دمشق ـ جورج الشامي
أمّن الجيش السوري الحر "المعارض"، انشقاق 400 جندي حكومي في القنيطرة انضموا إلى المعارضة، تزامنًا مع قصفه عددًا من المواقع للقوات الحكومية على طريق مطار دمشق الدولي بالهاون، فيما وظّف "الائتلاف الوطني" دبلوماسيًا بريطانيًا سابقًا كمستشار، لمساعدته على إسماع صوته على الساحة العالمية، في الوقت الذي يتوجه وفد من المعارضة إلى موسكو الثلاثاء، للبحث في سبل التسوية السلمية للأزمة السورية مع كبار المسؤولين الروس. وقالت شبكة "شام" الإخبارية، "إن قصفًا عنيفًا من الطيران الحربي وراجمات الصواريخ حرى على حي القابون في دمشق، كما جرى قصف بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة على أحياء جوبر وتشرين وأحياء دمشق الجنوبية، وسط اشتباكات عنيفة في محيط حي جوبر بالإضافة إلى اشتباكات تجري بين الجيش الحر والقوات الحكومية على المتحلق الجنوبي من جهة زملكا، يترافق ذلك مع قصف عنيف على المدينة، مع أنباء عن مقتل عشرات الشبيحة، وفي القلمون استهدف الجيش الحر كتيبة مستودعات الهندسة بصواريخ محلية الصنع، وقصف عددًا من المواقع للقوات السورية على طريق مطار دمشق الدولي بالهاون، كما دارت اشتباكات عنيفة في محيط مبنى البلدية في شارع فلسطين، وعلى الطريق الواصل بين جوبر والعباسيين، أما في بيت سحم في ريف دمشق، فتصدى الجيش الحر لمحاولة القوات الحكومية اقتحام البلدة من جهة طريق مطار دمشق الدولي، كما اندلعت معارك في محيط فرع المخابرات الجوية في السبينة وفي درايا وببيلا، وفي ريف العاصمة قصف الطيران الحربي مدن دوما والسبينة وعلى بلدة فليطة والبساتين بين بلدات قارة وجراجير، كما جرى قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على مدن معضمية الشام وداريا ومخيم خان الشيح وعين ترما والنشابية، في حين اندلعت اشتباكات في مدينة داريا، وفي حمص جرت اشتباكات عنيفة في محيط أحياء حمص القديمة بين الجيش الحر والقوات الحكومية، وتجدد القصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على مدن الرستن والقصير الحولة وبلدة الدار الكبيرة، أما في حماة فشن الجيش الحكومي حملة دهم واعتقالات في شارع البلدية في حي الكرامة، وفي حلب قصف الطيران الحربي حي المرجة، وفي ريف حلب جرى قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة على مدينة السفيرة، وتجدد القصف على محيط مطار كويرس العسكري بالطيران، وعلى ريف حلب الشرقي لا سيما دير حافر ورسم عبود والقرى المجاورة للمطار، في الجنوب وتحديدًا في درعا جرى قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة على أحياء درعا البلد وسط اشتباكات عنيفة بين المعارضة والقوات الحكومية في المنطقة، وفي ريف درعا جرى قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة على بلدات نامر وخربة غزالة والكتيبة، فيما أمّن الجيش الحر انشقاق 400 عنصر من الجيش الحكومي وانضمامهم إلى المعارضة في القنيطرة". وأضافت "شام"، أن "محافظة دير في الشمال شهدت قصفًا عنيفًا بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، على الأحياء المحررة، وسط اشتباكات في حي الحويقة، في حين جرى قصف عنيف من الطيران الحربي على مدينة موحسن، وفي ريف إدلب جرى قصف بلدة سرمدا وقرية تلمنس وبلدات معرشمشة والدير الشرقي في ريف معرة النعمان الشرقي، فيما تجدد القصف العنيف من الطيران الحربي على مدينة الرقة، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في محيط الفرقة 17، وقُصفت بلدة اليعربية في الحسكة". وأعلنت مصادر المعارضة السورية الداخلية في دمشق، الإثنين، أن وفدًا منها سيزور موسكو الثلاثاء، لإجراء مشاورات مع الجانب الروسي، مشيرة إلى أن نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل، ووزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر، سيمثلان "الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير"، في هذه الزيارة، ويعتزمان خلالها بحث سبل التسوية السلمية للأزمة السورية مع كبار المسؤولين الروس. واعتبر المراقب العام لجماعة "الإخوان المسلمين" في سورية، محمد الشقفة، أن الاتهامات الأخيرة بأن الجماعة تسيطر على المجلس الوطني السوري المعارض والائتلاف هي "محض افتراء"، وأن الجماعة تعمل وفقا لمبدأ الشراكة وليس المغالبة، مضيفًا "لا نرغب في السيطرة الكاملة حتى لو جاءت على طبق من ذهب، مستنكرًا الاتهامات الأخيرة، التي ذكرت أن رئيس الحكومة الانتقالية الموقتة غسان هيتو، هو من الإخوان المسلمين أو محسوبًا عليهم، قائلاً "لم نكن نعرف غسان هيتو أصلاً، وعندما طرح تعرفنا عليه، وعندما وجدنا أن الغالبية تريده