المسافرين في خطوط فكتوريا

توصل جوناثان دان، عامل الخدمات الوطنية الصحية من ولاية كولورادو، إلى فكرة حملة، تتمثل في شارة تحمل عبارة "شات تيوب"، تقتضي أن يتحدث الناس إلى بعضهم البعض، بعد أن جذّب أحد الأحداث في العمل عددًا قليلًا منهم، ما جعله يقرّر أن الأشخاص يجب أن يكونوا أكثر ودًا وصداقة مع بعضهم البعض.

واختبرت المراسلة ربيكا تايلور الأمر في خطوط فكتوريا والشمالي والدائرة والمدينة والمقاطعة، وبمجرد أن استقلت خط فرجينيا سألتها سيدة ولدت ونشأت في لندن، عن الشارة، وسأل إثنان من كبار السن من الرجال عنها أيضا. واتفقا على أنه سيكون من الرائع التحدث في القطار، إلا أن أحدهم كان أميركيًا يقضي عطلته في لندن قبل أن يطير إلى كولونيا، لذلك ربما لا يعد انعكاسًا حقيقيًا للعاصمة، بينما لم يهتم أحد بالتحدث في المدينة وفي خط المقاطعة أيضًا، إلا أن إحدى السيدات أخبرت المحررة أنها تقرأ كتاب عن السيرة الذاتية ليوغي، وأوضحت أنها انتقلت للتو إلى لندن قبل 5 أيام من سنغافورة للدراسة، وأخبر رجلًا أخر كان متجه إلى مطار هيثرو لقضاء عطلة مراسلة الجريدة حول سفره وسألها عن موطنها وإلى أين تسافر.

وكان الكثير ممن تحفظوا في المحادثات يزورون لندن أو ليسوا من العاصمة، وربما اأّر ذلك على استعدادهم للحوار، إلا أنه كان هناك بعض الناس الذين تحدثوا بسعادة، مشيرين إلى أن من غضبوا عبر "تويتر" من الشارات لا يمثلون الكل، في حين نظر البعض بغرابة إلى الشارة وابتعدوا وحدقوا في هواتفهم.

 وسلّم السيد دان 500 شارة الأربعاء، وطُلب منه المزيد منذ نشر القصة، وذكر السيد دان الذي يقف خلف هذا المشروع "لم ألقى استجابة في البداية عندما حاولت تسليم الشارات، ولم يكن الأمر مرحًا لفعله، ثم عدت إلى المكتب ورأيت 3 تغريدات عن الفكرة، وذهبت للقاءهم ثم عدت في وقت الإطلاق لنشر تغريدات، ومنذ ذلك الحين لم يتوقف هاتفي عن الرنين، وكان رد الفعل سلبي للغاية حقًا لكنه حاليًا إيجابي، وكان لدي 50 ألف رسالة الليلة الماضية على الفيسبوك ومعظمهم يسأل عن الشارات ومكان الحصول عليهم، وسمعت أن TfL ورائي لكني لم أر شئ حتى الأن".

ويعمل الأميركي دان حاليًا لدى خدمات الصحة الوطنية وجامعة لندن في هذا المشروع، وتوصل إلى هذه الفكرة بعد الحصول على يوم اجتماعي سئ في العمل، وأوضح دان "بدأت الفكرة خلال دورة الألعاب الأوليمبية في شئ اجتماعي في العمل، ومُنح الناس نصف يوم إجازة ولم يظهر أحد منهم، وكنت مثل الناس بحاجة إلى أن أكون أكثر ودًا، ولذلك أعتقدت أنه يمكنني البدء في قطارات الأنفاق"، وتحدث دان عن الحملة المناهضة التي تسعى للتأكد من أن الناس لا يتحدثون على أي شخص، موضحًا أن من يقفوا خلفها لن ينجحوا وأنها حملة "عرجاء"، مضيفًا "إذا أتيح لي أن أفعلها ثانية فربما أذهب إلى الشارع القديم، ولكن في العموم إنه أمر رائع، وشعرت بالإحباط في البداية حيث بدى لي أن الجميع يكرهونني لكني الأن أشعر أنني أكثر سعادة".