الرئيس أوباما اثناء لقائه مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني

يختتم الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم جولته الشرق أوسطية ، التى شملت إسرائيل والرئاسة الفلسطينية في رام الله والعاصمة الاردنية عمان بزيارة قلعة البتراء التاريخية في منطقة وادي موسى في جنوب الأردن.وبدأت الاستعدادات في مدينة البتراء منذ صبيحة اليوم الباكر لاستقبال ألرئيس أوباما والوفد المرافق إذ تم  إغلاق ألبتراء جزئيا أمام السياح من الساعة التاسعة صباحا ولغاية الواحدة ظهرا.وتعتبر البتراء من أهم المواقع الأثرية في الاردن  وفي العالم حيث فازت مؤخرا بالمركز الثاني في المسابقة العالمية لعجائب الدنيا السبع.وهي عبارة عن مدينة كاملة منحوته في الصخر الوردي اللون "ومن هنا جاء اسم بتراء وتعني باللغه اليونانية الصخر وباللغة النبطية رقيمو" كما تعرف البتراء التي بناها الانباط في العام 400 قبل الميلاد أيضا باسم المدينة الوردية نسبة إلى لون الصخور ، وهي مدينة أشبة ماتكون بالقلعة.
 وكان الرئيس اوباما قد وصل إلى عمان مساء الجمعة اجرى خلالها مباحثات مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني وتتَناولت محادثات الزعيمين ضمن إمور أخرى العلاقات الثنائية وجهود إستئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية وتطورات الأوضاع في المنطقة والوضع في سورية والملف النووي الإيراني إضافة إلى الملفات الأقليمية الراهنة
وأكد الزعيمان العاهل الأردني والرئيس الأميركي خلال جلسة محادثات ثنائية وموسعة حضرها الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، و كبار المسؤولين في الجانبين، الحرص على تطوير علاقات التعاون والشراكة الإستراتيجية بين البلدين ، مشيرين إلى فرص الارتقاء بها في مختلف المجالات بما يحقق مصالحهما المشتركة.
كما بَحث الملك عبدالله مع الرئيس أوباما جهود تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم إستنادا إلى حل الدولتين الذي يُشكل السبيل الوحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتداعيات الأزمة السورية، والأعباء الكبيرة التي يتحملها الأردن جراء استضافته أعدادا متزايدة من اللاجئين السوريين.
وفي مؤتمر صحفي للملك والرئيس أوباما بعد المحادثات، أعرب الملك عن ترحيبه والشعب الأردني بالرئيس الأميركي والوفد المرافق، وقال  "إنني أتذكر زيارتك قبل عدة أعوام عندما كنت عضوا في مجلس الشيوخ والان أنا سعيد بالترحيب بك مجددا بالأردن كرئيس للولايات المتحدة الأميركية".
كما أعرب الملك عن إرتياحه للمحادثات المثمرة جدا، "التي عقدناها وسيكون لها أثر كبير لتطوير علاقات الشراكة التاريخية والاستراتيجية بيننا".
وعبر عن تقديره وامتنانه للرئيس الأميركي والإدارة الأميركية ومجلس الشيوخ الأميركي والشعب الأميركي على الدعم المستمر للأردن خلال السنوات الماضية، "والتي ساعدتنا للوصول إلى ما وصلنا اليه الآن، ونأمل أن نستمر في العمل للتعزيز أهدافنا المشتركة، وفي التنمية، والأمن والسلام الإقليمي".
وأوضح الملك إنه تم خلال المحادثات مناقشة الوضع في سورية، "وقد اعربنا عن قلقنا العميق للخسارة في الأرواح ودموية الصراع هناك، كما أننا قلقون من مخاطر الصراع الطائفي، والذي اذا استمر سيقود إلى شرذمة سورية وتداعيات ذلك خطيرة على المنطقة لأجيال قادمة، ولذلك فإن من المهم أن يكون هناك انتقال سياسي شامل ينهي الصراع،  ويوقف التهديدات الناتجة عنه".
وأضاف الملك "أن هناك حاجة ملحة أن يقوم المجتمع الدولي بالمساعدة في تقديم الخدمات الإنسانية، والتعامل مع التحديات التي تواجهنا كدول مجاورة لسورية، ولا يجب أن يختصر الأمر على النظر في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري داخل سوريا، ولكن أيضا لمساعدة أولئك الذين فروا بسبب الصراع".
