صنعاء - علي ربيع
نشرت مواقع إلكترونية تابعة لتنظيم" القاعدة" في اليمن، الجمعة، تسجيلاً مصورًا، تضمن اعترافات جندي يمني مع طفله، وإدانتهما بشأن تسهيلهما عملية مقتل قيادي في التنظيم" مع أحد مرافقيه في غارة أميركية من دون طيار كانت استهدفتهما في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أثناء تواجدهما في قرية تبعد كيلومترات شرق العاصمة صنعاء، كما توعد التسجيل أربعة ضباط يمنيين مسؤولين عن "الشرائح" المرشدة للطائرات الأميركية، وقال "إنهم مطلوبون على ذمة القضية". وتبلغ مدة التسجيل 12 دقيقة، ويظهر عليه مكتوبًا أنه من إنتاج "مؤسسة الملاحم" التابعة لتنظيم "القاعدة"، واحتوى بالإضافة إلى اعترافات من وصفه التسجيل بـ"الجاسوس" على مشاهد متنوعة، واستشهاد صوتي لزعيم "التنظيم" السابق ومؤسسه أسامة بن لادن، يفيد "ضعف الولايات المتحدة وهشاشتها" لولا اعتمادها على من وصفهم بـ" المرتدين" (العملاء). واعترف الجندي اليمني الذي قال إن اسمه حفظ الله الكليبي ويعمل في "الحرس الجمهوري" الذي كان يقوده نجل الرئيس اليمني السابق، أنه سهل عملية اغتيال القيادي في تنظيم "القاعدة" عدنان القاضي عن طريق تجنيد طفله البالغ من العمر نحو 8 سنوات، بالتنسيق مع عدد من الضباط اليمنيين، ليضع شريحتين إلكترونيتين في جيب القيادي عدنان القاضي، ما أدى إلى إرشاد الطائرة الأميركية من دون طيار إلى مكانه، وقتله مع مرافق له يدعى أبو رضوان. وتضمن التسجيل اعتراف طفله برق بأن والده والضباط الآخرين سلموه شريحتين ودربوه على كيفية استخدامها، مؤكدًا أنه انتهز قيام عدنان القاضي إلى المرحاض وقام بوضعهما في جيب ردائه (الكوت)، فيما اعترف والده أن الضباط الذين ذكر أسماءهم أعطوه مبلغًا من المال، وأخبروه أن ابنه سيقوم بـ"مهمة وطنية". وأكد مقدم التسجيل الذي لم تظهر صورته أنه ثبت للتنظيم بناءً على هذه الاعترافات "المسؤولية المباشرة" للكليبي عن مقتل عدنان القاضي ومرافقه فضلاً عن "عمالته للأميركان"، كما توعد التسجيل أربعة ضباط هم: المقدم خالد العوبلي والمقدم خالد غليس والمقدم عبد الله الجبري والمساعد جواس، وقال "إنهم مطلوبون على ذمة القضية"، في إشارة إلى مقتل عدنان القاضي في الغارة الأميركية". ولم يذكر التسجيل التفاصيل عن كيفية معرفة التنظيم بمسؤولية الجندي وطفله عن تسهيلهما مهمة استهداف القاضي، التي كانت تمت في تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 بطائرة من دون طيار، أثناء تواجده على متن سيارته مع مرافقه في قرية سنحان، القريبة من العاصمة صنعاء شرقًا. واستعرض التسجيل صورًا وأسماءً لعدد ممن وصفهم بـ"العملاء الجواسيس"، كانت عناصر "القاعدة" ألقت القبض عليهم وقامت بتصفيتهم، كما استعرض مشاهد مصورة للقيادي القاضي ومرافقه بعد مقتلهما، تضمن صورًا لهما وهما يُسجَّيان بالعلم الخاص بتنظيم "القاعدة"، بالإضافة إلى صور من تشييع جنازتهما". ويُتهم عدنان القاضي وهو ضابط في الجيش اليمني وينتمي إلى قبيلة سنحان، مسقط رأس الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، بأنه مسؤول عن مهاجمة السفارة الأميركية في صنعاء في العام 2008، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الجنود اليمنيين حراس السفارة. وأكد ضابط في الأمن السياسي (المخابرات اليمنية) لـ"مصر اليوم" فضل عدم ذكر اسمه، صحة التسجيل المنشور، لكنه لم يُدلِ بتفاصيل عن عملية اعتقال تنظيم "القاعدة" للجندي الكليبي وطفله، وقال "تسجيل الفيديو صحيح، ولست متأكدًا مما إذا كان التنظيم الإرهابي قد قام بتصفية الكليبي حتى الآن، إذ لا دليل على وجود جثته". وأضاف "نشر اعترافات الجندي الكليبي وطفله أسلوب متبع لدى التنظيم، ويهدف لبث الخوف لدى المواطنين كي لا يدلوا بأي معلومات يتوصلون إليها تتعلق بنشاط عناصر "القاعدة"، فضلاً عن إرهاب عناصر الجيش والأمن اليمني والحط من معنوياتهم". وينشط تنظيم "القاعدة" في اليمن تحت مسمى "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" ويخوض حربًا مع السلطات التي تستعين بالطائرات الأميركية من دون طيار لاستهداف قياداته. وتمكن المئات من مقاتليه من الاستيلاء على مدن أبين وشبوة (جنوب اليمن)، وأعلنوا فيها قيام "إمارات إسلامية" استمرت نحو عام ونصف قبل أن يتمكن الجيش اليمني من طردهم مسنودًا بمليشيا قبلية في أيار/ مايو 2012.