فيينا ـ سليم الحلو
أعرب الأوروبيون، عن "خيبة أملهم وقلقهم" بعد أيام قليلة من استئناف المفاوضات في فيينا بشأن برنامج إيران النووي، بحسب دبلوماسيين من فرنسا وألمانيا وبريطانيا.وقال الدبلوماسيون إن "طهران تتراجع عن كل التسويات التي تم التوصل إليها بصعوبة" خلال الجولة الأولى من المفاوضات بين أبريل/ نيسان، ويونيو/ حزيران.وأضافوا أن إيران "تطالب بتغييرات كبيرة" يتعارض بعضها مع اتفاق 2015، ومن غير الواضح كيف يمكن سد الفجوات الجديدة في إطار زمني واقعي بناء على المسودات الإيرانية". وتابعوا أن المحادثات ستستأنف "الأسبوع المقبل لمعرفة ما اذا كانت هذه الخلافات يمكن التغلب عليها أم لا".رغم هذه التصريحات القاسية، قال الدبلوماسيون الأوروبيون إنهم "منخرطون بشكل كامل في البحث عن حل دبلوماسي"، مشددين على أن "الوقت ينفد".وعقد اجتماع، الجمعة، في اطار المفاوضات حول الملف النووي الايراني في فيينا قبل استراحة للسماح للدول الاوروبية بمناقشة اقتراحات طهران على ان تستأنف المفاوضات الاثنين "على الارجح"، وفق مصادر دبلوماسية ووسائل اعلام ايرانية رسمية.
وقالت وكالة اسنا الايرانية للانباء ان المفاوضات تستأنف "على الارجح" الاثنين، لكن الخبراء سيبقون في فيينا لمواصلة عملهم.وقال كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي باقري الخميس إنه قدم اقتراحين لمحاولة إنقاذ الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني في إطار المحادثات التي استؤنفت الإثنين في فيينا بعد انقطاع دام خمسة أشهر. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) إنه "بعد تسليم نص الاقتراح الإيراني إلى مجموعة بي4+1 (الصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) والاتحاد الأوروبي، سيعقد اجتماع للجنة المشتركة للاتفاق النووي الجمعة".وأضافت أن "هذا الاجتماع طلب من الجانب الأوروبي قبل أن يعود ممثلوه إلى عواصمهم لمراجعة النص الذي اقترحته إيران".وقال باقري إن الاقتراح الإيراني الأول "يلخص وجهات نظر الجمهورية الإسلامية بشأن رفع العقوبات والثاني يتعلق بأنشطة إيران النووية". وأضاف: "الآن يتعين على الجانب الآخر فحص هذه الوثائق والاستعداد للتفاوض مع إيران على أساس النصوص المقدمة".وفي اتصال هاتفي بنظيره الاوروبي جوزيب بوريل، وصف وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان "عملية التفاوض بانها جيدة، لكنها عموما بطيئة"، بحسب موقع الخارجية الايرانية.وقال عبداللهيان: "نعتقد أنه يمكن التوصل الى اتفاق جيد، لكن ذلك يستدعي تغييرا في مقاربة بعض الاطراف الذين عليهم التخلي عن تصريحاتهم ذات الطابع التهديدي واختيار وثائق تركز على التعاون والاحترام المتبادل والنتائج".
ونقل موقع الديبلوماسية الايرانية عن بوريل دعوته جميع الاطراف الى "اظهار ليونة في مواصلة المحادثات". كذلك، "حض (المفاوض الاوروبي انريكي) مورا على العمل في شكل بناء ونشط مع كبير المفاوضين الايرانيين وجميع الوفود للتوصل الى اتفاق".وقال مسؤول إيراني مقرب من المحادثات: "الأوروبيون يريدون العودة إلى عواصم بلادهم للتشاور. نحن مستعدون للبقاء في فيينا لإجراء المزيد من المحادثات".وفي اليوم الرابع من المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن إعادة البلدين إلى الالتزام الكامل بالاتفاق، أبدى الجانبان تشاؤما بشأن الاتفاق الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في 2018.وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الإشارات القادمة من المباحثات النووية في فيينا، "لا تبعث على التفاؤل"، في إشارة إلى استمرار العقبات أمام الاتفاق الذي أبرمته الدول الكبرى مع إيران عام 2015، ثم انسحبت منه واشنطن.
وأضاف بلينكن، في تصريح للصحافيين خلال زيارته السويد، أنه "سيتضح في المستقبل القريب جدا، ما إذا كانت إيران تنوي الدخول في مباحثات الملف النووي بنوايا حسنة"، من أجل العودة إلى الاتفاق.ووجه بلينكن انتقادات لإيران، قائلا: "لن نقبل أن تواصل إيران برنامجها النووي، بينما تجري مباحثات في فيينا".في غضون ذلك، شكّل الملف النووي الإيراني محور المحادثة التي أجراها رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت مع وزير الخارجية الأميركي، في استوكهولم.وزار بلينكن، العاصمة السويدية، للمشاركة في اجتماعات منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، حيث أجرى مباحثات مع مسؤولي عدد من الدول.وقال بينيت إن إيران تقدم على "ابتزاز نووي" باعتباره أحد تكتيكات إجراء المفاوضات، لافتا إلى أن الرد المناسب على ذلك ينبغي أن يكون وقف المفاوضات فورا، واتخاذ خطوات صارمة من قبل الدول العظمى.وبعد أيام من محادثات إنقاذ الاتفاق النووي لعام 2015، كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأربعاء، أن إيران تحرز تقدما على مسار تخصيب اليورانيوم.استأنفت إيران والقوى العظمى الإثنين مفاوضات في فيينا لإحياء الاتفاق النووي المبرم في عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى انهارعندما انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب منه وأعاد فرض عقوبات على إيران للرد عبر التنصل من معظم التزاماتها.وتهدف مفاوضات فيينا لإعادة واشنطن إلى الاتفاق، وهي تشارك في المناقشات بشكل غير مباشر. وخرجت الجهات المفاوضة في يونيو/ حزيران مع أمل في التوصل إلى نتيجة وشيكة، لكن وصول الرئيس المتشدد إبراهيم رئيسي إلى الرئاسة الإيرانية غيّر المعطيات.وعرض الاتفاق على طهران رفع جزء من العقوبات التي تخنق اقتصادها مقابل خفض جذري في برنامجها النووي، ووضعه تحت رقابة صارمة من الأمم المتحدة.
قد يهمك ايضا
رئيسي يؤكد لماكرون على ضرورة رفع العقوبات ونص اتفاق محادثات فيينا يقترب من النهاية
القمة الخليجية الـ42 في الرياض منتصف الشهر الجاري ونتائج محادثات فيينا تتصدر أجندة أعمالها