باريس ـ مارينا منصف
ادّعى علماءٌ الوقوعَ في واحدة مِن 4 شخصيات على الإنترنت عند استخدام مواقع مثل "فيسبوك" و"تويتر"، ووفقا لبحثهم فإن عددا أكبر من الشباب يختارون أن يكونوا "مترصدين" و"مهوسين" من خلال تقليل ما يتشاركونه عبر الإنترنت في محاولة لتجنب أن يصبحوا "الضحية"، فأنت إما مترصد للنقاشات على الإنترنت، أو مهووس بعلم الحاسوبات، أو مشهور على الإنترنت أو ضحية.
قاد الدراسة الدكتور ليام بريمان والبروفيسور راشيل تومسون من جامعة ساسكس، ودرس العلماء النشاط على الإنترنت ورؤية الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و15، وقال الدكتور بريمان: "لقد وجد بحثنا أن المخاوف بشأن البقاء في حالة آمنة على الإنترنت خلق جوا من القلق الشديد لدى الشباب، حتى لو لم يواجهوا مباشرة أي مشاكل بأنفسهم، فلقد شعر الشباب الذين تحدثنا إليهم بأنهم يتحملون مسؤولية كبيرة عن سلامتهم على الإنترنت، وغالبا ما يكون ذلك مدفوعا بالقلق من وصفه بأنه ضحية".
ودفعت الرغبة في السلامة والحماية من أخطار الإنترنت العديد من الشباب لتجربة عدم الظهور على الإنترنت، فاستخدم الأكاديميون تدبيرين للعثور على مجموعاتهما: المشاركة والظهور، المهووس هو من لديه مشاركة عالية لكن ظهوره منخفض، ومشاهير الإنترنت لديهم مشاركة عالية وظهور عال، والضحية لديه مشاركة منخفضة لكن ظهوره عال، والمترصد هو الذي لديه مشاركة منخفضة وكذلك ظهور منخفض.
ووصف "المترصد" بأنه شخص يتجنب المواجهة في المنتديات العامة ويفضل دردشات المجموعات المغلقة، كما أنهم عرضة لمطاردة فرق الموسيقى المفضلة لديهم على الإنترنت، و"المهووس" يستخدم عدم الظهور للمشاركة وهو مجهول ولتعزيز إبداعات الهواة الخاصة به على وسائل الإعلام على الإنترنت، مثل أشرطة الفيديو والموسيقى أو الكتابة الخيالية.
ووصف الأكاديميون كيف أن ساعات العمل الطويلة للمهووسين على المشاريع معرضة لمخاوف الوالدين من أن سلوكهم كان هوسا أو إدمانا، قال الدكتور بريمان "في حين كان هناك الكثير من التغطية الإعلامية السلبية بشأن تفاعل المراهقين مع وسائل الإعلام الاجتماعية، إلا أن نتائجنا هي أكثر أملا بأن المراهقين هم مستخدمون مسؤولون عن وسائل الإعلام الاجتماعية، فهم شباب واع جدا للمخاطر ويبذلون جهودا كبيرة لحماية أنفسهم من تلك المخاطر".
وعلى الرغم من التحركات التي يبذلها بعض الشباب من أجل العيش الإلكتروني الآمن، لا يزال بعض الشباب يجدون أنفسهم في مأزق، وتشمل مجموعة "الضحية" المصابين بالتسلط عبر الإنترنت، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من الفضيحة الشخصية والعار بعد إنشاء وعرض المحتوى الحميمي، يمكن أن يكون الضحية عالي الظهور للغاية نتيجة لكونه جزءا من المجموعة الرابعة وهي "مشاهير الإنترنت".
إن "مشاهير الإنترنت" تملأهم الرغبة في كسب عيشهم من وسائل التواصل الاجتماعي وتقدم شفافية تنافسية عن حياتهم من خلال مدونات أو منصات التواصل الاجتماعي الأخرى، وهؤلاء الناس نشيطون للغاية ومرئيون للغاية.