عناصر من تنظيم "التوحيد والجهاد"

فشلت أجهزة الأمن في إنهاء أزمة رجال الشرطة والجيش المحتجزين منذ ،الخميس، أو حتى الحصول على رسائل تطمئنهم أنهم لا زالوا على قيد الحياة. ولا زال الغموض يحيط بعملية الاختطاف ومنفذيها ومطالبهم ، وسط حالة من التعتيم الكبير، والتضارب في التسريبات التي أعلنتها بعض المصادر الأمنية بشأن عملية الاختطاف والتفاوض. بعض المصادر القبلية تشكك في عملية التفاوض، وتؤكد أنه ربما لم تكن هناك عملية تفاوض، وأن ما تم كان محاولة من خلال الاتصال بعدد من مشايخ البدو لمعرفة من وراء عملية الاختطاف ومطالبهم.
نقص حاد في المعلومات حسب أحد المصادر الأمنية هو السبب الرئيسي في فشل أجهزة الأمن في التوصل إلى مكان المختطفين حتى الآن.
حسب مصادر أمنية رفيعة المستوى لا يوجد أي وقت محدد لإطلاق سراح المختطفين ، وأنها لم نتلقى أي اتصال منهم ، لكن بشكل عام فأن العملية تسير بشكل معقد بسبب ضعف المصادر المعلوماتية وعدم رغبة أطراف كثيرة في التعاون مع أجهزة الأمن في الحصول على المعلومات.
 مصادر أمنية تؤكد أن وراء عملية الخطف، بعض الخلايا النائمة التابعة لتنظيم التوحيد، والذي تم الحكم على 14 من أعضائه بينهم 8 هاربين بالإعدام شنقا لإدانتهم بقتل 7 من رجال الشرطة والجيش في هجمات مسلحة على قسم شرطة ثان العريش وأحد البنوك.
أسرة أحد المتهمين الرئيسيين في التنظيم والذين سربت أجهزة الأمن بأنهم وراء العملية، نفت في أكثر من مداخلة تليفزيونية ما تردد بأنها وراء العملية ، "السلفية الجهادية" نفت هي الأخرى أي مسؤولية لها بشأن واقعة الاختطاف ، مؤكدة أنها لا تنفذ عمليتها ضد الداخل المصري.
وقالت المصادر إن المختطفين لا زالوا داخل الأراضي المصرية ، ولم يتم نقلهم إلى الأراضي الفلسطينية عبر الأنفاق، وأن الإجراءات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة ليس لها أي علاقة بعملية الاختطاف. مصادر أمنية بمديرية أمن شمال سيناء قالت أنها تعتزم تنفيذ حملة أمنية موسعة.
من ناحية أخرى نظم العشرات من العاملين في معبر رفح من المجندين والأفراد والأمناء والضباط في أمن الموانئ والعاملين المدنيين بمختلف الإدارات في الميناء وقفة احتجاجية داخل المعبر وذلك إحتجاجا على اختطاف زملاءهم .
وقام المحتجون بإغلاق البوابات الرئيسية للميناء من الإتجاهين (السفر والوصول) بالسلاسل والجنازير مانعين دخول أو عبور أية أفراد من الميناء مما أدى إلى تكدس العشرات من المسافرين الراغبين فى دخول غزة بموقف الميناء، والذي يبعد عن البوابة الرئيسية قرابة 150 متراً وإنتابتهم حالة من الضيق بسبب عدم قيام السلطات المصرية، بالإعلان عبر وسائل الإعلام بأن المنفذ مغلق اليوم،  وردد المتظاهرون عدداً من الهتافات منها ( لآخر نقطة دم فيه .. مش هنسلم الأرضية .. يا خطافين يا حرامية ، مش هنساوم دية بدية  يا خطافين ياحرامية ، مش هنسلم القضية .. لآخر نقطة دم فيا ، مصر دولة مش تكية .. كل اللي عاوز حاجة فيكي  يقتل فيكي ويقتل فيا ، إحنا عساكر الداخلية مش هنسلم القضية .. لآخر نقطة دم فيا ، دم بدم يا حماس ، واحد إتنين ..أولادنا يا مرسي فين ، بالروح بالدم نفديكى يا فلسطين ، إحنا ولادك ولا إيه .. بعت مصر بكام جنيه.                                                                                                   
وطالب المحتجون كافة المسئولين في الدولة وعلى رأسهم الرئيس محمد مرسي ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، بالعمل على عودة زملائهم المختطفين اليوم قبل الغد، ومحاسبة الخاطفين بشكل قاطع والعمل على انتشار الأمن في ربوع شبه جزيرة سيناء، لمنع استهداف عناصر الأمن من قبل الخارجين عن القانون، والعمل على إغلاق الأنفاق، وهدد المحتجون بأنه سيتم تصعيد إحتجاجاتهم بالشكل الذى يرونه مناسبا فى حال عدم إطلاق سراح المختطفين.
