كييف ـ جلال ياسين
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الثلاثاء، إن الهجوم الروسي على ماريوبول يشكل "جريمة ضد الإنسانية".وأضاف زيلينسكي أمام البرلمان الدنماركي في خطاب عبر الفيديو "ما تفعله القوات الروسية بماريوبول هو جريمة ضد الإنسانية، وهو أمر يحدث على مرأى العالم حاليا".وأوضح الرئيس الأوكراني أن هناك 100 ألف شخص ما زالوا في مدينة ماريوبول، مطالبا بضرورة تشديد العقوبات على روسيا وغلق الموانئ أمام سفنها. وكان المتحدث باسم رئيس بلدية مدينة ماريوبول الأوكرانية، قد أعلن أمس الاثنين، أن ما يقرب من 5 آلاف شخص قُتلوا في المدينة الواقعة في جنوب البلاد منذ أن فرضت القوات الروسية حصارا عليها.ونقل المتحدث بيانات عن مكتب رئيس البلدية ذكرت أن حوالي 90% من المباني في ماريوبول تضررت، بينما دُمرت حوالي 40% منها.
وأعلنت أوكرانيا، اليوم الثلاثاء، عن استئناف عمليات إجلاء السكان عبر 3 ممرات إنسانية، خصوصا من مدن شرق أوكرانيا المحاصرة.وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إنه سيتم فتح ممر آمن للسكان لمغادرة عدة مدن من بينها مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية المحاصرة في سيارات خاصة. وقال زيلينسكي في مقابلة مع وسائل إعلام روسية منعت من النشر في روسيا، إن قضية "حياد" بلاده التي تشكل أحد البنود المركزية في المفاوضات لإنهاء النزاع، "تُدرَس بعمق".
إلا أنه تدارك ذلك، مضيفاً أن تلك المسألة يجب أن تضمنها دول غربية، كما يفترض أن تعرض على الاستفتاء الشعبي في أوكرانيا.كما ذكّر باتفاقيات بودابست، قائلا بحسب ما نقلت فرانس برس، "لا أريد أن نضع وثيقة على طريقة اتفاقيات بودابست"، في إشارة إلى الاتفاقيات التي وقعتها روسيا العام 1994، والتي ضمنت وحدة أراضي وأمن ثلاث جمهوريات سوفيتية سابقة بينها أوكرانيا، مقابل التخلي عن الأسلحة النووية الموروثة من الاتحاد السوفيتي، إلا أنها لم تحترم منذ عام 2014. إلى ذلك، كرر التشديد على ضرورة لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقال "علينا أن نتفق مع رئيس روسيا الاتحادية، لكن من أجل الاتفاق، يجب أن يخرج من حيث هو ويأتي للقائي".
يذكر أن وفدين روسي وأوكراني سيلتقيان مجددا بداية اليوم أو غدا في جولة مفاوضات مباشرة في تركيا، بعد جلسات طويلة امتدت لأكثر من أسبوعين عبر الفيديو، سبقتها جلسة على الحدود البيلاروسية، وأخرى على الحدود البولندية. إلا أن أيا من تلك الجلسات التي انطلقت بعد 4 أيام على العملية العسكرية الروسية (28 فبراير) والتي وصفت بالصعبة والمعقدة، لم تتوصل حتى الآن إلى تسوية تنهي النزاع الذي دخل شهره الثاني. ففي حين تتمسك موسكو بـ"حياد" الجارة الغربية، ونزع سلاحه النووي أو الذي يشكل تهديدا لها، فضلا عن عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، تواصل كييف المطالبة بسيادتها على أراضيها، وبضمانات أمنية.
وتدخل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا يومها الـ34، الثلاثاء، فيما يواصل الجيش الروسي استهداف المواقع والتجمعات العسكرية الأوكرانية، فيما انطلقت جولة جديدة من المفاوضات بين موسكو وكييف بوساطة تركية. وميدانيا، أعلنت روسيا أنها ستخفّض عملياتها العسكرية في كييف وتشيرنيهيف، مشيرة إلى أن خفض عملياتها القتالية في أوكرانيا يهدف لتهيئة أجواء مناسبة للمفاوضات، فيما أعلنت أن القوات الروسية ستركز على تحقيق الهدف الرئيسي وهو تحرير إقليم دونباس. وفي آخر المستجدات، حذر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو من أن بلاده سترد بشكل مناسب إذا زودت دول حلف الناتو أوكرانيا بمقاتلات وأنظمة دفاع جوي، كما حذر من أن هناك تهديدا حقيقيا للملاحة المدنية في البحر الأسود بسبب الألغام البحرية.وكانت وزارة الدفاع الروسية أفادت بتدمير قاعدة أوكرانية رئيسية للتزود بالوقود في منطقة ريفن، مؤكدة تدمير 68 منشأة عسكرية أوكرانية و3 مسيرات خلال يوم واحد، ومشيرة إلى مقتل نحو 600 من المرتزقة الأجانب في أوكرانيا خلال الأسبوعين الماضيين.
