بيروت – جورج شاهين
بيروت – جورج شاهين شهدت القرى اللبنانية الشمالية والشرقية الشيعية المواجهة لمنطقة القصير وغرب مجرى نهر العاصي السوريتين، هدوءًا حذرًا واستعادت القرى المحيطة بالقصر وحوش السيد علي والهرمل حركتها الطبيعية وسط معلومات نقلها مقاتلون من حزب الله عادوا إلى القرية بأن الجيش السوري الحر و"حزب الله" سيطروا على القرى المواجهة للأراضي اللبنانية بشكل كامل، وأن عمليات تمشيط تجري في سهول القرى المحيطة بالقرى والمزارع لوجود خنادق وسرادب يتحصن فيها بعض المقاتلون، فيما دعت جماعات جهادية لبنانية إلى تكوين خلايا ردًا على ممارسات "حزب الله" في القصير. ووردت معلومات أخرى بشأن الاستعدادات لهجمات ارتدادية بدأتها وحدات من الجيش السوري الحر أدت في بدايتها إلى استعادة السيطرة على قريتي الموج وابو جوري، مشيرة إلى أن وحدات الجيش السوري الحر اعتقلت بعض مناصري "حزب الله" وآخرين من الجيش السوري وقعوا في كمائن عدة، ونقلوا إلى وسط بلدة القصير التي يتحصن فيها الجيش الحر.وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان قد اطلع ، الاثنين، من وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل على الوضع الأمني في البلاد والخطوات والتدابير للحفاظ على الاستقرار والانتظام العام واتخاذ الإجراءات المناسبة في حق كل من يعتدي على القوى الأمنية كائناً من كان. واطلع الرئيس سليمان من الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير على مسار عدد من القرارات التي كان المجلس اتخذها في اجتماعه الأخير في قصر بعبدا، ولاحظت مصادر مطلعة أن الحملة الإعلامية التي بدأتها وسائل الإعلام التابعة لـ"حزب الله" وقوى "8 آذار" ضد الجيش اللبنانية والأجهزة الرسمية في الهرمل ومحيطها جاءت مبرمجة. وقالت التقارير الأمنية الواردة من شمال لبنان أن القذائف السورية استهدفت ليلًا القرى اللبنانية المواجهة للحدود الشمالية بسبب أعمال العنف والاشتباكات الدائرة في منطقة تل كلخ والقرى المواجهة للأراضي اللبنانية. وفي أولى ردات الفعل على ما جرى خلال اليومين الماضيين في القصير أعلن إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير عن تشكيل "فصائل المقاومة الحرة" انطلاقًا من صيدا، ودعا كل من يستطيع للتوجه إلى سورية لمساعدة المظلومين في القصير وحمص وبخاصة سكان الحدود الشمالية، ودعا الأسير كل من يرى أنه مهدد من حزب الله إلى أن يشكل خلايا من 5 أشخاص لكل سرية ليكون جاهزًا للدفاع عن نفسه. كما أعلن رئيس جمعية التقوى الشيخ سالم الرفاعي من طرابلس بأنه سيرسل الدعم من رجال وسلاح لإخواننا أهل السنّة في القصير، ودعا "شباب السنّة" ليكونوا جاهزين لإرسال أول دفعة للواجب الجهادي في القصير". وجاءت هذه الدعوة في أعقاب الاجتماع الذي عقد في مكتب الشيخ سالم الرافعي في طرابس وضم مجموعة من الأشخاص من المناطق اللبنانية كافة، وتم التوافق خلاله على إعلان التعبئة لنصرة اللبنانيين السنة الذين يتعرضون لاعتداء في القصير وريفها عبر تقديم كل أشكال الدعم للحفاظ عليهم وتثبيت وجودهم وصمودهم بعد تخلي الدولة عن واجباتها ومسؤولياتها في الدفاع عن مواطنيها، بحسب المجتمعين. ووجه المجتمعون رسالة إلى الرؤساء الثلاثة مفادها: " إنكم بصمتكم عن التدخل السافر والمباشر لـ"حزب الله" في الاعتداء على المظلومين اللبنانيين والسوريين في القصير إنما تشرعون أبواب لبنان لفتنة طائفية تهدد السلم الأهلي والعيش المشترك". وتزامنا مع تجدد التوتر على الحدود نفذ عدد من مزارعي الخضار اعتصاما رمزيا عند مستديرة العبدة لمنع دخول الشاحنات السورية المحملة بالخضار، وذلك في إطار تحرك كان بدأه المزارعون منذ ثلاثة أيام في خطوة يعتبرونها ضرورية لحماية الإنتاج الزراعي المحلي غير القادر على منافسة المنتجات الأجنبية، ولا سيما السورية. وشارك في الاعتصام ربيع ضاهر شقيق النائب خالد ضاهر الذي أكد أن هذا التحرك رمزي، داعيًا الجهات المختصة إلى حماية الإنتاج الزراعي المحلي، وإعطاء توجيهاتهم بعدم إدخال الخضار إلى الأسواق اللبنانية، إلى حين الانتهاء من جني المحاصيل الزراعية اللبنانية. يشار إلى أن الحدود اللبنانية السورية مغلقة عند نقطتي العبودية والعريضة من الجانب السوري بسبب عطل في حاسوب الجمارك السورية المركزي أدى إلى تعطل أعمال المراقبة وقياس وزن الشاحنات لاحتساب الرسوم الجمركية.