رام الله - أحمد نصَّار
اطلقت اسرائيل فجر اليوم الثلاثاء سراح 26 معتقلا فلسطينيا تحتجزهم منذ ما قبل العام 1993، تنفيذا للالتزامات التي قطعتها لإعادة اطلاق مفاوضات السلام برعاية اميركية.
وهذه هي المجموعة الثالثة من 104 فلسطينيين يقضون احكاما بالسجن لفترات طويلة وافقت اسرائيل على اطلاق سراحهم في اطار الجهود التي تقودها
الولايات المتحدة للوصول الى اتفاق سلام بين الجانبين. ومعظم المعتقلين الذين اطلق سراحهم اليوم كانوا ادينوا بقتل اسرائيليين وجميعهم تقريبا اودعوا السجن قبل اتفاقات السلام المرحلية الاسرائيلية - الفلسطينية التي وقعت قبل 20 عاما.
وقال مسؤول فلسطيني اشرف على عملية استلام المعتقلين ان حافلتين تنقلان 18 معتقلا غادرتا سجن عوفر في اتجاه رام الله في الضفة الغربية، مشيرا الى ان ثلاثة معتقلين آخرين تم نقلهم الى معبر ايرز باتجاه قطاع غزة وخمسة آخرين الى القدس الشرقية.
والأسرى المفرج عنهم اعتقلتهم السلطات الإسرائيلية قبل اتفاقية أوسلو، وينتمون الى فصائل وطنية وإسلامية مختلفة.
وتوجه أسرى الضفة الغربية المتواجدون في "عوفر" إلى مقر الرئاسة في مدينة رام الله، حيث استقبلوا استقبال الابطال وكان بانتظارهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس وقيادات الفصائل الوطنية وأعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة "فتح"، حيث سيتم إيقاد شعلة الحرية بالذكرى الـ49 لانطلاقة الثورة الفلسطينية.
وانتظر الاطفال والنساء والرجال ساعات وسط البرد القارص وصول الاسرى من الضفة الغربية الى مقر الرئاسة وهم يلوحون بالاعلام الفلسطينية على وقع الاغاني الوطنية. وامتزجت مشاعر الفرح بالدموع لحظة لقاء الاهل بأبنائهم المعتقلين المفرج عنهم.
وقالت والدة المعتقل المفرج عنه احمد شحادة الذي قضى 30 عاما في السجن بينما كانت تجلس على كرسي في ساحة مقر الرئاسة بانتظار انتهاء مراسم الاستقبال الرسمية "لن اصدق انه خرج حتى احضنه بين ذراعي". واضافت وقد بدت ملامح تعب سنين عمرها السبعين على وجهها "منذ سنتين لم يسمحوا لي بزيارته.. عروسه جاهزة.. اريد ان افرح به".
وتوجه والد الاسير ناصر برهم، المحكوم بالمؤبد، بالشكر الى القيادة الفلسطينية على ما بذلته للافراج عن الاسرى وقال "شعوري لا يوصف لقد كان في عداد الموتى.. لقد اعتقل وكان عمره 17 عاما.. لقد امضى في السجن 21 عاما وها هو يعود إلينا". واضاف "فرحتنا منقوصة.. نريد الافراج عن كل الاسرى".
وحمل جمال ابو محسن، المحكوم بالمؤبد عندما كان عمره 18 عاما على خلفية قتل مستوطن وقضى 23 عاما في السجن، رسالة من الاسرى تدعو الى الاهتمام بهم والتضامن معهم. وقال "هناك 5000 أسير يطالبون ان يبقوا في سلم الاولويات ويكفي تقصير في حقهم". واضاف "لا يجب ان يعاني الاسرى كما عانينا. هناك اسرى امضوا 12 عاما ويقولون عنهم اسرى جدد متى سيصبح قديم، عندما يصبح ثلاثين عاما؟ هناك حالات مرضية كثيرة، احتمال ان يستشهد اي واحد منهم، نطالب بانقاذ حياتهم".
وصادقت الحكومة الإسرائيلية في شهر تموز/ يوليو الماضي على إطلاق سراح 104 أسرى فلسطينيين على 4 دفعات، وذلك في موازاة قرارها باستئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، لكنها قرّرت في موازاة ذلك بناء مئات الوحدات السكنية في المستوطنات أيضاً.
وأفرجت السلطات الإسرائيلية في آب/ أغسطس الماضي عن الدفعة الأولى من الأسرى والبالغ عددهم 26 أسيراً، منهم 14 من قطاع غزة و12 من الضفة الغربية، فيما أفرجت عن الدفعة الثانية والبالغ عددهم 26 أسيراً، 5 من قطاع غزة، و21 من الضفة الغربية، في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.