كييف ـ سلوى ضاهر
اتهمت السلطات الأوكرانية، الجمعة، روسيا بالوقوف وراء مئات الانذارات الكاذبة بوجود قنابل "لبث الذعر" في البلاد، وسط مخاوف دولية من غزو روسي.
وقالت أجهزة الأمن الأوكرانية في بيان إن "هدف الأجهزة الخاصة للدولة المعتدية واضح: زيادة الضغط على أوكرانيا وإشاعة القلق والذعر في المجتمع".
منذ بداية العام، تم تسجيل أكثر من 300 انذار بوجود قنابل جميعها كاذبة في أوكرانيا مقابل 1100 في العام السابق، وفقًا لهذا المصدر.
وبحسب جهاز الأمن الاوكراني، يعد هذا النوع من العمليات جزءًا من استراتيجية "الحرب الهجينة الحديثة" ضد أوكرانيا.
وقالت الشرطة الوطنية في بيان إن جميع هذه الانذارات تقريبًا تم إرسالها عبر البريد الإلكتروني وجاءت من مناطق خاضعة لسيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا أو من روسيا.
استهدفت الانذارات المدارس على وجه الخصوص - لا سيما في كييف يوم الجمعة - وكذلك محطات المترو ومراكز التسوق والمطارات وحتى الرئاسة.
وقررت العديد من المدن الأوكرانية التحول إلى التعليم المدرسي من بعد.
وتأتي هذه الحوادث في وقت وصلت التوترات مع موسكو إلى ذروتها، مع اتهام روسيا بحشد آلاف القوات على الحدود استعدادًا لشن هجوم.
واتهم وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا هذا الأسبوع روسيا بالسعي لزعزعة استقرار أوكرانيا من الداخل.
وأضاف الخميس أن "روسيا لا تهددنا بأسلحتها فحسب ولكنها في الوقت نفسه تزيد من حالة الذعر وتحاول عبرها تقويض المجتمع والاقتصاد في أوكرانيا لإضعاف البلد من الداخل"، داعيا مواطنيه الى التزام الهدوء.
وكانت روسيا أيضًا ضحية لسلسلة انذارات كاذبة بوجود قنابل في السنوات الأخيرة.
وكشف المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، الجمعة، أن أعداد القوات الروسية عند حدود أوكرانيا في تزايد، وأن بلاده ستعلن عن إرسال عتاد إلى كييف خلال الساعات المقبلة.
وقال في مؤتمر صحافي، التهدئة مع روسيا تبدأ مع إبعاد الحشود العسكرية عن حدود أوكرانيا، مشيراً إلى أنه لا يمكن وصف الحشود العسكرية الروسية شرق أوكرانيا بأنها مناورات تدريب.
كما أعلن أن "الناتو" سينفذ مناورات واسعة باستخدام حاملة طائرات وغواصات لردع التهديدات.
جاء ذلك، فيما أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في وقت سابق الجمعة بعد انتهاء اللقاء مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن واشنطن مستعدة لمناقشة القضايا الأمنية التي طرحتها روسيا، مؤكداً التزام بلاده بدعم سيادة أوكرانيا وحق شعبها في تقرير مصيره، مهدداً بالرد على أي هجوم حتى لو لم يكن عسكرياً.
وأكد في مؤتمر صحافي منفصل عقب انتهاء المؤتمر الصحافي لنظيره الروسي في جنيف، أن روسيا ستواجه تبعات وتنديدا دوليا لو هاجمت أوكرانيا، مضيفا "على روسيا اختيار المسار الذي تريده بشأن أزمة أوكرانيا".
وشدد على أن نافذة المسار الدبلوماسي مفتوحة مع موسكو، لافتاً إلى أنه "يمكن أن نجد أرضية مشتركة لحل الأزمة".
كما أضاف "روسيا تحشد قوات على حدود أوكرانيا وسبق لها أن قامت بالغزو"، مهددا بالرد على أي هجوم روسي "حتى لو لم يكن عسكريا".
وتشهد العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة، في الآونة الأخيرة، توترا بسبب زيادة وجودها العسكري بالقرب من الحدود الروسية بذريعة حماية أوكرانيا من "تهديد روسي محتمل"، وهو ما تعتبره موسكو خرقاً للوثيقة الأساسية للعلاقات بين الجانبين. وتؤكد عدم صحة المخاوف الغربية من إعدادها لغزو أوكرانيا.
ورفض حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الجمعة، طلب روسيا سحب القوات الأجنبية التابعة له من بلغاريا ورومانيا.
وقالت متحدثة الناتو أوانا لونجيسكو، إن "الحلف سيظل متيقظا، ومطالب روسيا ستخلق أعضاء في الحلف من الدرجتين الأولى والثانية، وهو ما لا يمكننا قبوله".
وأضافت: "لن نتخلى عن قدرتنا على حماية أنفسنا والدفاع عن بعضنا بشكل متبادل".
وتابعت: “سنستجيب على الدوام لأي تدهور في بيئتنا الأمنية، ولا سيما عبر تعزيز دفاعنا الجماعي".
واعتبرت رومانيا وبلغاريا، الجمعة، أنه من "غير مقبول" طلب روسيا سحب قوات حلف الأطلسي الموجودة على أراضيهما في إطار اتفاقية تطالب موسكو بإبرامها من أجل خفض التصعيد في الأزمة الأوكرانية.
وقالت وزارة الخارجية الرومانية، في بيان، إن "مثل هذا الطلب غير مقبول ولا يمكن أن يكون جزءا من مواضيع التفاوض"، وفق المصدر ذاته.
قد يهمك أيضأ
روسيا تتجه لحظر العملات الرقمية بسبب مخاطرها على الروبل والاستقرار المالي
لقاء جديد بين أميركا روسيا الأسبوع المقبل بعد محادثات "صريحة" تناولت أزمة أوكرانيا