صورة أرشيفية لجانب من تظاهرة في الأردن

هددت الحركات الشعبية الأردنية، بعد اجتماعها مساء الجمعة، بالتصعيد ضد الأمن العام، نتيجة لاعتدائه على مسيرة في مدينة إربد، ظهر الجمعة، كما دان حزب "جبهة العمل الإسلامي" الاعتداء على المتظاهرين السلميين. دان حزب "جبهة العمل الإسلامي" الاعتداء على فعالية "الرفض 21" في مدينة إربد، والتي شارك فيها الآلاف المتظاهرين للمطالبة بالإصلاح، ومحاربة الفساد، تلبية لدعوة تنسيقية "الحراك الإصلاحي" وأكثر من ثلاثين حراكًا شعبيًا.وأضاف الحزب، في بيان أصدره، مساء الجمعة, وحصل "العرب اليوم" على نسخة منه, "لقد تعرّض المشاركون السلميّون إلى  السحل والضرب المُبرّح واستخدام الأدوات الحادة والغاز المسيل للدموع والمؤثر في الأعصاب، وكان بينهم عدد من الرموز الوطنية، كما لم يسلم من هذا الاعتداء الصحافيون، أمام عدسات الكاميرات", موضحًا أن "هذه المسيرة اعتدي عليها قبل وصولها إلى خط النهاية المقرر، والمتفق عليه سلفًا مع الجهات الرسمية"، مؤكدًا مطالبته بالإصلاح ومحاربة الفساد، وأن "جميع الممارسات القمعية لن تثنينا عن الحق المشروع بالحراك السلمي، المعبّر عن ضمير الشعب الأردني العظيم".كذلك أصدرت الحراكات الشبابية والشعبية بيانًا، مساء الجمعة، دعوا فيه إلى اعتصام، السبت، الساعة السادسة مساءًا، أمام رئاسة الوزراء, دفاعًا عن المعتقلين والمصابين والجرحى، واستنكارًا لضرب العديد من القيادات والرموز الوطنية والشعبية، والإساءة إليهم، مشيرين إلى أن "ما حصل في إربد من ضرب وسحل وتنكيل على أيدي الأجهزة الأمنية، وعصابات البلطجة المختلفة، لن يزيد المسيرة السلمية إلا إصرارًا وتصميمًا على المضي بالمطالبة بتحقيق كل التطلعات الشعبية الإصلاحية"، منددين بطريقة التعامل الأمني المتصاعد ضد مطالب الشعب، معلنين عن سلسلة من الفعاليات النوعية الإصلاحية المقبلة، بما يتناسب مع هذا النهج.وصرح المكتب الإعلامي في مديرية الأمن العام الأردني، في بيان أصدره عصر الجمعة, "إن قوة مناسبة من مرتبات مديرية شرطة إربد، وبإسناد مباشر من المديرية العامة لقوات الشرطة، عملت ظهرًا وبعد صلاة الجمعة، على تفريق مسيرتين اشتبكتا على دوار الشهيد وصفي التل في مدينة إربد، مستخدمين بذلك القوة المناسبة"، موضحًا أن "مسيرة انطلقت من إحدى المساجد في إربد في إتجاه دوار وصفي التل، مطالبة بالإصلاحات السياسية، وقد رافق ذلك إنطلاق مسيرة أخرى قريبة من مكان المسيرة الأولى، ومناوئة لها، ووقفت القوة الأمنية حاجزًا يحول دون اقتراب المشاركين في المسيرتين من بعضهما، لمنع اشتباكهما، إلا أن إصرار الطرفين على تخطي حاجز القوة الأمنية، والاشتباك في ما بينهم، والاعتداء على رجال الأمن العام، أجبر القوة الأمنية على استخدام الغاز المسيل للدموع، والقوة المناسبة لتفريق المسيرتين، و نتج عن هذه الاشتباكات إصابة 11شخصًا بإصابات مختلفة، بينهم 6 رجال أمن، كما تم إلقاء القبض على أحد المشاركين في مسيرة الإصلاح نتيجة قيامه بإلقاء قنبلة غاز بإتجاه قوة الأمن العام والشرطة المشاركة، وسيتم تحويله إلى القضاء".واستنكرت نقابة المعلمين الأردنيين اعتقال عضو الهيئة المركزية في إربد الأستاذ نصر العكور، وكسر ساقه من قبل رجال الشرطة، وذلك خلال مشاركته، ظهر الجمعة، في المسيرة الإصلاحية في المحافظة، حيث حمَّل نائب نقيب المعلمين الأردنيين الدكتور حسام مشة، في بيان أصدرته النقابة، مساء الجمعة, سلامة زميلهم لقوات الشرطة والأجهزة الأمنية، التي اعتدت عليه بالضرب المبرح، ما أدى لكسر ساقه, واعتقاله بعد مشاركته في المسيرة، واستنكر كذلك الاعتداء على المشاركين في المسيرة السلمية, مشيرًا إلى أن التعبير عن الرأي حق لكل مواطن, كفله الدستور الأردني، مؤكدًا أنه تواصل مع وزير الداخلية حسين هزاع المجالي, الذي وعد بالإفراج عن العكور الليلة، بعد تنفيذ الإجراءات الطبية اللازمة.ومن الجدير بالذكر أنه أصيب 11 أردنيًا، صباح الجمعة, بينهم القيادي في حزب "جبهة العمل الإسلامي" الدكتور أحمد الكوفحي، والنائب السابق أحمد العتوم، إثر إطلاق قوات الأمن العام الغاز المسيل للدموع على مسيرات في مدينة إربد شمال العاصمة عمان، تطالب بالإصلاح، تحت شعار "ماضون لاسترداد سلطة الشعب"، والتي إنطلقت من أمام المسجد الهاشمي، في إتجاه دوار الشهيد وصفي التل.ونظم المسيرة حزب جماعة "الإخوان المسلمين" والحراكات الشعبية، وشارك فيها الألاف، الذين حاولوا الوصول إلى دوار وصفي التل في إربد، لإقامة مهرجان خطابي هناك، إلا أن قوات الأمن منعتهم من الوصول إلى الدوار، نظرًا لوجود مجموعة مضادة تطلق على نفسها "الموالاة".كما شارك أهل وأقارب الشرطي إبراهيم الجراح، الذي توفي إثر حادث غرق خلال مرافقة سياح إسرائيليين، في هذه المسيرة, حيث اعتبروا أن هناك شبه جنائية وراء مقتل ابنهم، في حين دعا ائتلاف "شباب الإصلاح والتغيير" في مدينة معان إلى مسيرة سلمية بعنوان "صمتك يكلفك 4", تهدف إلى المطالبة بالإصلاح، والتنديد برفع الأسعار، حيث انتقد المشاركون في المسيرة إدخال شحنة القمح الفاسدة إلى الأردن, معتبرين ذلك استهتارًا بحياة المواطن الأردني.وندد المحتجون المشاركون في مسيرة العاصمة عمان بمشروع "الوطن البديل"، وسياسة رفع الأسعار، حيث جابت حي الطفايلة بعد صلاة ظهر الجمعة، إنطلاقًا من أمام مسجد جعفر الطيار، إلى مكتب البريد في جبل التاج.يُذكر أن الأردن يشهد منذ عامين مطالبات بالإصلاح واجتثاث الفساد في مدنه كافة، بتنظيم من حزب جماعة "الإخوان المسلمين" والحراكات الشبابية.