وفي هذ الصدد أشار الملك إلى إن الأردن يَستضيف أكبر عدد  من اللاجئين السوريين الذي تجاوز عددهم 460 الف سوري، وهذا يمثل 10 بالمئة من عدد سكان الأردن، واذا استمر الحال عما هو عليه فإن هذا الرقم سيتضاعف في نهاية العام.
وبين الملك عبدالله  أن ذلك يعادل دخول 30 مليون لاجئ إلى الولايات المتحدة مع إمكانية أن يرتفع إلى 60 مليون في نهاية العام، "وعلينا أن نتذكر أن مخيم الزعتري شمالي الأردن يشكل اليوم ما يمكن وصفه بأنه خامس أكبر تجمع سكاني في الأردن".
وأوضح "أن هذا الأمر أضاف أعباء اقتصادية ومالية بسبب أعداد اللاجئين المتزايدة، وشكل ضغطا على الإقتصاد، الذي يعاني أساسا من ضغوطات هائلة في منطقة مضطربة ونحن ممتنون للدعم والمساعدات الأميركية لنا في تحمل هذه المسؤولية الكبيرة، ونحن مستمرون في الطلب من المجتمع الدولي لتقديم مساعدات أكبر لمواجهة هذه المأساة الإنسانية".
وأضاف الملك "إنه تم خلال المباحثات مع الرئيس أوباما الحديث حول عملية السلام، "ونحن مرتاحون للرؤية والعمق الذي أبداه الرئيس خلال زيارته الحالية ولقاءاته مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".
وأكد إلتزام الأردن بالسلام وقال الملك "لقد أعدت التأكيد على إلتزام الأردن بعملية السلام والأهمية القصوى لقيادة الولايات المتحدة لجهود استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية على أساس حل الدولتين، حيث لا يوجد بديل لهذا الأمر ويبقى حل الدولتين الحل الوحيد الممكن للمضي قدما".لكن "اذا ما نظرنا إلى إزدياد حدة الراديكالية والتطرف في سورية مع الجمود في عملية السلام، فإن هناك خطرًا كبيرًا يتهدد منطقتنا غير المستقرة أساسا ومع ذلك أنني على قناعة بوجود فرصة لتحقيق دفعة قوية لاستئناف المفاوضات حول قضايا الوضع النهائي، لكن هذه الفرصة أخذت بالانغلاق خصوصا بسبب ازدياد نشاطات الاستيطان الإسرائيلي".
وبشأن عملية الإصلاح في الأردن قال الملك "لقد كان هناك فرصة خلال المباحثات بقيام رئيس الوزراء المكلف الدكتور عبدالله النسور بتقديم عرض حول نموذج الإصلاح الأردني النابع من الداخل، وخارطة الطريق لتحقيق لذلك.. وإننا على قناعة بأن لدينا نموذجا إصلاحيا وصولا إلى تطبيق نهج الحكومات البرلمانية مع وجود مقومات، ومعالم أساسية مبنية على وجود مؤسسات ديمقراطية قوية، وبرلمان قوي، ومحكمة دستورية جديدة، كما أن لدينا هيئة مستقلة للانتخاب".
وأضاف "نحن ننظر للأردن كنموذج للتطور والتحديث التدريجي المبني على أعلى درجات الإجماع والسلمية بما يضمن حماية التعددية، والانفتاح، والتسامح، والاعتدال، والوحدة، وهذا الأمر سيضمن حماية الحريات المدنية والحقوق السياسية للجميع، وبالتالي تشجيع المشاركة في صنع القرار".
وقال إننا نتطلع لقيام رئيس الوزراء المكلف بتشكيل حكومته البرلمانية، ومن المؤمل أن يتم ذلك خلال الأسبوعين القادمين، بناء على مشاوراته مع البرلمان، والتي هي امتداد لذات عملية التشاور التي قادت إلى تكليفه كنتيجة لحصوله على الرقم الأعلى من ترشيحات النواب".  فيما عبر الملك عن فخره بما تحقق من إنجاز، ألا أنه قال إن هناك الكثير من العمل الذي ينتظرنا، وهذا هو النموذج الأردني الذي يشكل النهج الثالث في الشرق الأوسط.
