روما ـ ريتا مهنا
صعَّدت السلطات الإيطالية حربها ضد السفن التي أنقذت المهاجرين الغارقين في البحر الأبيض المتوسط، بطلب احتجاز واحدة منها بزعم وجود "نفايات غير قانونية" على متنها.
وذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، أن "الحكومة الإيطالية، ووزير الداخلية اليميني المتطرف ماتيو سالفيني ، شنا حملة ضد سفن إنقاذ المهاجرين، من بينها سفينة "أكواريوس" التي تديرها منظمة "أطباء بلا حدود" الخيرية ، وأغلقت الموانئ أمام قوارب الإنقاذ.
وقال مكتب المدعي العام في "كاتانيا" بجزيرة صقلية الإيطالية، يوم الثلاثاء الماضي، إن أفراد طاقم السفينة "أكواريوس" ألقوا بشكل غير قانوني "نفايات طبية"، يحتمل أن تكون خطيرة وسط قمامة عادية بين يناير/ كانون الثاني 2017 ومايو/ أيار 2018.
وادّعى أن السفينة يمكن أن تسبب الأمراض المعدية مثل "فيروس نقص المناعة" عند البشر ، و"التهاب السحايا" و"السل" في البلاد، في إشارة الى الملابس والمواد الغذائية وغيرها من الإمدادات التي يستعملها المهاجرون والتي يمكن أن تكون ملوثة بأمراض يحملها المهاجرون الذين صعدوا على متن السفينة.
وذكر ممثلو الادعاء أنه يجري التحقيق مع نحو 24 شخصا منهم اثنان من موظفي الشحن الإيطاليين على خلفية القضية. وتأتي هذه الأوامر على الرغم من رفض السلطات الصحية الدولية فكرة أن أيًا من تلك الأمراض يمكن أن تنتقل عن طريق الملابس.
وتقول مراكز "لسيطرة على الأمراض" في الولايات المتحدة إن "الاتصال الوثيق" مثل التقبيل ينشر بكتيريا التهاب السحايا ، بينما ينتقل مرض السل عن طريق الهواء ، وليس عن طريق التلامس السطحي كما أن فكرة انتقال فيروس نقص المناعة البشرية من خلال الملابس هي أيضا "خرافة".
وأبلغت ديبورا غولد ، الرئيسة التنفيذية لصندوق "المعونة الوطنية" ، صحيفة "الإندبندنت": "أن الملابس بشكل قاطع لا تمثل خطر انتقال فيروس نقص المناعة البشرية ، ولم تكن أبداً كذلك".
وقد تعرَّض المهاجرون والأشخاص الذين يلتمسون اللجوء للاعتداء تاريخياً باستخدام أساطير حول فيروس نقص المناعة البشرية وأمراض المعدية ، وتقود الحكومة الإيطالية حملة ضد سفن الإنقاذ في البحر المتوسط، منذ توليها السلطة في يونيو/حزيران وتمنعها من دخول الموانئ المحلية بعد وصول نحو 650 ألف شخص من شمال أفريقيا منذ عام 2014.