كنا من الغالبية، وأن "الإخوان" يمثلون أقل من 10% من مقاعد الائتلاف الوطني السوري، وأن سياسات الجماعة تمضي في اتجاه التوافق بين جميع الأطراف، مشيرًا إلى أن "الإخوان" يسعون إلى توحيد فصائل المعارضة في الداخل، مبديًا أسفه من محاولات البعض لتشويه صورة الجماعة في سورية، والتشويش على الثورة. وقامت مجموعة من شباب الحراك السلمي من التيارات الفكرية والسياسية السورية كافة، باعتصام صامت أمام أحد مقرّات حركة "أحرار الشام" الإسلامية، ردًا على اعتداء أحد عناصر الحركة على الناشط السياسي المهندس عمار الحمد، حيث قال أحد المعتصمين، في مقطع فيديو بثه ناشطون على الإنترنت، "نحن معتصمون للمطالبة بحماية المدنيين، نطالب كل الجهات بحماية المدنيين وعدم إيذائهم"، في حين باءت محاولات كثيرة للتفاوض مع المعتصمين لفكّ اعتصامهم بالفشل، حيث أصرّ المعتصمون على مقابلة أمير الحركة بشكل مباشر، ووعد الأمير الذي جاء ليلبي طلب شباب المعتصمين بعدم تكرار مثل هذه التصرفات ومحاسبة المسؤولين عنها، وفي نهاية مقطع الفيديو توجّه أحد النشطاء برسالة قال فيها "أتوجه بالشكر الجزيل إلى نائب أمين عام الحركة الأمير أبوحيدرة، الذي استقبل المعتصمين ومطالبهم بصدر رحب، ووعدهم ألا تتكرر هذه الحادثة مرة أخرى"، واصفاً إياها بالتصرف الفردي الذي لا يُعبر عن أهداف حركة "أحرار الشام"، التي هي بالأساس إسقاط النظام والحفاظ على سلامة المدنيين. وكشفت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، عن أن "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، وظّف دبلوماسيًا بريطانيًا سابقًا كمستشار، لمساعدته على إسماع صوته على الساحة العالمية، موضحة أن "كارني روس، الذي استقال من منصبه الدبلوماسي لسبب حرب العراق بعد اتهامه حكومة طوني بلير، بالفشل في النظر بالخيارات الأخرى بدلاً من العمل العسكري، أكد أن المجموعة الاستشارية التي أسسها الدبلوماسي المستقل تلقت طلباً لمساعدة الائتلاف السوري، وأن الدبلوماسي البريطاني السابق مثّل بلاده في مجلس الأمن الدولي كخبير في شؤون الشرق الأوسط قبل استقالته، وعمل في السابق لتسليط الأضواء على أسباب التهميش في كوسوفو، والصومال، والصحراء الغربية". ونسبت الصحيفة البريطانية إلى روس، قوله "إن دوره الجديد يتمثل في تقديم المشورة للائتلاف السوري المعارض، بشأن سبل إسماع صوته في الولايات المتحدة، وبشكل خاص في الأمم المتحدة في نيويورك حيث مقر مكتبه، وأن مؤسسته الاستشارية تعمل مع الدول والجماعات السياسية التي تعرضت للتهميش والإقصاء عن النقاشات الدبلوماسية لأي سبب من الأسباب، ويقوم أساس فلسفتها على تمكين الممثلين الشرعيين للشعب من المشاركة في المناقشة الدبلوماسية، والائتلاف السوري المعارض يقع ضمن هذا التعريف، وأن التركيز الرئيسي في مهمته الجديدة سيكون في الأمم المتحدة حيث يستمر النقاش بشأن سورية، جراء الإحباط الشديد للمعارضة السورية من الموقف الدبلوماسي حيال بلادها". وأضاف الدبلوماسي البريطاني السابق، أن "الوقت أُتيح أخيرًا للحكومات الدولية للبحث عن سبل جديدة للتدخل في سورية من خلال أساليب غير عنيفة، مثل العقوبات أو تعطيل الأنظمة الإلكترونية لإمدادات الجيش السوري، لكن هذه الاقتراحات أصبحت شخصية، وأنه لن يقدم المشورة للائتلاف السوري المعارض في المسائل الداخلية، لكنه سيساعده على إيصال رسائله عبر الدوائر الدبلوماسية"، فيما أشارت "الإندبندنت"، إلى أن "الائتلاف السوري المعارض"، يواجه مشاكل جراء الاستقالات والخلافات الداخلية ومخاوف اختطافه من قبل الجماعة الجهادية، وبخاصة "جبهة النصرة". وذكرت صحيفة "سيودوتشي زيتينغ" الألمانية، أن "ألمانيا سترسل، الإثنين، طائرة عسكرية أعدت خصيصًا كي تُنقل من الأردن أكثر من 30 سورية، كانوا أصيبوا بجروح بالغة، كي يعالجوا في مستشفيات ألمانية عدة، وستنقل الطائرة التابعة للقوات المسلحة الألمانية 36 جريحًا سوريًا، حيث سيعالجون في أربع مدن منهم برلين وهامبورغ"، مضيفة أن "الجرحى يعالجون حاليًا في الأردن". ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية الألماني قوله "نحن متأثرون جدًا بألاف القتلى والعدد الكبير من الجرحى الذين سقطوا حتى الآن في الحرب الأهلية في سورية، وأن طلب المساعدة قدمه زعيم المعارضة أحمد معاذ الخطيب"، فيما أكدت الصحيفة أن "الحكومة الألمانية تريد المساهمة في الدعم السياسي للائتلاف الوطني السوري (المعارض) الذي يشكل للسوريين بديلاً يبدو أكثر ظاهرًا وذات صدقية عن حكومة الرئيس بشار الأسد وأن الطائرة العسكرية الألمانية ستحط في رحلة العودة أولاً في شتوتغارت ثم في كولون وهامبورغ وبرلين".