وأشار حاكم ميكولايف الأوكرانية إلى قصف روسي استهدف المقر الإداري للمدينة، وسقوط قتيلين على الأقلّ في الضربة الروسية، فيما قالت نائبة رئيس وزراء أوكرانيا إن كييف تسعى لفتح 3 ممرات إنسانية اليوم.وقالت وزارة الدفاع البريطانية، إن القوات الروسية في مواقعها وتحاول إعادة تنظيم صفوفها، فيما نجحت الهجمات الأوكرانية بدفع القوات الروسية إلى التراجع في بعض المواقع، مؤكدة أن مركز مدينة ماريوبول لا يزال تحت السيطرة الأوكرانية. وقالت المخابرات العسكرية البريطانية إن الضربات الجوية الروسية تشكل خطرا على العاصمة الأوكرانية كييف، من خلال قدرتها على القصف على الرغم من أن القوات الأوكرانية تواصل الهجمات المضادة في شمال غرب المدينة. وشهدت مدينة ماريوبول الساحلية مواجهات عنيفة بين الجيشين الروسي والأوكراني، حيث تسعى القوات الروسية للسيطرة على المدينة قبل ساعات فقط من انطلاق جولة مفاوضات جديدة.
من جهته، أعلن متحدث وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف، تدمير مستودعات ضخمة للذخيرة في مقاطعة جيتومير كانت تستخدم لإمداد القوات الأوكرانية في ضواحي كييف، وإسقاط طائرتين ومروحية.كييف، من جهتها، أكدت أن لديها "أدلّة" على أن القوات الروسية استخدمت في اثنتين من مناطق جنوب أوكرانيا ذخائر عنقودية، وهي الأسلحة المحظورة بموجب الاتفاقيات الدولية.
وردّاً على سؤال بشأن ما إذا كانت هذه الأسلحة استخدمت في قصف كييف، قالت المدّعية العامّة الأوكرانية إيرينا فينيديكتوفا خلال مؤتمر صحافي "ليس لديّ أدلّة ملموسة" على أن هذه الأسلحة استخدمت في العاصمة، مشيرة إلى أن الجهات المعنية تواصل إجراء "تحقيقات" بهذا الشأن.وميدانياً، وسعت القوات الروسية هجومها على مدينة ماريوبول، التي تشهد طوال الأسبوع الأخير مواجهات ضارية تحولت إلى قتال شوارع، بعدما نجح المهاجمون في تحقيق تقدم واسع في عدد من الأحياء. ونقلت وسائل إعلام روسية مقاطع فيديو قالت إنها تظهر "عمليات تمشيط واسعة تجري في وسط المدينة لملاحقة كتائب القوميين الأوكرانيين والقضاء عليهم".
ورجح مسؤولون في دونيتسك إحكام السيطرة على ماريوبول قريبا، وقال رئيس الإقليم الانفصالي دينيس بوشلين إن "القتال قد انتقل بالفعل من الضواحي إلى وسط المدينة".ويشارك في القتال إلى جانب الجيش الروسي وقوات إقليم دونيتسك آلاف المقاتلين الشيشان الذين تم نقلهم من محيط العاصمة كييف إلى مناطق الجنوب. وأعلن الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف أنه "موجود في ماريوبول" مع المقاتلين الذين يقودهم. على صعيد آخر، أعلنت الهيئة الروسية لحماية حقوق المستهلكين أنها تراقب مستوى الإشعاع في الاتحاد الروسي بعد تزايد المخاوف من وقوع تسرب إشعاعي خطر بسبب اندلاع الحرائق في المنطقة المحظورة في محيط محطة تشيرنوبل للطاقة النووية.
وأكد بيان أصدرته الهيئة أن الوضع الإشعاعي في روسيا مستقر. وكانت كييف حذرت من اندلاع حرائق واسعة في محيط المحطة التي أحكمت موسكو السيطرة عليها في الأسبوع الأول من الحرب. ورغم تراجع مستوى الحرائق عدة أيام، تم الإعلان منذ يومين عن اندلاع حريق ضخم جديد في الغابات المحيطة بالمنطقة. وأفادت أمينة المظالم الأوكرانية ليودميلا دينيسوفا بأن أكثر من 10 هكتارات من الغابات اشتعلت فيها النيران في منطقة تشيرنوبل المحظورة بسبب العمليات العسكرية. وحذرت من ارتفاع مستويات التلوث الإشعاعي نتيجة انتشار الحرائق.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
تصرفات الروس قرب تشيرنوبل تهدد ملايين الأوروبيين وزيلينسكي يلمح لتسوية عبر الحياد
زيلينسكي يعترف بصعوبة إخراج موسكو من أوكرانيا والبديل حرب عالمية ثالثة