واشنطن ـ يوسف مكي
حَذَفَت شركة "فيسبوك" عشرات الحسابات والصفحات التي تمّ إنشاؤها في إيران، إذ زعمت أنها تهدف إلى إثارة الانقسام في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
نشرت الحسابات بشكل متكرر مواضيع مثيرة عن الانقسام السياسي، بما في ذلك العلاقات بين الأعراق والمعارضة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، والهجرة، وشارك فيها أكثر من مليون مستخدم في "فيسبوك" مع 82 صفحة ومجموعات وحسابات تم تحديدها، معظمها في الولايات المتحدة، وقال ناثانيل غليشر، رئيس سياسة الأمن السيبراني في "فيسبوك"، إنها أنشئت لزرع الفتنة عمدا.
وقال غليشر، في مؤتمر صحافي صباح الجمعة: "إن تحقيقنا لا يزال في بداياته، ورغم أننا لم نعثر على أي علاقة بالحكومة الإيرانية، لا يمكننا في هذه المرحلة أن نقول إننا على يقين بمَن المسؤول"، كما تم تحديد 7 أحداث كجزء من الحملة، لكن غليشر لم يقدم أي معلومات إضافية عنها، بما في ذلك ما إذا كانت تمت بالفعل أم لا.
وبيّن أن "الفريق لا يزال يحقق في التفاصيل وأنهم لو عرفوا المزيد من المعلومات سيفرجون عنها، استنادا إلى تحليلنا وما رأيناه حتى الآن، كان التركيز الأساسي للعملية هو المراسلة عبر الصفحات الكبيرة ولم يكن التركيز على الأحداث".
وأوضح أن الفرق العاملة في "غرفة الحرب" التي أطلقتها "فيسبوك" مؤخرا حددت "سلوكا سيئا" من الحسابات في أواخر الأسبوع الماضي، ونبهت وكالات إنفاذ القانون والباحثين قبل إزالتها، وأكد أنه قبل الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة عام 2018، كانت فرق التحقيق تعمل بجد لضمان عدم استخدام المنصة كأداة للتدخل الأجنبي، وقال: "إننا نعمل عن كثب مع الحكومة الأميركية، ونحن على اتصال مع سلطات إنفاذ القانون، سواء مع فريق النفوذ الأجنبي في مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ووزارة الأمن الداخلي"، مضيفا أن غرفة الحرب التابعة إلى الشركة تستعد للعمل مع مسؤولي الانتخابات في الولايات المتحدة إذا تم اكتشاف قضايا إضافية خلال الأسابيع المقبلة، وقال "مع اقترابنا من الأيام الأخيرة قبل منتصف المدة، توقعنا أنهم سيشهدون تحديات".
وكشف موقع "فيسبوك" عن حسابات مزيفة مرتين على مدار الصيف، تستخدمها جهات أجنبية للتأثير على الآراء الأميركية، وأزالت شبكة التواصل الاجتماعي في يوليو/ تمُّوز، 32 صفحة وحسابات من "فيسبوك" و"إنستغرام"، مرتبطة بوكالة روسية، وبعد شهر أزال موقع "فيسبوك" 652 من الحسابات والصفحات المزيفة التي تم إنشاؤها كجزء من 4 حملات منفصلة، والتي وجد أن لها علاقات مع كل من روسيا وإيران.
وقال غليشر إن الحسابات التي تم حذفها هذا الأسبوع تداخلت بعضا مع تلك الحملات، وكانت شركة "فاير إيي" للأمن السيبراني أشارت إلى حسابات شهر آب / أغسطس، والتي أفادت بأن النية تبدو كأنها تولد الدعم لسياسات الولايات المتحدة التي تركز على إيران، و"تعزيز المصالح السياسية الإيرانية، بما في ذلك المناهضة للسعودية، والمناهضة لإسرائيل والمؤيدة للفلسطينيين".
وتستند الحملة التي تم الكشف عنها الجمعة، والتي تضمنت حسابات تعود إلى العام 2016، إلى حد كبير بشأن مواضيع مثيرة للخلاف في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والتي يمكن أن تؤثر على الآراء في الانتخابات المقبلة، وتم إنشاء غرفة حرب "فيسبوك" للتحقيق في هذه الأنواع من الأنشطة، كما قال غليتشير، وتعمل فرقهم المكونة من نحو 2000 من العلماء والمهندسين والمحققين بشكل وثيق مع الحكومة وخبراء إنفاذ القانون والأمن للكشف عن الحسابات المزيّفة.