وقال الملك "إننا في الأردن ننظر الآن إلى الصيف العربي، والذي يعني أن نمضي قدما في العمل وتحقيق الإصلاح، وسيكون هناك الكثير من الصعوبات، لكن لدي القناعة الراسخة بأننا سنمضي إلى مستقبل أفضل".
من جانبه عبر الرئيس أوباما خلال المؤتمر الصحفي، عن شكره للملك عبدالله على حفاوة الاستقبال، وقال "إنه من دواعي سعادتي أن أكون مرة أخرى في الأردن، وأنا ممتن لصديقي العزيز على هذا الأمر، كما أشكره على كلماته الجميلة تجاهنا، والشكر للشعب الأردني على كرم الضيافة، والتي أتذكرها منذ أن زرت الأردن أول مرة عندما كنت عضوا في مجلس الشيوخ".
وقال الرئيس أوباما إن سبب وجودي هنا أن الأردن هو حليف نقدره بشكل كبير في الولايات المتحدة وأنه صديق تربطنا به علاقات مميزة، وتمتد هذه العلاقات منذ السنوات الأولى لعهد الملك عبدالله الأول الذي دفع حياته ثمنا لاحراز السلام.
وأضاف "أن شراكتنا اليوم في قطاعات التنمية، والتعليم، والصحة، والعلوم والتكنولوجيا، قد تطورت بشكل كبير لما فيه مصلحة شعبينا، كما أن تعاوننا في المجالات الأمنية يساعد على أن ينعم الشعبان بالأمن بعيدا عن الإرهاب".
وقال الرئيس أوباما "إنني ممتن للملك الذي هو كوالده يعمل دائما من أجل السلام قولا وعملا، كما أنه عمل بقوة لتطوير العلاقات بين بلدينا، وهذا هو السبب لكونه أول رئيس عربي أرحب به في واشنطن عندما أصبحت رئيسا.. كما إنني أقدر عاليا العمل الذي قمنا به معا للتعامل مع الكثير من التحديات، لذا جئت إلى الأردن للبناء على قاعدة قوية بالأساس، ولتعميق علاقات التعاون الاستثنائية بين البلدين".
وأوضح "أن لقاءنا اليوم شكل فرصة للاستماع حول الإصلاحات السياسية التي جرت في الأردن، وأود أن أعرب عن تقديري للشعب الأردني، وأبارك له بالانتخابات البرلمانية، التي جرت هذا العام، والتي تشكل خطوة إيجابية نحو عملية سياسية جامعة، وذات مصداقية وشفافة، وأنا اقدر ما قاله جلالته حول الحكومات البرلمانية، والتي تستجيب لتطلعات الشعب الأردني، وأرحب بالتزامه بأن يكون هناك دور أكبر للمواطنين في بناء المستقبل وصنع القرار".
وتابع الرئيس أوباما "أنه وفي الوقت الذي تمر به المنطقة بالكثير من التغيرات، فإن الملك عمل على توفير فرصة رائعة للأردن لإظهار نموذجه للإصلاح، المستند إلى تطوير الحياة الحزبية، وتعزيز مبادئ الحاكمية الرشيدة، والشفافية".
ووصف الرئيس أوباما الملك بأنه يقود وبقوة جهود الإصلاح، "وأنا أؤكد لكم بأن الولايات المتحدة ستستمر بالعمل معكم، ومع رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور لدعم جهودكم في بناء العملية الإصلاحية".
وقال "إننا ناقشنا أهمية أن يكون هناك تقدم في المجال الاقتصادي، إلى جانب المجال السياسي، فالحكومة الأردنية تعمل بقوة على التعامل مع تحديات الموازنة، وأنا على قناعة بأن الملك عبر بوضوح اليوم عن الضغوطات الاقتصادية الهائلة التي يعيشها الأردن".
وأضاف أنه يدرك أن تحقيق الإصلاحات الإقتصادية أمر صعب، ولكنه أساسي لإدامة النمو وإيجاد الفرص التي تساعد الشعب الأردني على تحقيق أحلامه .. ولذا تعمل الإدارة الأميركية مع الكونغرس لتقديم ضمانات قروض للأردن هذا العام، والعمل معا، بما يسهم تطوير خدمات التعليم، والطرق، والرعاية الصحية، وإيجاد الفرص.
