اللواء عبد الفتاح يونس

أكّدت قوى الأمن الليبية، الثلاثاء، تعرض العديد من أفرادها لمحاولات اغتيال، فضلاً عن تفجير موقع كابل الإنترنت البحري، الذي يربط بين أوروبا وشمال أفريقيا.وأدى هجوم مسلح على معتصم لقبيلة "العبيدات" الليبية في بنغازي، مساء الاثنين، إلى مقتل اثنين وإصابة خمسة من المعتصمين.وأوضح الناطق باسم الغرفة الأمنية المشتركة في بنغازي عبد الله الزايدي، في تصريح صحافي، الثلاثاء، أن "شخصين يحملان السلاح أطلقا النار على من في الخيمة، ولاذا مسرعين بالفرار"، مشيرًا إلى أن "أفراد الغرفة الأمنية عثروا في مكان الحادث، على ثلاث سيارات يعتقد أنها للمهاجمين".وبيّنت مدير المكتب الإعلامي في مستشفى "الجلاء" فادية البرغثي "وصول سبع حالات للمستشفى"، مشيرة إلى "وفاة حالتين فور وصولهما، بينما أدخل الباقي إلى غرفة العناية، وهم في وضع صحي حرج".يذكر أن اعتصام القبيلة، التي ينحدر منها رئيس أركان جيش "التحرير" اللواء عبد الفتاح يونس أمام فندق "تيستي" في مدينة بنغازي شرق البلاد، يطالب بالكشف عن نتائج التحقيق في قضية مقتل اللواء، إبان "ثورة فبراير".وتعرض ضباط الشرطة إدريس نجم في منطقة الهواري غرب بنغازي، الثلاثاء، لمحاولة اغتيال، حيث أطلق مسلحون النار عليه.وأوضحت مصادر في مديرية الأمن الوطني أن "أحد ضباطها قد نجا من محاولة اغتيال عبر إطلاق وابل من الرصاص عليه، من طرف مسلحين مجهولين، داخل سيارة، أثناء توجهه إلى عمله"، مشيرة إلى أن "الضابط لم يصب بأذى، وفرّ المسلحون في سيارتهم".وفي السياق ذاته، أكّد مصدر أمني أن "الضابط في الحسابات العسكرية في بنغازي عبدالحكيم رمضان محمد تعرض لمحاولة اغتيال بالرصاص، في منطقة السلماني، أمام منزله، صباح الثلاثاء، وهو في حالة حرجة، في غرفة العمليات" وأوضح المصدر، في اتصال هاتفي مع "مصر اليوم"، أن "سيارة نوع شفروليت سوداء اللون، لا تحمل لوحات معدنية، أطلاقت الرصاص على الضابط ولاذت بالفرار"، مبينًا أن "الضابط أصيب برصاصتين، وتم نقله على الفور إلى المستشفى".كذلك تعرض جندي، تابع لـ "اللواء الأول مشاة"، مصطفى عبدالسلام صميدل، لوابل من الرصاص الغادر، أمام مستشفى 7 أكتوبر، و تمت محاولة إسعافه، وهو الآن في العناية الفائقة، بعد أن سكنت في رأسه ثلاثة رصاصات، ومثلها في كتفه".
وفي مدينة درنة، شرق بنغازي بحوالي 300 كيلو مترًا، استهدف مجهولون، صباح الثلاثاء، غرفة الكابلات البحرية، الخاصة بشبكة المعلوماتية الدولية "الإنترنت"، الواقعة أسفل طريق الكورنيش، قرب مصرف الجمهورية في المدينة.
وبيّن أحد المهندسين في شركة الاتصالات الليبية أن "هذه الغرفة تعتبر نقطة تجمع لكوابل النت البحرية، الآتية من أوروبا، وتحديدًا من شواطئ اليونان إلى درنة"، موضحًا أن "هذا الكابل، المصنع من الألياف البصرية عالية الجودة والدقة، وباهضة الثمن، هو ملك للدولة الليبية".
يذكر أنه تم استهداف هذه الغرفة منذ شهرين بعبوة ناسفة، ما أسفر عن أضرار بليغة، ولكن الكوابل الممتدة لم تصب بضرر، وباشرت شركة الاتصالات بصيانة الغرفة منذ ذلك الحين، وبعد أن تم قطع شوط كبير نحو الانتهاء من الصيانة والتجهيز، استهدفت مجددًا بعبوة ناسفة، سُمع دوي انفجارها في أرجاء المدينة كافة.
وفي مدينة سرت، استولى مسلحون على 53 مليون دينار ليبي، و12 مليونًا أخرى من العملة الأجنبية، بعد أن اعترضوا شحنة أموال، كانت في طريقها إلى فرع المصرف المركزي في المدينة، ولاذوا بالفرار.
وأوضح مصدر في مصرف ليبيا المركزي في سرت، كان يرافق الشحنة، أن "عشرة مسلحين، مدججين بأسلحة خفيفة ومتوسطة، اعترضوا الشاحنة، التي تنقل الأموال، في مفترق طرق، في منطقة الغربيات، القريبة من المطار"، مشيرًا إلى أن "شحنة الأموال وصلت إلى سرت جوًا من طرابلس، وكانت على متن شاحنة متجهة إلى فرع المصرف المركزي في المدينة، وكانت ترافقها سيارة حماية واحدة، ولم يتمكن أفراد الحماية من مقاومة المسلحين".
وأكّدت مصادر أمنية أن "عمليات البحث جارية عن الشاحنة، والسيارات، التي استخدمهما المسلحون، وأنه يجري تمشيط المنطقة بغية القبض على الجناة".
يشار إلى أن هذه العملية ليست الأولى من نوعها، ولكنها الأكبر، ما يثير علامات تساؤل كثيرة، لاسيما بشأن عمليات نقل هذه الأموال، والخطط الأمنية لتأمينها.