بيروت ـ ميشال سماحة
يستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة المقبل رئيس الوزراء اللبناني الجديد نجيب ميقاتي، ويأتي اللقاء بعدما نالت الحكومة اللبنانية ثقة البرلمان الاثنين على برنامج يهدف إلى معالجة الأزمة الاقتصادية الطاحنة، فيما تحركت النيابة العامة في لبنان، الثلاثاء، لكشف ملابسات تهديد حزب الله للمحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت.
وكان تحقيق تلفزيوني محلي كشف عن اجتماع بين مسؤول جهاز الأمن والارتباط في حزب الله، وفيق صفا، ورئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود، عبر خلاله صفا عن امتعاضه من أداء المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار.
ومنذ الكشف عن أسباب انفجار مرفأ بيروت الكارثي بفعل شحنة مخزنة لسنوات من "نترات الأمونيوم" حامت الشبهات حول دور حزب الله المحتمل في استخدام المادة شديدة الانفجار.
وقال الإعلامي إدمون ساسين، الذي عمل في قناة "ال بي سي" التي بثت التقرير، في تغريدة على تويتر إن "صفا هدّد المحقق العدلي طارق البيطار بأن الكيل طفح منه، وهم مستعدون لإزاحته من موقعه".
ويواجه البيطار صعوبات في استدعاء مسؤولين في الحكومة للتحقيق في مسؤوليتهم المحتملة عن كارثة أتت على نصف بيروت وقتلت 200 شخص وتسببت في خسائر مباشرة بقيمة 15 مليار دولار بحسب تقدير حكومي.
ورافق تحرك النيابة العامة، مظاهرة لأهالي ضحايا الانفجار الذين نظموا وقفة احتجاجية أمام المحامي العامّ التمييزي القاضي غسان الخوري في حيث طالبوه بالتنحي عن الملفّ.
ويذكر أن القاضي الخوري قد رد طلبات القاضي بيطار باستدعاء مسؤولين أمنيين وسياسيين.
وشدد أهالي الضحايا على أنهم يقفون "حرّاساً للقاضي طارق البيطار غير المسيّس أو المنحاز في وجه حزب الله".
وقال محللون أن "لا شك أن القاضي بيطار يتعرض منذ مدة لضغوط سياسية كبيرة وخصوصاً في الفترة الأخيرة بعد إصداره لائحة الادعاءات الطويلة التي تطال سياسيين ورئيس الحكومة السابق حسان دياب ومسؤولين أمنيين".
أضاف المحللون أنه "منذ ذلك الوقت بدأ التضييق على القاضي ومحاولة عرقلة التحقيق"، مشيراً إلى أن البيطار استطاع الإفلات من هذه العرقلة لأنه لم يترك ثغرات قانونية للمتضررين من إجراءاته من أجل الطلب بتنحيته".
وتابعوا: "اليوم مع انسداد أفق الإجراءات القانونية يبدو بدأت الإجراءات الأمنية تطاله، وما سرب اليوم عن تهديد من مسؤول حزب الله أرسله مع مراجع قضائية للقاضي بيطار هي شديدة الدقة والخطورة، وخصوصاً أن المراجع القضائية لم تنفيها".
وأردفوا: "فضمناً تعتبر رسالة التهديد حقيقية (بالنظر لعدم صدور نفي رسمي من السلطات القضائية)، بالإضافة إلى أن حزب الله الذي يحرص بالعادة على تصحيح أي معلومة تتعلق به لم يعلّق على الموضوع ولم يصدر أي بيان ينفي فيه هذا التهديد".
وأوضحوا أن "التهديد هو استكمال لخطابين سابقين لأمين عام الحزب حسن نصرالله هاجم فيها بشدة القاضي بيطار وزعم أن إجراءاته مسيسة وغير قانونية".
ويتعرض المحقق العدلي في قضية تفجير مرفأ بيروت لهجمة من حزب الله وحلفائه تترافق مع اتهامات بالتسييس ومحاولات للعرقلة، من أبرزها رفض البرلمان رفع الحصانات عن النواب والقادة الأمنيين الذين كانوا في موقع مسؤولية أو علموا بوجود المتفجرات في المرفأ قبل التفجير.
ورحب الاتحاد الأوروبي، اليوم، بنيل الحكومة اللبنانية الثقة، وشجعها على تنفيذ إصلاحات "عاجلة وجوهرية" في البلاد.
وقال مسؤول السياسة الخارجيّة في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن "الاتحاد الأوروبي يرحب بنيل الحكومة الجديدة برئاسة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي ثقة البرلمان اللبناني بأغلبية كبيرة". وأضاف أن "البرنامج الذي أعلنت عنه الحكومة الجديدة ينص على إجراءات مهمة للتعامل مع الأزمات المتعددة الأوجه التي يواجهها لبنان ولا سيما استئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وتطبيق الإصلاحات الهيكلية خصوصا في قطاع الكهرباء وإجراء انتخابات 2022 كما كان مقررا".
ورأى أن "الوقت حان لسلوك طريق الانتعاش من خلال التنفيذ الموثوق للإصلاحات العاجلة والأساسية لتلبية حاجات الشعب اللبناني ومطالبه".
ولبنان الغارق في أزمة اقتصادية غير مسبوقة وصفها البنك الدولي بأنها واحدة من أسوأ الأزمات في العالم منذ 1850، شكل حكومة جديدة في 10 سبتمبر (أيلول) بعد 13 شهرًا من فراغ ساهم في تفاقمها.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
الرئاسة اللبنانية تنفض يدها من كلام وزير الخارجية عن دول الخليج