وبخصوص تحقيق السلام في المنطقة عبر الرئيس أوباما، عن قناعته، وكما ذكر في خطابه بالأمس، ان هناك خطوات على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي القيام بها لبناء الثقة، والمضي قدما على طريق المفاوضات، وهذا الأمر سيكون جيدا للجانبين.
وقال في هذا السياق "أنا ممتن للاستعداد الكبير الذي أبداه الملك لدعم جهود السلام، وكما هو الحال في الماضي والحاضر، فإن دور الملك والأردن أساسي لتحقيق التقدم والوصول إلى سلام عادل دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
وقال الرئيس الأميركي، إنه تم خلال مباحثاته مع الملك مناقشة الوضع في سورية، "وأود هنا أن أشيد بقيادة الملك وبالشعب الأردني على تعاطفهم مع ما يعانيه جيرانهم السوريون في هذه الظروف الصعبة".
وأضاف "لقد كان الملك أول زعيم عربي يدعو الرئيس بشار الأسد علنا للتنحي بسبب العنف الفظيع الذي يمارس ضد الشعب السوري، كما يلعب الأردن دورا قياديا لتحقيق تحول سياسي شامل في سورية".
وأوضح "نحن ندرك القلق الأردني من أن يمتد العنف في سورية إلى خارجها، لذلك فأنا أود أن أستثمر هذه الفرصة لأقول وبكل وضوح بأن الولايات المتحدة ملتزمة بأمن الأردن".
وعبر الرئيس أوباما عن تقديره لكرم ضيافة الشعب الأردني تجاه اللاجئين السوريين، إلا أنه قال "إن هذا يشكل عبئا كبيرا، وعلى المجتمع الدولي أن يزيد مساعداته لتمكين الأردن من تحمل هذا العبء".
وأكد أن الولايات المتحدة ستقوم بدورها في هذا الجانب باعتبارها أكبر المانحين للمساعدات الإنسانية للشعب السوري.
واعلن الرئيس الأميركي أن إدارته وبالتعاون مع الكونغرس ستقدم للأردن دعما إضافيا للموازنة العامة للدولة يقدر بـ 200 مليون دولار هذا العام، وذلك لمساعدته للتعامل مع أزمة اللاجئين السوريين، كما أن ذلك سيمكن الأردن من تقديم خدمات افضل للأطفال، واللاجئين السوريين.
وعبر الرئيس أوباما، عن تقديره الكبير لمستوى الشراكة المتميزة التي وصل إليها الأردن والولايات المتحدة، وقال "أود أن أشكرك يا جلالة الملك شخصيا، والشعب الأردني على صداقتكم، وحسن ضيافتكم، وكما قمت في المرة الماضية بزيارة جبل القلعة، فأني أتطلع إلى زيارة مدينة البترا الوردية الأثرية ".
وكانت اللجان الشبابية للأحزاب القومية واليسارية ألأردنية قد نظمت إعتصاما أمام السفارة الأمريكية في عمان بمشاركة عدد من نشطاء حراك الطفيلة إحتجاجا على زيارة الرئيس الامريكي باراك اوباما للأردن ، واصفين أوباما بـ"قاتل أطفال فلسطين والعراق".
 كما نظم ذوو المعتقلين الأردنيين في اميركا محمد سلامة وحسام الصمادي إعتصاما أمام مبنى السفارة الأميركية للمطالبة بالافراج عن ولديهما، وسط تواجد أمني كثيف لقوات الامن والدرك.
ورَدَدَ المشاركون في الإعتصام الشبابي هتافات باللغتين العربية والانكليزية تندد بالموقف الأميركي الداعم للكيان الصهيوني، اضافة الى التنديد "بالجرائم الأميركية في العراق وفلسطين" ، مطالبين بإغلاق السفارة الأميركية.
 ومن تلك الهتافات: "لا سفارة أميركية على أرض اردنية "، و"لا اهلا ولا سهلا بأوباما"، "بالروح بالدم نفديك يا أردن"، "من بغداد طلع القرار أمريكا أصل الدمار"،كما رفعوا لافتات كتب على بعضها "أميركا رأس الحية"، "لا للتدخل الأميركي السافر في الأردن".