جنيف ـ سامي لطفي
بحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الشأن الإيراني، الجمعة، في لقاء مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في جنيف.
وحذر بلينكن طهران من أنه "لا توجد سوى فرصة محدودة لإنجاح المحادثات التي تستهدف إنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران".
وقال بلينكن للصحافيين، إن "الاتفاق مثال للتعاون الممكن بين الولايات المتحدة وروسيا في القضايا الأمنية".
وحث بلينكن روسيا على استخدام النفوذ الذي تتمتع به وعلاقتها مع إيران في توصيل رسالة بضرورة الإسراع في التوصل لاتفاق.
وحذر الوزير الأميركي من أن التحديثات النووية التي تجريها طهران ستحبط أي عودة إلى الاتفاق إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد في الأسابيع المقبلة.
وقال "المحادثات مع إيران حول العودة الثنائية إلى الالتزام بخطة العمل الشاملة المشتركة (اتفاق 2015) وصلت إلى لحظة حاسمة".
ومضى قائلا "إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق في الأسابيع القليلة المقبلة فإن التحديثات النووية الإيرانية المستمرة ستجعل من المستحيل العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة".
وأعلن بلينكن، وحلفاء بلاده الأوروبيون، الخميس، أنه "لا يزال في الإمكان إعادة إحياء الاتفاق بشأن برنامج إيران النووي"، لكنّهم حذّروا من أنّ "الوقت بدأ ينفد"، وذلك في إثر محادثات أجروها في برلين.
وكان من شأن الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى العالمية رفع العقوبات عن طهران مقابل قيود على أنشطتها النووية لكن ترامب سحب الولايات المتحدة منه بعد عام من توليه الرئاسة.
وقالت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وحلفاؤها الأوروبيون، الخميس، إن "الفرصة المتبقية لإنقاذ الاتفاق النووي هي مسألة أسابيع بعد الجولة الماضية من المحادثات التي قال خلالها مصدر دبلوماسي فرنسي إنه لا يوجد تقدم بشأن المسائل الجوهرية".
وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي، الجمعة، إنّ "المحادثات النووية مع إيران تسير في الاتجاه الصحيح، وقد يكون التوصل إلى اتفاق نهائي في متناول اليد".
وأضاف المسؤول، الذي اشترط عدم كشف هويته، أن "تقديري أننا نسير في الطريق الصحيح للتوصل إلى اتفاق نهائي"، مشيراً إلى أن "قلقي، أكثر من جوهره (الاتفاق)، يتعلق بالتوقيت. لدي شعور بأننا نسير ببطء شديد".
واستطرد المسؤول الأوروبي، من دون الخوض في التفاصيل، "مع ذلك، أعتقد أنه سيكون لدينا اتفاق. وأعتقد أنه سيكون عاجلاً، وليس آجلاً".
وكانت وسائل إعلام إيرانية كشفت تفاصيل النصوص التي تعمل عليها الأطراف المفاوضة في فيينا، بخصوص الاتفاق النووي الإيراني.
وقالت وكالة مهر الإيرانية، وفقاً لمعلومات وصلتها، إنّ "فريق التفاوض الإيراني وأعضاء "4+1" (روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا وألمانيا) يعملون حالياً على نص واحد وثلاثة مرفقات"، مشيرة إلى أنه "من المقرر أن النص الرئيسي أصبح "قراراً"، ويتضمن عموميات الاتفاقات.
وبحسب الوكالة، "يحتوي هذا النص على 3 مرافق، يتناول أولها رفع العقوبات ويفسر رفع العقوبات الأميركية عن إيران. وتتم كتابة هذه المسودة أيضاً من جانب اللجنة المعنية بإزالة العقوبات".
وأشارت إلى أنّ "المرفق الثاني يتعلق بالالتزامات النووية لإيران، بحيث يصف خطوات إيران وكيفية العودة عن خفض التزاماتها النووية، ومجموعة العمل النووية مسؤولة عن كتابة هذه المسودة".
وأوضحت "مهر" أنه، بحسب المعلومات التي وصلتها، فإنّ "الملف الثالث يشير إلى تنفيذ إجراءات الأطراف والترتيبات التنفيذية للاتفاقيات المبرمة، كما تتمّ كتابة هذا الملحق واستكماله في لجنة الترتيبات التنفيذية".
واستؤنفت المفاوضات المستمرة لإحياء الاتفاق النووي في الـ29 من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بعد تعليقها في حزيران/يونيو الفائت. وفي عام 2018، انسحبت واشنطن من الاتفاق الموقع مع إيران عام 2015، وأعادت فرض عقوبات مشددة على طهران.
واستؤنفت المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران حول إحياء الاتفاق النووي منذ قرابة شهرين.
وجرى في فيينا في الفترة الأخيرة عددٌ من الجولات بخصوص المفاوضات الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني الموقَّع عام 2015، والذي انهار بعد انسحاب الولايات المتحدة منه من جانب واحد .
وتركّز طهران خلال المحادثات على مسألة رفع العقوبات عنها، وتؤكد أنها لن تقبل اتفاقاً جديداً، أو تتعهّد أي التزام أكثر مما ورد في الاتفاق في صيغته الأصلية.
قد يهمك أيضأ :
بلينكن يحذّر روسيا من شن حرب ضد أوكرانيا ويدعو بوتين الى تجنيب موسكو عقوبات إقتصادية موجعة
وزير الخارجية الأميركي يحذر مجددًا من عواقب مزيد من العدوان الروسي على أوكرانيا