صورة من الأرشيف للمتشددون المسلحون في سيناء

قال شهود عيان أن مجموعة من المسلحين يستقلون شاحنات دفع رباعي نظموا، الأحد، مسيرة مشهرين أسلحتهم الآلية في شوارع مدينتي الشيخ زويد ورفح، في ظهور علني على بعد عشرات الأمتار من حواجز الجيش المصري، الأمر الذي نفته الأجهزة الأمنية.وقال شهود عيان من مدينة الشيخ زويد أن العشرات من المسلحين، الذين يرجح انتمائهم لأحد التيارات الدينية المتشددة في محافظة شمال سيناء، قاموا، الأحد، بعد صلاة المغرب، باستقلال سيارات رباعية الدفع، رافعين أسلحتهم الآلية في الهواء، ومرتدين أقنعة سوداء، فيما يشبه العرض العسكري. وأضاف شهود العيان أن مسيرة المسلحين جاءت ابتهاجًا لعودة أحد المنتمين للتيار الديني من رحلة علاج في القاهرة، وهناك رواية أخرى تؤكد أن أسباب الاستعراض العسكري هي من أجل توصيل رسالة للأجهزة الأمنية، مفادها أنهم مازالوا متواجدين ومنظمين ويمتلكون من العدة والعتاد ما يُمكنهم من السيطرة على المنطقة بأكملها.وأفاد شهود عيان في مركز رفح أن المسلحين عبروا، بسياراتهم الرباعية الدفع، من أمام كمين الماسورة في رفح دون أي اعتراض من جانب قوات الجيش في المنطقة.من جانبها، أعلنت قوات الشرطة والجيش حالة الاستنفار في مداخل ومخارج المدينتين، وقامت بتشديد الإجراءات الأمنية، ورفع حالة الطوارىء على الأكمنة، والدفع ببعض التعزيزات الأمنية إلى الحواجز المتمركزة على الطريق الدولي، كما قامت بتفتيش السيارات المارة على الطريق الدولي ودفعت بستة مجنزرات ومدرعات إلى الطريق أمام بوابة مدخل الشيخ زويد، فيما انتشر القناصة أعلى قسم شرطة الشيخ زويد، ووضعت مدرعات أمام القسم في حالة تأهب، كما انتشر القناصة معتلين مئذنة مسجد الماسورة في رفح.من جانبها، نفت المصادر الأمنية بأن يكون ما حدث عرضًا عسكريًا، مؤكدة على أنه احتفال قامت به عائلة البراهمة في رفح، فرحًا لعودة أحد أبنائها، ويدعى عبد الرحمن الدن والملقب بأبو الحارث، الذي كان يعالج في إحدى مستشفيات القاهرة، جراء إصابته على يد أحد أقاربه، في مشاجرة وقعت، الأسبوع الماضي، في محطة وقود الجبور.وعلى صعيد الوضع الأمني، قال شهود عيان في رفح أن قوات الجيش قللت من حدة الإجراءات الأمنية التي كانت متبعة خلال الأسبوع الماضي، في مناطق الأنفاق في أحياء صلاح الدين، والصرصورية، والجندي المجهول، والبراهمة، إضافة إلى منطقة الحلوات. وأضاف شهود العيان أن "الجنود انسحبوا من المواقع التي كانوا يتمركزون فيها عند فتحات الأنفاق في منطقة الحلوات، لعدم تشغيلها، باستثناء عدد من الدوريات المتحركة من الجيش، تجوب شوارع الحي، ومنطقة صلاح الدين، والجندي المجهول، ودوريات سيارة تجوب الشارع العام في رفح، وتقوم بإيقاف الدراجات النارية التي لا تحمل لوحات معدنية، مؤكدين أن الدوريات لا تتعرض لأحد من المواطنين العاملين في الأنفاق، أو حتى الشاحنات المحملة بمواد البناء، والتي تسير بجانبهم في الطريق في طريقها للأنفاق أو الشونات (مكان لتجميع الحصمة).فيما أكد عدد من العاملين في الأنفاق أنهم لا يعملون ليلاً، "بناءًا على تعليمات أمنية" على حد زعمهم، موضحين أن التشديد الأمني يتمثل في مكافحة تهريب الوقود في مناطق البراهمة، والسلام، والزهور، حيث تقوم الحملات بمداهمة المضخات الموجودة في هذه المناطق، وأيضًا مطاردة الشاحنات المحملة بالوقود، والمتجهة إلى المضخات.وروى أحد العاملين في الأنفاق أن "التهريب مستمر على قدم وساق، ويتم التضييق على أصحاب الأنفاق الذين لا يدفعون فقط، وكذلك الذين يتعرضون للأمن، وظهر ذلك في حي الحلوات، عندما تعرضت الحملة بالقذف بالطوب، وفي حى البراهمة لسب الضباط أثناء تنفيذهم حملة في الحي، فما كان منهم إلا وأن شددوا الإجراءات الأمنية، وتوقفت الأنفاق، حتى قام الأهالي بتقديم من بدرت منه الإساءة للجهات الأمنية، ليواصلوا عملهم".