اجتماع سابق للمعارضة السورية في القاهرة

بدأت في القاهرة الاجتماعات التأسيسية لـ"القطب الديمقراطي" السوري، الذي يضم مختلف الأطياف الديمقراطية السورية، في أحد فنادق القاهرة، بحضور عدد كبير من ممثلي المعارضة السورية. وأكد مؤسس القطب المعارض السوري البارز ميشيل كيلو، أن تشكيل القطب، بات ضرورة تفرضها المرحلة الحالية في مسار الثورة السورية، مشيرا إلى أن إسقاط نظام بشار الأسد هو الهدف الأساس للثورة السورية، إلا أن منع سقوط الدولة هي المهمة الأكثر صعوبة والتي سيتوقف عليها نجاحهم اليوم، للحيلولة دون إحداث الفوضى في سورية حال سقوط الأسد، لافتاً إلى أنهم بتشكيل تيارهم الديمقراطي، الذي يهدف إلى جمع أطياف المعارضة السورية كافة في كيان واحد، يأملون أن يكون سقوط الأسد هو نهاية إراقة الدماء في سورية وبداية جديدة مشرقة للسوريين كلهم.وشدّد كيلو على أنه لا يجوز أن تكون للفرقة وجود في الوقت الحالي، فسورية مهددة في كيانها، ووحدتها هدف، وقال داعياً المعارضة السورية "كفى تشتتا أيها المعارضة الوطنية السورية، فالوطن مُدمَّر والشعب مُجزَّأ جماعات لا سلطة لأحد عليها"، موضحا أن الكيان الديمقراطي الجمعي الجديد في حاجة إلى ضخ دماء جديدة، بعد أن عجز أصحاب الدماء القديمة على تخطي عقبات كبيرة، مشيراً إلى أن الدماء الجديدة هي التي سيكون لها الدور الأهم في بناء سورية.وتشارك في هذا الاجتماع التأسيسي رموز من المعارضة السورية في الخارج، من بينها فايز سارة، وسمير عيطة، وزكريا صقال، وعماد غليون، إلى جانب شخصيات من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، باعتبارهم شخصيات مستقلة أو ممثلين عن كتل سياسية، أبرزهم برهان غليون، وهو عضو في المجلس الوطني السوري، وكمال اللبواني ووليد البني، الناطق باسم الائتلاف، قبل أن يجمّد عضويته فيه مع اللبواني.وتشمل الدعوة القوى والشخصيات الداعية إلى الديمقراطية والتيارات الإسلامية المعتدلة، منها حركة أحرار الإسلامية في الشام، وحركة الصوفيين الأحرار، إضافة إلى شخصيات محسوبة على التيار الديني، أبرزها عماد الدين الرشيد، والشيخ أبو هدى اليعقوبي، ووليد العمري.وأوضح آل كمال اللبواني، مؤسس التجمع الديمقراطي الليبرالي السوري أن اللقاء في 11 و12 أيار (مايو) هو لقاء تشاوري، يضم القوى الديمقراطية والشباب المؤمن بالدولة الديمقراطية، وأنه لا شكل مُحدداً مُسبقاً لهذا القطب الجديد، إن له شكلاً اتحادياً، يضم كل من يؤيّد قيام دولة الحقوق والمساواة في سورية، "فهذا هو الهدف، وهذه هي الرؤية، وسندعو الأطراف كلها التي تشاركنا هذه الرؤية، وسنكون منفتحين، ولن نضع أمامها تصورات مسبقة، وسنترك لها حرية أن تختار، لكن هذه الحرية تبقى ضمن الرؤية التي تحافظ على سورية"، مضيفاً أن الداخل السوري سيكون ممثلًا في القطب الجديد، "وستأتي شخصيات من هيئة التنسيق، وليس لدينا فيتو على أحد".من جانبه قال القيادي في الجيش السوري الحر العقيد عبدالحميد زكريا إن الجيش الحر يؤيد هذا التجمع الذب يُعبّر عن السوريين جميعهم ولا يعمل وفق أجندات شخصية وقال إن الجيش الحر يريد دولة تعددية تحترم الديانات والطوائف دون تفرقة بين هذا وذاك وأن تقوم على التنوع السياسي والديني والثقافي والعرقي، مؤكداً أن ذلك يضمن قيام دولة المواطنة، مضيفا "الجيش الحر يدفع أغلى الأثمان وأعظمها لاستعادة الوطن"، وَوَجَّهَ زكريا كلمة إلى المشاركين في المؤتمر قائلاً الجيش الحر ينظر إليكم باعتزاز وفخر وإنكم ترسمون مستقبل سورية المشرق الذي يُثبت للعالم كله أن سورية الحرية لن تسقط.وأكد أن الديمقراطية هي الجسر الذي سيصل بالسوريين لبناء وطن يصون كرامة المواطن، وخاطب الحاضرين قائلاً "طريقنا هي طريقكم ومعاناتنا صعبة وصوتكم عال أعلى من صوت الظلم والظلاميين وسنرفع راية الحرية والكرامة"، لافتا إلى أن القطب الديمقراطي سيكون منطلقاً حقيقياً للثورة السورية لتكون مختلفة عن غيرها من الثورات، ففي سورية ثورة شعب حطم أغلال العبودية، ناشدا الحرية.وستعقد مجموعة من ورش العمل، السياسية والتنظيمية، لمناقشة الإطار التنظيمي للقطب الديمقراطي، للخروج في النهاية بالإعلان النهائي عن القطب وفعالياته من مصر، فأغلب الإجراءات التي تتم ضد النشطاء المعتقلين غير قانونية، وتساءل قائلاً "أين الشعب المصري مما يحدث الآن".يذكر أن المؤتمر التأسيسي للقطب الديمقراطي الجديد يُعقَد في القاهرة، في 11 و12 أيار/مايو الجاري برئاسة المعارض ميشيل كيلو.