موسكو ـ حسن عمارة
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، أن سيطرة حركة "طالبان" على أفغانستان بأكملها تقريبا أمر واقع يجب مراعاته، مشددا على ضرورة تفادي تفكك الدولة الأفغانية، فيما كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن الشروط التي ستعترف موسكو بموجبها بحركة "طالبان" كسلطة شرعية في أفغانستان. وقال لافروف للصحفيين، في أعقاب محادثات جرت في موسكو اليوم الجمعة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ردا على سؤال بهذا الشأن: "ثمة حقائق على الأرض يعترف بها الجميع. إنه أمر واقع، وكل الأمور الأخرى تتوقف على إذا ما كانت "طالبان" ستتصرف وفقا لتصريحاتها وتعهداتها ووعودها". وأشار لافروف، أن بلاده ستنطلق فيما يخص ملف استقبال اللاجئين الأفغان من التزاماتها في إطار القانون الإنساني الدولي. وقال لافروف، في تصريح صحفي أدلى به اليوم الجمعة ردا على سؤال حول ما إذا كانت روسيا تنوي استقبال اللاجئين من أفغانستان: "ننطلق حصرا من التزاماتنا الدولية في إطار القانون الإنساني الدولي".
كما اعتبرت وزارة الدفاع الروسية أن التطورات الأخيرة في أفغانستان، حيث وصلت حركة "طالبان" المتشددة إلى السلطة، لم تؤثر على "خطوط أمن روسيا". وقال نائب وزير الدفاع الروسي، قائد الإدارة العسكرية السياسية العامة للقوات المسلحة الروسية، أندريه كارتابولوف، في حديث لإذاعة "هنا موسكو"، اليوم الجمعة: "لم يتم كسر خطوط الأمن. ولا شيء يجب الخوف منه، رغم أن الأوضاع الحالية تتطلب متابعة دقيقة، الأمر الذي يقوم به هؤلاء الذين يجب عليهم فعل ذلك من حيث واجبهم في الخدمة". وشدد كارتابولوف على أن روسيا تراقب من كثب أعمال حركة "طالبان"، مشيرا إلى أن بلاده مستعدة لإشراك كل القوات والوسائل المناسبة في حال تطلبت الضرورة ذلك. وقال في هذا السياق: "طالبان أعلنت أنها لا تنوي التقدم في الاتجاه الشمالي. لكنهم لا ينوون فعل ذلك اليوم، ولا نعرف ماذا سيحدث لاحقا. لهذا السبب نحن نراقب الأوضاع، وهي مفهومة، وسيتم إشراك القوات والوسائل التي يجب إشراكها".
وبعد إعلان الولايات المتحدة، يوم 30 أبريل، بدء عملية انسحاب القوات الأمريكية من أراضي أفغانستان وفقا لخطة الرئيس، جو بايدن، كثفت حركة "طالبان" المتشددة حملة عسكرية واسعة على مواقع قوات الحكومة السابقة في جبهات متعددة بالبلاد. وخلال الأسابيع الأخيرة تمكنت الحركة من بسط سيطرتها على كل المنافذ الحدودية وفي 15 أغسطس دخل مسلحو "طالبان" إلى العاصمة كابل حيث سيطروا على القصر الرئاسي، بينما غادر الرئيس، أشرف غني، البلاد ووصل إلى الإمارات، قائلا إنه قام بذلك لـ"منع وقوع مذبحة". وليل 16 أغسطس أعلنت "طالبان" انتهاء الحرب في أفغانستان، مشيرة إلى أنه سيتم إقامة نظام حكم جديد خلال الأيام القريبة. ودفعت هذه التطورات عشرات آلاف الأفغان إلى الفرار من البلاد وسط مخاوف متزايدة في أوروبا من مواجهتها تدفقا جديدا من اللاجئين.
وأشاد السفير الروسي لدى أفغانستان دميتري جيرنوف، اليوم الجمعة، بأداء حركة "طالبان" منذ توليها السلطة، قائلا إنه ليس هناك أي بديل لها وإن أي مقاومة لها محكوم عليها بالفشل.
وقال متحدثا لوكالة "رويترز" من كابول عبر تطبيق "زووم"، إن الموقف الأمني في العاصمة أفضل كثيرا مما كان عليه قبل استيلاء "طالبان" على السلطة، وتحدث بتفاؤل عن المستقبل قائلا إن "المزاج العام في كابل يمكن وصفه بأنه أمل حذر". وأضاف: "كان هناك نظام سيء وقد اختفى والناس يشعرون بالأمل. يقولون لا يمكن أن يكون الوضع أسوأ مما كان وبالتالي عليه أن يكون أفضل. لكن ذلك اختبار آخر على طالبان النجاح فيه. بعد أن تعيد النظام، عليها أن تبدأ في تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية".
وأوضح جيرنوف أن الحقائق تغيرت على الأرض وأن "طالبان" قطعت عددا من الوعود المشجعة، كما شكك في فكرة أن كل الأفغان يريدون الفرار من البلاد بسبب الحركة. وقال عن الخروج الجماعي الفوضوي: "الكثيرون يعتبرون الموقف الراهن فرصة محتملة لبدء حياة جديدة (في الغرب)، وربما ذلك ليس مرتبطا بطالبان". تجدر الإشارة إلى أن "طالبان" محظورة ومدرجة على قائمة التنظيمات الإرهابية في روسيا.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
بوتين ورئيسي يبديان في أول اتصال بينهما استعدادهما للمساعدة بإحلال السلام في أفغانستان
وفاة 5 رجال إطفاء روس في تركيا وبوتين يعزي عائلات أفراد طاقم الطائرة "بي-200"