القاهرة ـ مصر اليوم
يحرص كل مسؤول دولي على الالتزام بالبروتوكولات وقواعد الإتيكيت في تعامله واستقباله وزياراته لأي دولة، خاصة إذا كان في استقباله رئيس الدولة، ولكن كل هذه القواعد لم تصمد أمام الحضارة المصرية وعبق تاريخها، فلم تتحمل السيدة أودري أزولاي المدير العام لليونسكو أن ترى الآثار المصرية العظيمة إلا وانجذبت إليها كطفلة تسافر في نزهة كانت تتمناها لسنوات.
تخلفت السيدة عن السير بجوار الرئيس السيسي ورئيس الوزراء أثناء ما كان وزير الآثار يصطحبهم في جولة تعريفية داخل متحف الحضارة المصرية، واقتربت من صناديق العرض الزجاجية لتتعرف على ملوك وملكات مصر عن قرب، جذبها سحر المصريين القدماء وقضت الجولة تتنقل بين التماثيل والقطع الأثرية وهي في منتهى الدهشة.
وتعد نشأتها بين المغرب وفرنسا واستكمالها لدراستها العليا في بريطانيا من الأسباب التي منحتها الفرصة للاطلاع على ثقافات وحضارات مختلفة حتي أصبحت وزيرة للثقافة في فرنسا، وعلى الرغم من كل التنوع الثقافي الذي تمتعت به إلا أنها لم تملك نفسها وهي أمام الحضارة المصرية، فتخلت عن الاهتمام بعدسات الكاميرات التي تنقل الحدث مباشرة للعالم أجمع واهتمت فقط برؤية القطع الأثرية عن قرب.
وقال الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، في تصريح خاص لـ«الوطن»، إن تصرف مديرة اليونسكو جاء بشكل عفوي خاصة مع شرح الوزير السريع المختصر للمقتنيات الأثرية باللغة العربية، موضحا أن دافع الفضول وحب المعرفة والدهشة الكبيرة كانوا وراء تصرفها العفوي، وأنها اقتربت من صناديق العرض الزجاجية لتطلع على المزيد من المعلومات وتشاهد الفنون المصرية عن قرب، في ظل تنوع القطع الأثرية بين الحضارات الإسلامية والرومانية والفرعونية، ولم تكتفِ بالترجمة، وربما لم يكن لديها وعي كامل مسبق بحجم الآثار وتنوعها في المتحف، لافتا إلى أن العرض كان مبهرا لكل من شاهده بشكل يحفز المعرفة والفضول ويجبر المشاهد على استكمال التفاصيل للوصول لأكبر قدر من المعرفة.
جدير بالذكر أن السيدة أودري أزولاي المدير العام لليونسكو وصلت لمصر أمس، وظهرت مع الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في جولة تفقدية بمتحف الحضارة المصرية قبيل وصول موكب المومياوات الملكية التي تم نقلها من المتحف المصري بالتحرير، وشاركت أكثر من 200 قناة وصحيفة أجنبية ومصرية في تغطية حفل نقل المومياوات ونقله عبر الشاشات والمواقع الإلكترونية حول العالم، ما جعل الحدث يتصدر محركات البحث ومنصات التواصل الاجتماعي عالميا في سابقة قلما تحدث في أي دولة.
قد يهمك أيضا :
تعرف على تفاصيل اكتشاف الـمومياوات الملكية قبل نقلها في موكب مهيب
ترقب عالمي ينتظر رحلة موكب المومياوات الملكية الـ22 إلى المتحف القومي للحضارة المصرية