وقد انتقلت تعزيزات من الجيش أمام المعبر وقاموا بإبعاد أية أفراد من الإقتراب للبوابة الرئيسية وهناك جهود مكثفة لمحاولة إقناع المحتجين بتسيير الأمور وفتح المعبر، الأمر الذي يرفضه المحتجون بشكل قاطع ولا زال المعبر مؤصد منذ الصباح حتى الآن .
يذكر أن عدداً كبيراً من المجندين الموجودين في الميناء هددوا ،الخميس، بترك العمل داخل الميناء، تاركين مهمة ( التأمين) لحين توفير الأمن والأمان لهم في سيناء، لولا تدخل أحد الشخصيات الأمنية في الميناء وأقنعهم بأن زملائهم سيرجعون فى أقرب وقت
 ويشهد معبر رفح البرى منذ صباح ،الخميس، اجتماعات أمنية مكثفة ضمت القيادات الأمنية لمختلف الأجهزة في المعبر ومدير الأمن، والمباحث الجنائية في المحافظة وزيارات من شخصيات أمنية رفيعة المستوى للمعبر . كما شهدت الأكمنة في الطرق الرئيسية المنتشرة على الطريق الدولي وداخل مدينة رفح حالة من الاستنفار الأمني منذ عصر ،الخميس، والتشديدات الأمنية شملت تفتيش السيارات بدقة وإبراز الأفراد لبطاقات الرقم القومي.
يذكر أن مجموعة من المسلحين قامت باختطاف سبعة من رجال الجيش و الشرطة صباح الخميس أثناء عودتهم من أجازة ميدانية في منطقة الوادى الأخضر بين العريش والشيخ زويد.
وعاقبت محكمة أمن الدولة عليا طوارئ في الإسماعيلية في شهر أيلول/سبتمبر الماضي بالإعدام على 14 متهماً، بينهم 8 هاربين كما عاقبت المحكمة 6 متهمين آخرين بالسجن المؤبد، لإدانتهم بقتل رجال من الجيش والشرطة في هجمات مسلحة على قسم شرطة ثان العريش وبنك الإسكندرية في المدينة.، كما قضت ببراءة أربعة.
ويعد تنظيم «التوحيد والجهاد» العامل بين غزة ومصر، والذي تأسس بالاندماج بين فريقين تكفيريين،من أخطر الجماعات المسلحة على جانبي الحدود.
ويعتقد أن الجماعة نفسها تقف وراء التفجيرات التي أودت بحياة 16 ضابطا وجنديا مصريا قرب الحدود المصرية مع إسرائيل يوم الأحد الماضي، وأن جماعة «التوحيد والجهاد» تعرف أيضا باسم تنظيم «القاعدة والجهاد» ويتخذ من قطاع غزة وبعض جبال سيناء مقرا له.
ومعظم أعضاء هذه الجماعات التكفيرية التي تكفر الحاكم والمجتمع، كانوا معتقلين في حكم النظام السابق، وتمكنوا من الفرار من المعتقلات والسجون المصرية خلال ثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011 ، وهذه العناصر تم تدريبها على يد جماعات أخرى متشددة داخل قطاع غزة خاصة جماعه «جند الله» أو «جلجة»، كما إن هذه العناصر لديها خبرة كبيرة في تصنيع العبوات والأحزمة الناسفة باستخدام خامات بدائية إضافة إلى خبرة كبيرة في عمل الدوائر الكهربائية والتي يتم استخدامها في عمليات التفجير عن بعد.
وجماعة التوحيد والجهاد التي أصبحت تطلق على نفسها منذ عام 2005 تقريبا اسم «القاعدة والجهاد» ربما كانت هي من يقف وراء العملية التي جرت في سيناء، وهي العملية الأكبر من نوعها ضد عناصر من الجيش والشرطة منذ انتهاء الحرب المصرية الإسرائيلية في سيناء عام 1979.
وتعتبر جماعة «التوحيد والجهاد (تنظيم القاعدة والجهاد)»، في الأساس، نتاجا لفكر جماعتين إرهابيتين نشطتا في مصر طيلة العشرين سنة الأخيرة. واستمدت هذه الجماعة قوتها من مجاورتها في الـ10 سنوات الأخيرة للحدود المصرية مع قطاع غزة، خاصة بعد أن أصبحت تعاني من فقدان السيطرة عليها من حكومة فلسطينية مركزية بعد انقلاب حركة حماس «الإخوانية» على الرئيس محمود عباس وحركة فتح، والسيطرة على القطاع منفردة عام 2007.
ويقول المراقبون إن قطاع غزة أصبح خلال السنوات الخمس الأخيرة مرتعاً للحركات الجهادية السلفية التي تشبه أفكارها، أفكار جماعة التوحيد والجهاد في سيناء. وبمرور الوقت أصبحت حركة حماس طاردة للحركات الأخرى، ودخلت في خلافات معها.
وتتبنى المجموعات الجهادية السلفية المصرية الفلسطينية، والتي يبلغ عددها نحو 10 مجموعات، على جانبي الحدود مع غزة، أفكار تنظيم القاعدة رغم أنها لا تتبعه تنظيمياً. ومن بين عناصرها أعضاء سابقون طردوا من حماس ومن تنظيم الجهاد المصري.