القاهرة ـ علي رجب
قال شيخ الأزهر فضيلة الدكتور أحمد الطيب، إن الأزهر تكمن قوته في حبّ الناس له والتفافهم حوله، فالأزهر عليه واجب تجاه هؤلاء جميعاً، يحافظ على عقيدة المسلمين، وعلى نسيجهم الوطني، ولعلّ بيت العائلة أرسى مفهوم التلاقي بين المسلمين والمسيحيين، فهي تجربة أكّدت أن مصر لم يحدث فيها اقتتال على الدين إطلاقاً؛ فلم يقف مصري مسلم في وجه مصري مسيحي، وأكبر دليل على
ذلك وجود المساجد بجوار الكنائس، مضيفاً أن المأساة الحقيقية هي استدعاء الدين وتلبيس المشاكل عباءته.
جاء ذلك خلال استقباله وفداً من التيار الشعبي المصري برئاسة حمدين صباحي، حيث أعرب الوفد عن سعادته بوجوده في رحاب الأزهر وبين يدي شيخه، وقال الوفد "إن الشيخ أحمد الطيب قد أوتي نصيباً من اسمه؛ فهو محمود من الناس طيب بطبعه، ولعل تكريمه الأخير بحصوله على جائزة شخصية العام الثقافية هو تكريم للمصريين كلهم، وفي عنق كل مصريّ دَينٌ لهذا الرجل بإدخاله الفرحة على أكثر من مائة بيت من المصريين الذين أفرجت عنهم دولة الإمارات العربية تكريماً لمصر وشخص الإمام الأكبر وأكّد أعضاء الوفد أن الأزهر الشريف ملاذ المصريين والعرب كلهم، وهو المُعبِّر عن وسطية الدين الإسلامي والشعب المصري الذي نفخر بالانتماء إليه وإلى ثقافته الواسعة؛ حيث أنه ضمان لوحدة النسيج الوطن المصري إذا ما حاول أحد شق الصفّ الواحد.وأضافوا أن دور الأزهر أكبر من أن يكون دوراً سياسياً؛ بل هو دورٌ وطنيٌ يُعبِّر عن قواسم مشتركة، وأن جموع المصريين على اختلاف طوائفهم وأحزابهم يثقون في قدرة الأزهر بعلمائه على صون حرية واستقلال الوطن، ولعل الأحداث الأخيرة كانت فرصة اختبر فيها المصريون مشاعرهم تجاه الأزهر الشريف، وجعلتهم ينتقلون إلى مرحلة الوعي العام بالأزهر ودوره.وأشاروا إلى أنهم قدموا مقترحاً لتشكيل لجنة مشتركة بين التيار الشعبي والأزهر لتكون حلقة الوصل بينهما, والعمل على إعادة تفعيل دور المعاهد الأزهرية, واستعادة دور الأزهر في توحيد الخطاب الديني للحد من المغالاة في الفتاوى والتشدد الذي وصل إلى حد التكفير في بعض الأحيان.من جانبه عبّر مؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي، عن شكره وامتنانه لاستقبال الإمام الأكبر والوفد المرافق له، موضحاً أنه جاء ليؤكد ثقته ودعمه لدور الأزهر الوطني وإمامه الأكبر باعتباره يُعبّر عن القواسم المشتركة للوطن، كما نقل رسالة احترام خاصة لجهود الإمام الأكبر لصيانته استقلال مؤسسة الأزهر في مواجهة محاولات التسييس، وأنه يثق في قدرة هذه المؤسسة على صيانة استقلالها، وصيانة وحدة الوطن.
فيما أكد عضو أمناء التيار الشعبي المهندس باسم كامل أن وفداً من التيار ضم كلاً من حمدين صباحي ووزير الصحة الأسبق الدكتور عمرو حلمي والناشطة السياسية ليلى صديق والإعلامية جيهان منصور، والكاتب محمد العدل، التقى الخميس شيخ الأزهر وذلك لبحث أهم القضايا المطروحة على الساحة السياسية.
وقال كامل "عقب اللقاء مع شيخ الأزهر تم التطرق إلى نقاط عدة أهمها احترام التيار الشعبي لمؤسسة الأزهر الشريف وشيخها ورفض السبل للسيطرة عليه من أي فصيل أو تيار سياسي بالإضافة إلى تقديم مقترح لتشكيل لجنة مشتركة بين التيار الشعبي والأزهر لتكون حلقة الوصل، وكذلك العمل على إعادة تفعيل دور المعاهد الأزهرية، واستعادة دور الأزهر في توحيد الخطاب الديني للحد من المغالاة في الفتاوى والتشدد الذي وصل إلى حد التكفير في كثير من الأحيان.