غزة ـ محمد حبيب
لا تزال ردود الأفعال والتصريحات الغاضبة تتوالى من قبل قيادات حركة "حماس" في غزة، ردًا على اتهامات وسائل الإعلام المصرية لقيادات من كتائب "القسام" الجناح العسكري للحركة، بالتورط في مجزرة قتل الجنود المصريين في مدينة رفح المصرية قبل حوالي 10 أشهر.وقال المتحدث باسم "حماس" سامي أبو زهري، في تصريح متلفز نشره مواقع فلسطينية، إن "رئيس تحرير (الأهرام العربي) أشرف بدر، نصب نفسه ناطقًا رسميًا أمنيًا وعسكريًا، وأن هذا ليس من حقه ولكن من حق جهات التحقيق، وإلى الآن لم تكن هناك أي جهة مصرية تحدثت عن القضية ولا أريد لـ(الأهرام) أن يطلعني على مصدر معلوماته، ولكنه لابد أن يقدم دلائل وليس تخمينات، وأقسم بالله العظيم لم يتورط أي شخص في (حماس) في أي عمل ضد الجنود المصريين، وأخي يوسف قُتل في سجون مبارك، ولم تفعل الحركة أي شئ، فكيف لنا أن نقوم بأي فعل في ظل هذه الثورة المجيدة"، مشيرًا إلى أن "هناك الكثير من الشائعات، وآخرها كان ماكينة الرقم القومي التي سرقت من العريش لصالح (حماس)، وتبين بعدها أنه لا توجد من الأساس ماكينة رقم قومي في المدينة، ولكن يتم إصدار البطاقات من الإسماعيلية حسب تصريحات مدير أمن شمال سيناء".وأكد أبو زهري "نحن نحترم الجنود المصريين ونقدرهم سواء في عصر مبارك أو في عهد الثورة، وأن جثامين القتلة موجودة لدى جهات التحقيق وباستطاعتها التحقيق والإعلان عن الأسماء في أي وقت، وأي مسؤول مصري يمكنه توجيه الاتهام إلى أي فرد، ولكن لا يوجد اتهام إلى أي فرد من عناصر (حماس)" .ورأى رئيس تحرير مجلة "الأهرام العربي"، أشرف بدر، أن حركة (حماس) ضالعة في مذبحة رفح، وأن هناك جهات مصرية بعينها لديها فكرة شاملة عن القضية، وأن وزير الدفاع المصري الفريق أول عبدالفتاح السيسي، قال إن دماء المصريين لن تضيع هدرًا والجيش لن يسكت على حق جنوده، بما يعد إشارة لما نشرته المجلة". وأوضح بدر أنه "على استعداد لأي مساءلة قانونية تتعلق بما نشر في المجلة، وسنرفع الأمر إلى محكمة العدل الدولية بما لدينا من وثائق ومستندات، لأخذ القصاص في حال لم يتم التحقيق الشامل واتخاذ الإجراءات اللازمة". ونفى نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" موسى أبو مرزوق، الخميس، تورط أي من عناصر الحركة في حادث مقتل الجنود المصريين في مدينة رفح على الحدود مع غزة في أب/أغسطس من العام الماضي، قائلاً "إن المخابرات المصرية تعلم ذلك". وعقّب أبو مرزوق في مقابلة مع "سكاي نيوز" عربية، على تقرير نشرته مجلة "الأهرام العربي" المصرية، زعمت فيه وجود أدلة لديها على "تورط قياديين في حماس، في الهجوم الذي راح ضحيته 16 ضابطًا وجنديًا من الجيش المصري"، قائلاً إن "هؤلاء الذين نشرت أسماءهم هم قادة لكتائب "القسام"، وهم مطلوبون للاحتلال منذ أكثر من 15 عامًا، وبالتالي إذا كان هناك خبر إسرائيلي يتردد بهذا الشكل بعد 10 أشهر على الحادث، فهو أمر مؤسف للغاية، حيث ذكرت المجلة 3 أسماء من "حماس"، اتهمتهم بالتورط في الهجوم، وهم أيمن نوفل القيادي في (كتائب القسام)، ومحمد صلاح أبو شمالة، وهو أحد قياديي (حماس)، إضافة إلى رائد العطار مهندس اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط". وقال القيادي في حركة "حماس"، إنه "لا يمكن على الإطلاق أن يسيء هؤلاء لأمن مصر أو محاولة التفكير في إراقة دم جندي مصري، لأنه في مكانته مثل الفلسطيني بل أكثر"، فيما تساءل "كتائب القسام لم تستهدف إسرائيليًا واحدًا خارج حدود فلسطين، فكيف لعناصرها أن يستهدفوا أشقاءهم وأحبابهم في مصر"، مضيفًا أنه "اتصل بمسؤولي المخابرات المصرية عقب نشر الأنباء المفبركة، وإن جهاز المخابرات يعرف حقائق هذه القضايا والأمور، ويعالج هذا الأمر، لكنه لا يستطيع التحدث أمام وسائل الإعلام، وأن العلاقة بين (حماس) والأمن المصري ممتازة، والحركة على مسافة واحدة من كل المصريين بكل الاتجاهات، لأن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال قضيتهم جميعًا"، مطالبًا بأن تكون "حماس والفصائل الفلسطينية كلها، "بعيدة عن هذه المزايدات والاتهامات". كما نفى عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" عزت الرشق، في بيان وصل "العرب اليوم" مساء الخميس، الاتهامات التي نشرتها بعض وسائل الإعلام المصرية، مؤكداً أنها "فبركات وأكاذيب تسرب إلى وسائل الإعلام المصرية، وأن جهات مغرضة تقف وراء هذه الأكاذيب، وتهدف إلى خلق البلبة والتشويش على حركة (حماس)، وأن أية جهة رسمية في مصر لم تتعاطى مع تلك الاتهامات والتقارير والإشاعات المرتبكة والمتناقضة، ومصر بمؤسساتها التي نقدرها تعلم حقيقة تلك الأكاذيب و وأن الفلسطينيين يعتبرون أمن مصر واستقرارها مصلحة للشعب الفلسطيني والأمة العربية، و(حماس) لا تقبل المساس بأمن مصر"، داعيًا وسائل الإعلام المصرية إلى "الحذر من التعاطي مع تلك الأكاذيب والوثائق المفبركة".