الحكومة السابقة في كابولوقال وحيد الله هاشمي، المقرب إلى هيئة صنع القرار في الحركة، خلال المقابلة التي أجرتها معه "رويترز"، إن أفغانستان قد يحكمها مجلس حاكم، بينما من المرجح أن يظل الزعيم الأعلى للحركة هيبة الله أخونزاده زعيما أعلى وليس رئيسا.وقال إن طالبان ستتواصل أيضا مع الطيارين السابقين وجنود من القوات المسلحة الأفغانية للانضمام إلى صفوفها.وسيكون هيكل السلطة الذي حدده هاشمي مشابها لما كان عليه الوضع في أفغانستان حينما كانت البلاد خاضعة لحكم طالبان بين عامي 1996 و2001. وظل الزعيم الأعلى لطالبان آنذاك الملا عمر بعيدا عن الصورة، وترك الإدارة اليومية لشؤون البلاد لمجلس حاكم.
ولكن هاشمي أوضح أن هيبة الله أخونزاده سيلعب على الأرجح دورا أعلى من رئيس المجلس، سيكون أقرب إلى رئيس البلاد.وأضاف: "ربما سيتولى نائبه (نائب أخونزاده) منصب الرئيس".والزعيم الأعلى لطالبان له ثلاثة نواب، هم مولوي يعقوب نجل الملا عمر، وسراج الدين حقاني زعيم شبكة حقاني، وعبد الغني برادر رئيس المكتب السياسي لطالبان في الدوحة، وأحد الأعضاء المؤسسين للحركة.وأوضح هاشمي أن الكثير من المسائل المتعلقة بكيفية إدارة طالبان لأفغانستان لم يتم الانتهاء منها بعد، لكنه قال إن أفغانستان لن تخضع لنظام ديمقراطي.
وقال: "لن يكون ثمة نظام ديمقراطي على الإطلاق، لعدم وجود قاعدة له في بلدنا.. لن نناقش نوع النظام السياسي الذي سنطبقه في أفغانستان لأنه واضح. إنها الشريعة فحسب".
وتابع هاشمي بأنه سيشارك في اجتماع لقيادة طالبان خلال الأيام القليلة المقبلة لمناقشة قضايا الحكم.
وفي ما يتعلق بالاستعانة بجنود وطيارين حاربوا في صفوف الحكومة الأفغانية المخلوعة، قال هاشمي إن طالبان تعتزم تشكيل قوة وطنية جديدة تضم إلى جانب أفرادها الجنود الحكوميين المستعدين للانضمام إليها.وأضاف: "معظمهم تلقوا تدريبات في تركيا وألمانيا وإنجلترا. لذلك سنتحدث معهم للعودة إلى مواقعهم".وقال: "سنجري بالطبع بعض التغييرات التي ستشمل بعض الإصلاحات في الجيش، لكننا ما زلنا في حاجة إليهم وسندعوهم للانضمام إلينا".وقال هاشمي إن طالبان تحتاج بشكل خاص إلى طيارين لعدم وجود طيارين لديها، إذ إنهم استولوا على طائرات هليكوبتر وطائرات أخرى في العديد من المطارات الأفغانية خلال هجومهم الخاطف للسيطرة على البلاد بعد انسحاب القوات الأجنبية.
وأضاف: "نجري اتصالات مع كثير من الطيارين.. وطلبنا منهم الحضور والانضمام إلى إخوانهم وحكومتهم. اتصلنا بكثيرين منهم، ونبحث عن أرقام (آخرين) للاتصال بهم، ودعوتهم للعودة إلى وظائفهم".وقال إن طالبان تتوقع من الدول المجاورة إعادة الطائرات الأفغانية التي هبطت في أراضيها في إشارة على ما يبدو إلى 22 طائرة حربية و24 طائرة هليكوبتر ومئات الجنودالأفغان الذين فروا إلى أوزبكستان في مطلع الأسبوع.وأفادت وكالات بأن عدة أشخاص لقوا حتفهم الخميس، في مدينة أسد أباد الأفغانية، بعدما أطلق مقاتلو طالبان النار على أشخاص
يلوحون بالعلم الوطني في مسيرة بمناسبة عيد الاستقلال.وأضافت أنه لم يتضح ما إذا كان الضحايا سقطوا جراء إطلاق النار أم التدافع الذي أعقب ذلك.وأسد أباد هي عاصمة إقليم كونار الواقع في شرق البلاد.ولم تعلق طالبان بعد على هذه الأنباء.وقالت شبكة "سي أن أن" الأميركية، إن طالبان تفرض الخميس، حظر تجوال شامل في مدينة خوست، جنوب شرق أفغانستان ولمدة غير محددة.وبينت أن جميع أشكال التحركات في المدينة ممنوعة.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
نجل أحمد شاه مسعود يطلب دعماً أميركياً لمحاربة "طالبان"
بايدن يعتقد أن "طالبان" تغيرت ويؤكد أن الخطر في سوريا أكبر بكثير مما في أفغانستان